في إطار العمل على شجب المد السلفي الذي تعرفه البلاد منذ مدة وفي إطار المنهاج العملي أو التجريبي الذي يعتمد النمذجة اللغوية ، نود عرض بعض الخطوط الكبرى لمواقف أو توجهات أو معتقدات أو غيرها من سلوكيات الهوية الاجتماعية التي تستوجب النمذجة: 1. التركيز على صفة الإسلام العملية والتجريبية كمنهاج لتثبيت التديّن. 2. حسم المسألة اللغوية يمر عبر ضمّ عنصر الانتماء إلى الثقافة الفرنكوفونية كعامل إدماج في الثقافة الكونية، مما يسمح في نفس الوقت بالانفتاح الفعلي والفعال على الثقافات واللغات الأخرى وبطبيعة الحال بتعريب الحداثة. 3. توحيد الهوية الدينية والهوية اللغوية على تلك الشاكلة، شاكلة الثورة الثقافية وسياسة الأنفاق، شرط أساسي كفيل بتسهيل الوفاق السياسي الذي تتطلبه الديمقراطية. فلا ديمقراطية بغير سياسة رشيدة. ولا سياسة رشيدة بلا سياسة الأنفاق. 4. من بين النتائج الإيجابية المنشودة للنمذجة الدينية واللغوية، وبالتالي من بين تمظهرات التوحيد والوفاق، تقلصُ وجود السلفيين كمجموعة غير قابلة للتأقلم مع المجتمع مثلما هو الشأن الآن. 5. اعتبارا أن السلفيين مواطنين غير راضين عن حالهم كمسلمين، فالمطلوب ترويضهم وذلك بانتهاج النمذجة على صعيد المجتمع ككل، إن كانت النمذجة دينية أم لغوية أم الاثنتين معا، في مجال تصور ثم تصميم البرامج والاستراتيجيات السياسية. ولا يمكن أن تقتصر برمجيات النمذجة على فئة السلفيين دون سواهم (فهذا يشكل بديلا سرياليا). فبقدر نجاح السياسات المختلفة يتقلص الشعور السلفي وتذوب قوته الاحتجاجية. في المقابل، تنتقل بؤرة الاحتجاج من طيف (السلفيين) إلى بؤر متفرقة وموزعة بصورة طبيعية على غرار الصورة (الطبيعية) التي يكون المجتمع قد شكلها لنفسه. 6. حسن انطلاق النمذجة ضمانة لتدريب الشعب وقادة الرأي في المجتمع على أساليب التأليف والتلخيص التي فقدت معناها ووزنها، وذلك باتجاه ترسيخ مقاربات علمية مهمة على غرار طرائق الإدماج . حينئذ فقط تتسنى استعادة القدرة على رؤية الغايات والأهداف، الحضارية والسياسية والجيوستراتيجية وغيرها مما نراه مغمورا الآن بطبقة فوق طبقة تمثل شاشات عازلة تفرق بين العقل والواقع في صورته السنكرونية (الآن وهنا) المتكاملة وبين القلب والوجود في صورته المتسقة.