جدت أحداث عنيفة و دامية في مدينة قفصة يوم الخميس (5 / 01 /2012( على إثر قيام مواطن عاطل عن العمل حرق نفسه و هو أب لعائلة معوزة يسمى عمار غرس الله من قرية لالة الواحة عمره 47 سنة نقل على إثر ذلك إلى مركز بن عروس، لقد مكث المواطن عمار لمدة أسابيع ضمن إعتصام فقراء المنطقة أمام مركز الولاية بعد أن تأكدوا أن مطالبهم وضعت في سلة المهملات. وعلى إثر هذا الحادث الأليم قام شباب و أهالي قفصة بمسيرة شعبية وتجمعوا أمام مركز الولاية ثم حاصروا منطقة الأمن اين واجهتهم قوات البوليس والجيش بإستعمال قنابل الغاز المسيل للدموع وتواصلت الإحتجاجات كامل مساء الخميس 5 و صبيحة يوم الجمعة 6 جانفي مع العلم أن المحتجين قد واجهوا وفد الحكومة الإنتقالية " 3 وزراء"مواجهة حادة إتسمت بالرفض الشديد و التحدي. إن هذه الأحداث و كذلك تحركات العمال و العاطلين عن العمل في كل الجهات الفقيرة في سيدي بوزيدالقصرين و جندوبة وكذلك محاولات الإنتحار المتعددة هي دليل قاطع عن رفض المواطن التونسي عامة لسياسة حكومة النهضة و لكل بياناتها و برامجها الخاوية من كل حلول جادة و أخيرا لخطابها المتعصب المستفز لكل الفقراء و العاطلين عن العمل. لقد لبست حكومة النهضة مع أسفنا الشديد و خيبة أملنا جلباب "التجمع" الفضفاض "بالنسبة لها" وجلبت إليها كل المنتفعين التجمعين القدامي أثناء حملتها الإنتخابية من مستشارين " كانوا قد فرطوا في المال العام و أفلسوا شركات الدولة لشرائها مع أصدقائها" و رؤساء شعب و عمد و مرشدين اجتماعيين لا يمكنها و الحال هذا أن تقدم أي برنامج لإنقاظ إقتصاد البلاد الذي تدهور إلي حد الصفر. لقد بات المشهد السياسي باهتا خاليا من كل جديد بإستثناء محاولة العمل بالقبضة الحديدية – كما وقع إثناء تجمع الأساتذه الجامعيين – ثم الإستبداد بالرأي و رداءة المقاييس المعتمدة في إنتقاء أعضاء الحكومة الذي إتسم بعدم الكفاءة و الإنتماء الحزبي الضيق والقرابة. إن هذه الأوضاع الخطيرة تجعلنا نتأكد أن مجابهة الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية و البيئية و كذلك علاقة السلطة بالمعارضة مستقبلا ستكون صعبة و متوترة إلى حد القطيعة. ومن أسباب هذا التراجع نشير إلى تنكر حركة النهضة للإلتزامتها و تعهداتها السابقة بعد أن حققت نتائج إنتخابية لصالحها ( لا تفوت 14 بالمائة من جملة المقترعين) بمساعدة المال السياسي الأجنبي و الدعاية الإعلامية لقناة الجزيرة و القنوات الأخرى الإسلامية. إن تصريحات قادة النهضة و خاصة الوزير الأول المؤقت تجاه الوسائل العمومية التي يريدها أن تكون بوقا لدعاية لحزبه هي أيضا من مؤشرات الخطيرة عن تردي الوضع السياسي في البلاد. و كأننا بحركة النهضة ووزيرها الأول قد تناسوا بأنهم إنتخبوا من طرف مجلس تأسيسي لصياغة الدستور الجديد و هي ليست حكومة فرع حركة الأخوان المسلمين بتفاعلها مع توجيهات المرشد العام المنادي بالخلافة و دولة الشريعة الإسلامية. إننا ندعو كافة القوى الحية و المستنيرة في البلاد و كل فصائل المجتمع المدني و الأحزاب السياسية دون إستثناء إلى العمل لمواجهة الأوضاع الحالية بكل حكمة وتبصر لكي لا تضيع البلاد و تدخل في حالات مواجهة خطيرة بين أبنائها بعد فشل حركة النهضة ورفضها تحمل مسؤوليتها الكاملة. المنسق العام حزب تونس الخضراء