الفجرنيوز/ رويترز كشفت الأممالمتحدة اليوم الثلاثاء أن انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة في المعتقلات العراقية التابعة لسلطة الاحتلال، ما تزال متفشية رغم انخفاض كبير في الهجمات بشكل عام. وقالت بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في تقرير نشر قبل النقل المحتمل لآلاف المعتقلين من سيطرة جيش الاحتلال الأمريكي إلى السلطات العراقية العام القادم : إن الوضع في السجون العراقية قاس بشكل خاص. وأفاد التقرير بأن كثيرا من المعتقلين في السجون العراقية محتجزون منذ شهور أو سنوات دون أن يوجه إليهم اتهام أو يسمح لهم بالاتصال بمحامين أو حتى قاض. وأضاف أن تفشي التعذيب وسوء المعاملة مبعث قلق خاص. وقال ستافان دي ميستورا رئيس البعثة في مؤتمر صحفي: "ينبغي توجيه الاتهام إليهم والسماح لهم بالاتصال بمستشار قانوني، وينبغي التحقيق في القضايا". وبموجب الاتفاقية الأمنية بين الولاياتالمتحدة والعراق، تسري بدءا من العام القادم، ستسلم قوات الاحتلال الأمريكية إلى السلطات العراقية أكثر من 16 ألف معتقل تحتجزهم حاليا في معسكرات أمريكية. ومن المرجح أن يودع من صدرت بحقهم مذكرات اعتقال عراقية في سجون العراق، بينما سيتعين الإفراج عن الباقين. واحتجز كثير من هؤلاء في ذروة عدوان عسكري من قبل قوات الاحتلال ضد المدنيين والعناصر المقاومة والجماعات المسلحة في البلاد. وقالت الأممالمتحدة: إن السجون العراقية مزدحمة بالفعل وفي وضع محفوف بالمخاطر. وأضاف دي ميستورا: "سيمثل الإفراج عن هؤلاء المعتقلين تحديا كبيرا بشكل واضح للسلطات العراقية، لكن السلطات العراقية لديها النية وعليها واجب لتهيئة أفضل الظروف المحتملة لهؤلاء المعتقلين". وأشار تقرير الأممالمتحدة إلى الشهور الستة الأولى فقط من عام 2008 لان كاتبه اضطر لأسباب شخصية للتوقف منذ منتصف العام وحتى آخره. وقالت الأممالمتحدة: إن أوضاع النظام القضائي في إقليم كردستان بشمال العراق ليست في حال أفضل بكثير. وأضافت أنه كانت هناك حالات احتجاز لفترات طويلة بناء على اتهامات غامضة وتأخيرات لفترات تصل إلى أربع سنوات في تقديم أشخاص للمحاكمة. وتابعت: بصفة إجمالية كان هناك 50595 معتقلا في السجون العراقية حتى يونيو. وقال دي ميستورا: "في أحد السجون، وجد 123 سجينا في زنزانة مساحتها 50 مترا مربعا". وسلط تقرير الأممالمتحدة الضوء على استهداف الصحفيين والمعلمين والأطباء والقضاة ومسئولي الحكومة والأقليات مثل المسيحيين والتركمان بالقتل بوصفها أسبابا تدعو للقلق. وعلاوة على ذلك قال التقرير: إن النساء يواجهن صعوبات في أنحاء البلاد إذ تحاول جماعات محافظة تقييد حرياتهن. وأضاف أن حقوق المرأة مهددة أيضا في كردستان حيث قتلت 50 امرأة وأصيبت 150 بحروق في الشهور الستة الأولى من العام الحالي نتيجة "جرائم الشرف".