أخي : إذا أنت عافس علي الجمر منذ لحظات فأنا نائم عليه منذ أكثر من 56 سنة و أعلم أن إقامة العدل أصعب بكثير من إحقاق الحق و البناء أصعب بكثير من الهدم و الانتقام و الثأر أصعب بكثير من العفو و التسامح و نصرة المظلوم بوقوفك إلي جانبه حتى لا يرتكب رد فعل سلبي و لا حماقة و لا استفزاز و تشد علي أيديه و تساعده في أوقات الشدة و المصاعب أصعب من العفو علي الظالم لأنه يرجع إلي صوابه وعقله و لربما تكسب منه أخ سليم يميز بن الحسن و السيئ و يجتنب المعاصي بفضل عفوك عنه. إقامة العدل علي المجرم و القصاص للمظلوم و التجنب من الانتقام والثأر ورد فعل عنيف نعرف كيف يبدأ ولا نعرف كيف ينتهي إذا توجب علي التونسيين أن يتآلفوا رغم الفارق في النظريات و لكن القاسم المشترك بينهم هو تونس بلد الجميع حاضنة لشعبها حنون عليهم كافلة لمستقبلهم راعية لأمنهم علي شرط أن لا يسمحوا لمن لهم فيها مطامح أن يتدخلوا و يفتنوا و ينشرون الفوضى التي لا تضرهم و لكن منها يستفيدون عبر البلاء و العداء الذين سيحلّون بشعب عربي مسلم مسالم متآلف و متآخي سمح للأطراف الخارجية وأفراد متنفذون أتتدخل في شؤونه و العبث بوطنه . ماذا ستجني أيها التونسي من إعتصمات محقة و إضرابات شرعية و التشغيل و التنمية مطالب أقرتها السماء والثورة و الشعب و لكن أخي البلاد الآن غير قادرة فعلا علي تلبية كل مشاكلنا. وإلا لا؟ فعلا لا ولكن الإرادة متوفرة إن شاء الله و النوايا حسنة و كل يحتاج إل وقت و تريث و محاسبة كي تتم المصالحة و تماسك في الصفوف والعمل من طرف الجميع لإنقاض البلاد والعباد . تونس قامت بأحسن ثورة في العالم نضيفه نقية طاهرة سلمية و علمية و اختارت طريق الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع و شهد العالم كله بنزاهة الانتخابات و شفافيتها وسلكت هذا الطريق الصواب القويم و العالم كله ينضر و يراقب خطوات تونس العظيمة ليتخذ منها منهجا يبني عليها و أصبح التونسي رجل العصر و بفضل الله و أبنائنا سترفع عنا المظالم و سنحقق نموا ولو علي بعد المهم أن تتوفر إرادتك أخي في البناء لا في التهديم و في الحب لا في الكره و في الاستقامة و لا في الاعوجاج و معي الحق لا معي الباطل . أخي اليوم عليك و غدا إليك فلا تنضر إلي بلادك تمر بالمحن و المآسي و لا تحرك ساكن و تعمل كأنك عابر طريق. أدخل المعمعة و شارك في الإصلاح من قريب بكل قواك و لا تتآمر علي مسقط رأسك و لا تكن دمية في يد أعدائك و أعداء الوطن و لا تكن لهم بوقا تعمل لدعايتهم و لا تكن سيفا في أيديهم لقص رقابنا. تحرك أيها التونسي أين ما كنت و شارك في البناء و فك الاعتصام و كف عن الإضراب ولا تعطل حركة الطرق.كن حضاري الحق لك في طلباتك و لكن عندما تشارك في تدمير اقتصاد بلادك فمن أين تستمد شرعيتك و تأخذ حقوقك ؟ أمن فرنسا أم من إسرائيل؟ خدم عقلك و أنضر إلي حولك و أكتشف حبيبك و عدوك إن كانت لك الجرأة والإرادة والرغبة!... قعيد محمدي قعيد 18 جانفي 2012