حالة من الترقب الحذر تسود المشهد الانتخابي المصري ونحن على بعد ساعات من يوم الحسم " الانتخابات الرئاسية " ، حالة لم يعانيها المصريون من قبل ، إلى الآن بل ولأيام قادمة حتى انتهاء الانتخابات والفرز وظهور النتائج لا يستطيع أحد أن يحدد من هو الرئيس القادم ، لكننا نقيس بمدى توفر الفرص أو ندرتها ويبقى رأي الناخب المصري هو الفيصل في هذا السباق ، وبرغم كثرة التحديات وشراسة الحملات خاصة الإعلامية غير المهنية ولا الأخلاقية التي وضعت جماعة الإخوان في مركز الدائرة ومرمى التهديف والتصويب من كل حدب وصوب ، إلا أنها مازالت تملك وفرة من الفرص ، خاصة فرص الساعات الأخيرة التي تحسم الجولات الكبيرة ، الجماعة تملك وفرة الموارد ونصاعة الصفحة ومتانة التنظيم وثقل التواجد وسابقة أعمال مشرقة ومشرفه فضلاً عن شبكة العلاقات الوطيدة والمتينة مع الملايين من شعب مصر بل وفي كل بقعة جغرافية "4300 موقعاً" ، كوادر وقواعد الجماعة مازالت تملك يقينها في دعوتها وثقتها في قيادتها رغم أشرس حملة تتعرض لها على الإطلاق ، الإخوان على ثقة أن شبكة علاقاتها لم تكن بالهاشة ولا السطحية لكنها بالمتينة الوثيقة التي تكونت عبر سنوات وأعمال وتواصل وخدمات لم يقدمها فصيل أو تيار آخر ، الإخوان على يقين أن الإعلام أثر بالفعل لكنه أشبه مل يكون بالتخدير الموضعي الذي سرعان ما يزول مع أول تواصل أو حوار هادئ ودافئ مع دوائر وروابط الجماعة ، الإخوان على يقين من وفاء المصريين لمن تحمل وتجلد وصبر ، لمن لم ينتصر لنفسه ولم يثأر لحقه لكنه قدم مصلحة وأمن الوطن على حقوقه وحساباته الشخصية ، الإخوان على يقين أن الانتخابات لا تحسمها الشائعات التي تروج، ولا اللافتات التي تمزق ولا الصور والملصقات التي تشوه وتقطع ولا البيانات المغلوطة التي توزع وبالطبع ليست بفرق البلطجة وقواعد الوطني المنحل سيئ السيرة والسمعة وبالأصل ليست بمرشح يمثل عائلة ومصالح مبارك وبقايا نظامه، الانتخابات تحسم بالبرامج الواقعية الممكنة، والجداول الزمنية المعلنة، وفرق العمل الداعمة والمنفذة، الانتخابات تحسم بالنية الخالصة والكلمة الواعية والخدمة الفاعلة والدعاء الصادق، وقبل هذا وذاك "قدر الله الغالب الذي يحمل الخير كل الخير لمصر عقل وقلب العروبة والإسلام" الإخوان على يقين وثقة في عقل وقلب وحكمة ورشد ويقظة شعب مصر العظيم حين تقف الملايين خلف الستار ليس بينهم وبين ضمائرهم وعقولهم حاجز ولا حاجب ، يقفون وحدهم بعيداً عن تأثير الدعاية الانتخابية والضغوط الإعلامية بل والرشاوى الانتخابية التي تخاطب البطون وتطيح بالعقول أو تدعي كذباً أن الذين أفسدوا البلاد ونهبوا أموال العباد قادرون على بسط الأمن وحفظ الممتلكات في أقل من 24 ساعة كما زعم أحدهم ، الإخوان يراهنون على جهد وتعب وحشد وتعبئة الساعات الأخيرة ، ساعات سكن فيها غيرهم وهدأ فيها ليلهم يتواصلون مع أبناء شعبهم نهاراً ويتهجدون إلى ربهم ليلاً طالبون منه وبإلحاح أن يحفظ مصر وشعبها وأن يهيئ لوطنهم أمر رشد وحكم عدل يعوضهم سنوات وعقود طوال من الاستبداد والفساد والقمع ، الإخوان على يقين أن النصر يأتي على غير مألوف العقول لا يرتبط فقط بالأسباب لكنه يرتبط أكثر برب الأسباب وبقدر الله الغالب وقضاؤه الذي لا يرد ، الإخوان يراهنون على العمل للساعات بل الدقائق والثواني الأخيرة لأنهم على يقين أن القلوب والعقول والأفكار بيد الله سبحانه يقلبها كيف يشاء وقتما شاء ، من هنا تبقى وفرة الفرص للساعات بل والثواني الأخيرة --------------------------------------- مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية*