لأنّ تونس قد حُكمت في الآونة الأخيرة (والدنيا كلّها أونة) من طرف أناس جافوا أخلاق المسلمين بل وحتّى أخلاق وأعراف عرب ما قبل الإسلام، أولئك الذين كانوا يحترمون أنفسهم فيتحوّطون لكلّ تصرّفاتهم خشية أن تُُحصي عليهم الأمم بعض السلوك الطاعن في قيمهم، فقد وجدنا أنفسنا (أنا والكثير من الشرفاء أبناء تونس الخضراء المسلمة الحييّة) عرضة لسفهاء "تونسيين" تغييريين مغيّرين تافهين ساقطين أبناء حرام، آثروا ألاّ يرمونا بالحجارة، كما فعل سفهاء الطائف بالرّسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وإنّما رمونا ببعض ثمارهم التي قد تكون أنتجتها دور الحضانة اللاّشرعية والأمّهات العازبات المسبّحات بنعم الحريّة والتقدّميّة والانفتاح و"الديمقراطيّة" المنتعشة في ميادين المواطنة المنحازة لأعداء الوطن وأعداء الدّين وأعداء الله (فإنّ من صالح الله لا يمكنه أن يأتي متعمّدا وبإصرار ما يغضبه تعالى ولا ما يغضب أوليائه)، فرصدوا وأوقفوا "فنّيين" من جنود إبليس ولدوا ونُشّئوا وتعلّموا في مضاجع الضلالة ومكبّات الرّذيلة، فعوّموا بريدي الإلكتروني بالعديد من الرّسائل القذرة الظاهر المجهولة الباطن المعروفة المقصد، ليؤكّدوا لنا أن لا مكان للحوار أو للتعايش مع إفرازات السابع، ليس لأنّنا لا نريد حوارا أو لأنّنا لا نتقن معايشة، ولكن لأنّ أنوفنا لا تتحمل نتن رائحتهم وآذاننا لا تقبل سماع فواحشهم وعيوننا لا تقوى على رؤية بشاعة صورهم وسيرهم وصنائعهم ورجولتنا تأبى علينا مصاحبتهم، فقد استشكل علينا جنسهم وما رأينا في الرّجال ولا النّساء أمثالهم... السؤدد والرّقي والرفعة والكرامة للإخوة في تونس نيوز (الموقع الذي استعمل للتلبيس على المتلقّي من أمثالي)، ولكلّ صادق عامل في ميادين الكلمة، وأسأل الله أن يجعل أعمالهم خالصة تُثقِّلُ موازينَ حسناتهم... والشؤم والخزي والعار على مروّجي الفساد ومشيعي الرّذيلة، وأسأل الله أن يتداركهم بتوبة من عنده إن سبق في علمه أنّهم سيتوبون ويؤوبون أو أن يأخذهم - بأذلّ جنده (لعلّه الفيروس)- أخذ عزيز مقتدر منتقم، وأن يطهّر البلاد منهم حتّى لا تؤذي "تونس" النّاس بفواحشها!... وحسبنا الله ونعم الوكيل!...