عكست النتائج الكبيرة التي حققتها جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية امتلاك الجماعة للعديد من نقاط القوة على مستويات عدة كان لها السبب الرئيسي في التعافي من التصدعات والشروخ التي أصابت العديد من البيوت السياسية خلال زلزال الثورة وهزاته الارتدادية ، نعم الجماعة تملك العديد من نقاط القوة لكنها تعاني أيضاً العديد من التحديات الداخلية على مستوى الصف و الخارجية على مستوى الشأن العام المصري والإقليمي والدولي ، من هنا كان هذا الطرح لتعزيز نقاط القوة تحقيقاً لهدف مزدوج " الوقاية والعلاج " لفصيل له ثقل ووزن في الجماعة الوطنية المصرية ويُراهن عليه كثيراً في حماية الثورة وتحقيق مطالبها . نقاط القوة ** المرجعية الإسلامية ... وهي تمثل خطاب ضمان للمصريين جميعاً دون استثناء بمقاصدها السامية في حفظ العقل والدين والمال والنسل والنفس ، حفظ دون تمييز ولا تفضيل فالناس أمام الشرع سواء في الحقوق والواجبات ، هذه المرجعية جعلت غالبية الشعب المصري يلتف حول الجماعة ثقة فيها وفي مشروعها الإصلاحي القادم ** متانة التنظيم ... بمعنى توفر ضمانات ومقومات الحماية من الانشقاق الحركي أو الانحراف الفكري التي عانته العديد من البيوت السياسية والكيانات الشعبية بمرجعياتها المختلفة ، ضمانات ثابتة في شروط ومواصفات العضوية واستمرارية الرعاية التربوية والأخلاقية فضلاً عن الرقابة والمساءلة وفقاً للوائح الداخلية ** وفرة الموارد ... وهي متنوعة "البشرية والمادية و المعنوية و الفكرية و المكانية " و تمثل فرص كبيرة وطاقة دفع حركي إلى الأمام لتحويل البرامج والأفكار لمشروعات إنتاجية خدمية على أرض الواقع ، تخفيفاً للأعباء عن الأسرة المصرية وتعزيزاً للثقة في الجماعة والوطن والثورة ** نصاعة الرصيد ... على المستوى الإستراتيجي .. استعادة وعي وهوية الأمة، وحماية العالم العربي والإسلامي من ثلاث موجات متتالية كادت تعصف بشعوب الأمة فكرًا وسلوكًا وعقيدة، أولها : موجة الانحلال الأخلاقي والعقدي وثانيها : موجة الغلو والتشدد ، وثالثها : موجة العنف والانقلاب ، وعلى المستوى الإجرائي والميداني .. تقديم المشروعات والبرامج الواقعية والممكنة للإصلاح والتغيير في النقابات المهنية والمجالس البرلمانية بعد فترة طويلة من اتهامهم بالغياب البرنامجي والمشروعي. ** مؤسسية الإدارة ... بمعنى التزام الجماعة بطرق وآليات اتخاذ القرار الدقيق ، عندما تتوفر المعلومات الكافية بدقة وتنفذ الإجراءات السليمة بشفافية يكون القرار الصائب ، وهو ما بات واضحاً في مواقف متعددة ، هُجمت فيها الجماعة بسبب مواقفها وتصريحاتها ‘ ولما هدأت الأمور واستقرت الأوضاع تبين صحة المواقف ودقة التصريحات وسلامة الممارسات تعزيز نقاط القوة "وسائل وإجراءات" هذه الفرص المتاحة أو نقاط القوة بحاجة ملحة لتعزيز دائم بجملة من الوسائل والإجراءات منها : ** الحفاظ على الصبغة الإسلامية والرسالة الدعوية والممارسات الأخلاقية ، واستعادة منظومة المشاعر الدافئة والشعائر الطاهرة والشرائع الواقية ، تحقيقاً لرسالة المسجد " منصة الانطلاق " والعودة لتفعيل دور الدعاة والخطباء والجلسات ومكاتب التحفيظ وباقي الأنشطة المسجدية" ** التواصل الدوري الفاعل مع عموم الصف ... "الحوار الدافئ – توضيح الرؤى – الرد على الشبهات – التحفيز – تبادل الخبرات – بث الأمل – تعزيز الثقة" ما يخفف حدة الاحتقان الداخلي الذي يعود لأسباب اقتصادية يعانيها أعضاء الجماعة كجزء من المعاناة العامة للشعب المصري فضلاً عن ضغط الشارع الذي يتعامل مع عموم الإخوان وكأنهم الحكام الفعليين بالإضافة للتحديات التنظيمية التي تعانيها الجماعة في ظل أجواء الانفتاح والحريات وشلالات الرؤى والتصورات المطالبة بسرعة التطوير والتغيير في ظل ظرف تاريخي غير مستقر ** تحويل القيم إلى إجراءات ... الجماعة تمتلك منظومة رائعة من القيم الأخلاقية والإدارية والتنظيمية ، قيم العلم والإيمان والعمل ، الشورى والعدل وتكافؤ الفرص ، الكفاءة أولاً ، لكن يبقى التحدي أن تتحول إلى إجراءات حية على أرض العمل والممارسة ** التوظيف الأمثل للموارد المتاحة ... خاصة المورد البشري حيث الإقبال الهائل على الجماعة وحزبها ومؤسساتها الذي بات يمثل عبئاً ثقيلاً في الاستيعاب الفكري والتنظيمي والتربوي فضلاً عن التوظيف الدعوي والمجتمعي ، مورد يحمل بين طياته الفرص والتحديات في آن واحد ** تطوير الجماعة ... بمعني إعادة النظر في المهام الوظيفية والهياكل الإدارية واللوائح الداخلية للجماعة كهيئة إسلامية جامعة ، فضلاً عن تحديد العلاقات وفض الاشتباكات بين الجماعة الأم وأذرعها الفاعلة في الساحة المجتمعية "الحزب – النقابات – الجمعيات --- " وفقاً لمنظومة وحدة المرجعية والتنوع الوظيفي وتكامل المشروع ** العمل المجتمعي ... المزيد من الخدمات المجتمعية المتنوعة التي تتعاطى مع احتياجات المصريين بنظام المشروعات الصغيرة والمتناهية في الصغر والمؤثرة التي تحقق "الريادة السياسية والمجتمعية – التوظيف البشري – إدارة الموارد المتاحة - تخفيف الأعباء – تعزيز قدرات أفراد الجماعة على الإنجاز العملي" ** التسويق الإعلامي ... وهو أمر لازم يتعرف من خلاله الرأي العام وجمهور الجماعة ماذا قدمت من أعمال وخدمات ومشروعات ، وماذا تعانيه من إشكاليات وتحديات ، توضيحاً للرؤى ورداً للشبهات وحفاظاً على الصورة الذهنية خلاصة الطرح ... تبقى نقاط القوة في مربعات الأفكار والنظريات جامدة دون حركة ولا نمو بل قد تشكل عبئاً ثقيلاً ، حتى نبعث فيها الروح بالممارسة والتجريب والتقويم ، هنا فقط تدب فيها الحياة وتنمو الحركة لتصبح قيمة مضافة. مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية*