[هل يعيدها" المعلّمون المربّون " فتقطع منهم تونس الشكّ باليقين؟ - فوزي عبيدي]يقال أن الألسنة تعجز أحيانا عن الإفصاح ولا يعيها الإنسان إلا متى عاش أو عايش حالة أو وضعيّة تفقده القدرة على التّواصل مشافهة وحتّى تفكيرا : أيقول العاقل عمّا فعله " المعلّمون المربّون" من المشاركة شبه الكلّية في إضرابين يوم 16 ماي و يومي 30 و31 منه وينوون إعادته يومي 19 و20 من جوان الجاري غير أنّ الأمر في كل ما يتحجّجون به قصور عن إدراك المصلحة العليا لتونس؟ ونرجو أن لا يكون عن وعي ولو عند النزر القليل... المعقول بعد الثّورات ولسنوات أن يذوب الجميع في التّطهير والعمل فلا صوت يسمع ويلبّى إلا لمن بات خاوي البطن وعاله الصّبر و لا يلام الصّبية على عويلهم شغفا في الرّغيف ...فيعمل الكلّ حتّى البناء على أسس سليمة تؤسّس للتّغييرات الجذريّة المأمولة فلا حاكم ولا محكوم ولا سلطة ولا معارضة ولو بمعناها السّليم الوطنيّ الحقيقيّ والألمان برهنوا على وعي مثاليّ بعد الحرب العالميّة الثّانية فعملوا لإثنتي عشرة ساعة منها أربع تبرّعا فكانت المعجزة وعاش العالم معجزات أخرى أثبت محقّقوها كلّهم إدراكا تامّا للوطنيّة الفعليّة وحسّا للمواطنة غابا عن عالمنا العربيّ نجاحا لسياسات أعداء احتلّونا وعملاء تسلّطوا علينا فأفرغونا من تقديسنا لكتاب الله ومن تأسّينا بسنّة حبيبه ومن ارتباطاتنا العقائديّة والمعيشيّة الوجدانيّة بمجمل أرضنا حتى صار بنا هوس للغرب و" للعكري )فرنسا)" و" لو دخلت أمريكا لأكوننّ معها "!!! انبتات ترجم أيضا سلوكيّا بالإنتحارات البحريّة في محاولات لدخول منطقة اليورو وما تعيشه تونس من محاولات ونحمد الله على أنّها فاشلة لردّة قبيحة بتآمر بين سوء الأخلاق التجمّعية وعند الفاسدين من اليسار وإجرام مفضوح يتكاتف فيه المنافقون والوصوليّون محترفو الرّذيلة بوقاحة تحيلنا في كلّ حين على قوله صلّى الله عليه وسلّم " إن لم تستح فافعل ما شئت" يوجّه استفهام مباشر" للمعلّمين المربّين " : استجابت الوزارة لكلّ مطالبكم وزادتكم المنحة الخصوصيّة فلماذا الإضراب؟ أتعتقدون أن ميزانيّة الدّولة حكر عليكم ؟ أأنتم غائبون على الوعي بأن ثورتنا لم تكمل شهرها السّادس من العمر ؟ ألستم على علم بأنّ تونس تحرّرت حقيقة يوم دخل الجبالي الوزارة الأولى ؟ وأن السّبسي ومن سبقه امتداد مباشر لبن علي على رأس السّلطة ؟ فإن تغافلتم عن واجب التبرّع بالمال أو بالمجهود البدنيّ أو بساعات من التّدريس فليكن لديكم قدر أدنى من المواطنة لتسمحوا للعاطلين بأمل في الحصول على عمل ، فهل تريدون إضافة إلى ما اغتصبتم من المجموعة الوطنيّة ما يعادل الشّهر الثّالث عشر وما يفوت الخمسين مليون دينار وما يمكن أن يسدّ هذا المبلغ من أفواه ترنو إلى رغيف ؟ ألم تبلغكم مواقف الإمتعاض والإستياء بأشكاله من الشّعب التونسيّ برمّته ؟ أتجهلون أنّكم وغيركم ومن قطاعات أخرى و تونسيّون كثيرون بيادق بأيدي عناصر من الإتّحاد العامّ " التّونسي " " للشّغل " تسعى لتقويض عمل الحكومة الشّرعية المنتخبة بل لمحاولة إسقاطها ؟ فلتكونوا منارات العلم وآخر معاقل الوطنيّة ومحاسن الأخلاق واحبطوا محاولات من يريدون خراب الدّنيا والدّين وتفطّنوا لمخطّطات أعدائكم وكلّ من يستبلهونكم واعلموا أن فلاح الجميع في المشروع الإسلاميّ ولا تكونوا ضدّ متعلّميكم وضد الأولياء وضدّ تونس وضدّ دينكم واعملوا من أجل مصلحتكم الخاصّة ومصلحة ذرّيتكم مستقبلا وحافظًوا على أنّ المعلّم كاد أن يكون رسولا ...