تعتبر رواية "أبناء السحاب" للأستاذ محمد الجابلي من الإصدارات الجديدة في عالم الرواية التونسية. -هي رواية من الحجم المتوسط ... جاءت مقسمة إلى ستة فصول وستة أصداء ... -صورة وحيدة هي صورة الغلاف للرسام الاسباني جوان ميرو... ومقطع حكمي قصير. -ثلاث صفحات تكرر فيها عنوان الكتاب...ولم تتضمن الرواية إهداء. -تاريخ الطبعة الأولى يعود إلى سنة 2010 . في هذه الملاحظات لن أتوخى منهجا محددا وسأترك ذلك إلى دراسة لاحقة سأعدّها في هذا الغرض وفيها سأعتمد على منهج نقدي قصد تفكيك الرواية ومقاربتها حسب المنوال الذي سأحدده لها لقراءة الأثر قراءة تستجيب إلى أفق انتظار القارئ... بعد القراءة الأولى لهذه الرواية وجدتني إزاء أثر روائي متميز... -تميز بتكسير الكاتب لقاعدة الخطية النصية وتتابع اللاحق بالسابق... -تميز في بنية الرواية إذ توزعت أحداث الرواية بين فصول وأصداء في إحالة على الكتابة المسرحية وبين أحداث روائية تكمل بعضها البعض "وحدة بأجزائها". -الشكل المسرحي والمضمون الروائي يشي بأن الكاتب سيعمد في إنتاج أثره الروائي إلى "مسرحة الواقع" فتحركت الشخصيات في ركح مكاني محدد أغلبه في "تونس العاصمة" على اتساعه نسبيا في بعض الأحيان وتطورت أحداث الرواية في زمان معلوم هو زمان تطور أحداث عائلة الهادي وقمر وابنيهما دجلة وفرات مع ما فيها من تعقيدات. -وإذا صنّفنا الرواية ضمن الروايات الواقعية فيمكننا إدراجها ضمن الواقعية الاجتماعية على النمط الذي نجده عند "بلزاك". لذلك كانت الكتابة تنثال انثيالا في سلاسة وانسجام كبيرين معبرة عن واقع اجتماعي مخصوص لكنه منفتح على تجارب أخرى طبعا لن أتناول الرمزية التي تعالج الواقع العربي أو عن رمزية المثقف التونسي فهذا أرجأته إلى عمل لاحق... -غير أن هذا الإبداع لم يخل من نشاز صغير أحسب أن الكاتب لم ينتبه إليه... ففي الروايات الواقعية الاجتماعية تكون الكلمات "المستهجنة" على قلتها في هذا الأثر لا تلائم الواقعية الاجتماعية... إنما هي ضرب من فن الكتابة في الواقعية الطبيعية وهي نوع من الكتابات المحببة عند "إميل زولا". -يعتبر هذا الإبداع للأستاذ الجابلي إبداعا جديرا بالدرس والنقد نظرا لقيمته الأدبية الكبيرة في زمن شحت فيه الأقلام عن الكتابة.