استضافت قناة حنبعل كل من السيد بشير بن حسن قيادي في التيار السلفي والسيد الصحبي عتيق النائب عن حركة النهضة في المجلس الوطني التأسيسي والسيد عبد المجيد الشرفي المفكر التونسي ومن المغرب السيد محمد اوجار الحقوقي ومن مصر السيد جورج إسحاق القيادي السابق في حركة كفاية. وقد تحدث الضيوف عن أسباب نجاح الإسلاميين في الانتخابات التي شهدتها الدول العربية وسياستهم المستقبلية في العالم العربي. وقد أكد السيد عبد الحميد الشرفي أن فوز التيار الإسلامي كان متوقعا نظرا للصورة النمطية التي انتشرت بين الشعوب العربية بان هذا التيار قد ظلم طوال الفترة السابقة رغم أن هنالك تيارات سياسية أخرى قمعت أي أن انتخاب التيارات الإسلامية كان نتاج تعاطف وليست هنالك ديمومة لهذا التعاطف في المرحلة المقبلة. وأكد الشرفي أن الأنظمة الاستبدادية السابقة عملت على ضرب وعي المجتمعات العربية ومحاربة الحداثة الحقيقية ونشر التصحر الفكري وهو ماستفادت منه التيارات الإسلامية فيما بعد. ووصف عبد الحميد الشرفي المشروع الإسلامي بأنه مفلس وسيصل إلى طريق مسدود عندما سيصطدم بالواقع الاقتصادي والاجتماعي المرير في الدول العربية وأكد بان فترة حكم الإسلاميين للنسيان وهي مجرد تجربة لكننا نأمل نجاحها لان النجاح هو رفيق الحداثيين ومطمحهم حتى ولو كان المشروع الذي جلب هذا النجاح ليس مشروعهم. من جانبه اعتبر بشير بن حسن أن التيارات الإسلامية المختلفة متضامنة فيما بينها رغم وجود بعض الاختلافات وأكد وجود خطوط عريضة مشتركة بين النهضة في تونس والسلفيين وأهمها ترسيخ الشريعة الإسلامية في الدستور. وقال بشير بن حسن "اشد على أيادي النهضة ليحققوا التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تونس حتى يتم تفويت الفرصة على التيارات العلمانية. وأكد بن حسن أن الإسلام لا يتعارض مع الحداثة الحقيقية التي تحفظ هوية الشعوب الإسلامية من التفسخ طالبا من الشرفي إعطاء تفسير وتعريف لمعنى الحداثة التي يفهمها لكي تتم مناقشتها. وانتقد بشير بن حسن وصف الشرفي للمشروع الإسلامي بأنه مفلس وأكد بان الإسلام دين ودولة يهتم بمختلف أمور الحياة وليس مجرد طقوس جافة. من جانبه اعتبر الصحبي عتيق أن حركة النهضة حركة ذات خلفية إسلامية لكنها تؤمن بالحداثة كوسيلة للنهوض بالمجتمعات العربية والإسلامية. وأكد عتيق انه لا تعارض بين الديمقراطية والإسلام وان الثورات العربية جعلت هذا التصور حقيقة وواقعا. من جانبه اعتبر جورج إسحاق أن التيارات الإسلامية وصلت إلى السلطة بعد أن تم الرضاء عنها من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية معتبرا أن السلفيين في مصر كانوا يعارضون الديمقراطية والآن هم اكبر المستفيدين منها. كما اعتبر محمد اوجار انه على مختلف التيارات الفكرية في العالم العربي أن تتناقش حول هذه المواضيع لإيجاد قواسم مشتركة والعمل على دعم التعددية الفكرية والسياسية