أنجز الشّعب التّونسيّ انتفاضة في 14 جانفي ثم ثورةً أخلاقيّةً قِيَمِيَّةً في 23 أكتوبرعبّر بها عن رغبته في التّغيير الجذريّ العميق لما ساد البلاد من رذيلة أسّست لها الصّهيونية التّاريخيّة وطبّقها المحتلّ الفرنسيّ المباشر ثم عميلاه بورقيبة وبن علي. رذيلة كبتت الحرّيات والأفكار والطّاقات والمعتقدات وحتّى أحلام الأجنّة... إجرام مورس بعبقريّة أن افعلوا ما شئتم فأنتم الطّلقاء ... زعيم من الموساد افتكّ العرائس من أزواجهنّ وأصهار جرّبوا كلّ قواميس الفساد...فخرج التّونسيين ينادون كلٌّ ليلاه... وللنّاس في ما يعشقون مذاهب ... فمن الّذين قُمعوا حتّى في صلواتهم وشعائرهم وفي إطلاق لحية أسوة بالسّلف الصّالح يرومون مجتمعا مسلما كامل الإنسانيّة وفي أبهى مظاهر التحضّر المسؤول والمدنيّة المُثُلِيَّةِ ومحاسن السّلوكات والأقوال كما قال صلّى الله عليه وسلّم " جئت لأتمّم مكارم الأخلاق"... ومن الّذين ينتهكون المقدّسات ويستفزون من حَسُنَ إسلامهم ويدعون لقتلهم ويثيرون الفتن ويطالبون بإصدار مجلّة خليعة بل يريدون تقنين الزّواج المثليّ وتشريع حقّ الأم العزباء واستهلاك المخدّرات ... تناقضٌ صارخ يفصل بين شقّيه صراعٌ وجوديٌّ مرتبطٌ بكينونةِ الحياةِ على الأرض ...ثنائيّة الخير والشرّ وابتلاءٌ من العزيز الحكيم لآبن أدم ومدى مسايرته لطبيعته الخيِّرة الّتي فطره عليها الخالقُ المصوّرُ ... تناقضٌ يُستدلُّ عليه بما خَطَّطَ له ونفّذه يوم 9 أفريل بشارع بورقيبة بالعاصمة مُعادو المشروع الإسلاميّ في تونس المنقلبون على الشّرعيّة الدّيمقراطيّة وعلى اختيار الشّعب وروّاد الثّورة المضادّة وسوء الأخلاق أصحاب الخيانة الموصوفة الثّابتة بالدّليل ... وما نفّذه السّلفيون في جندوبة ضدّ نزل يبيع المشروبات الكحوليّة... إشترك الطّرفان في مخالفة القانون وتضادّا في الغاية فشتّان بين من رام مصلحة الدّنيا والدّين ومن أراد أن ينقلب على الشرعيّة ويحاول إسقاط حكومة منتخبة ويقتحم وزارة الدّاخلية وما للأمر من ضحايا وأتون اقتتال داخليّ بين التّونسيين لا يعلم فداحته ومخلفاته غير العليم الخبير ...مجرمون موصوفون خونة لتونس برهنوا عن استعداد لحرقها وإفناء أهلها ليكونوا في سلطة يستغلّون نفوذها وأدواتها في مواصلة درب الوضاعة والحقارة ما ظهر منها وما خفي... بين من امتثل لقوله صلّى الله عليه وسلّم"من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبيده وذلك أضعف الإيمان ": سلفيّون لهم أسمى الغائيّات الأخرويّة ولهم ما صلح منالأهداف الدنيويّة ولا تخفى على عاقل المضارّ الإجتماعية لتناول الخمور وتبعاتها وحتّى الجانب الإقتصاديّ هو مخلّف فرنسيّ بورقيبيّ-نوفمبريّ لمنوال تنمية لا وطنيّ مخالف للشّريعة الإسلاميّة ولقواعد الإقتصاد السّليم فتونس تزخر بطاقات جيولوجيّة باطنيّة وسطحيّة تمكّنها من بناء منوال تنمويّ تكون فيه السّياحة والخمور روافد ماليّة شكليّة يمكن في أيّ وقت وتبعا للظّروف السّياسيّة العالميّة الإستغناء عنها ودرء تبعاتها الأسريّة والمجتمعيّة الكارثيّة ...وقد ساد المسلمون العالم عندما طبّقوا الدّولة الإسلامية المتكاملة السّليمة باقتصاديّات خالية تماما من المشروبات الكحوليّة. سلفيّون لا نجد بينهم عاطلا عن العمل وهو عبادة فلا يستكبرون عن الأجر الحلال ولو بملاليم واليد العليا خير من اليد السفلى وهم مدركون أن أحبّ النّاس إلى الله أفيدهم لعباده وهم السّباقون بل أغلب الأحيان المتفرّدون بحملات النّظافة وحكرا في كلّ التبرّعات الخيريّة ...هم المواطنون الصّالحون بجميع معايير القياس فهم لا يسرقون ولا يرتشون وهم رعاة مسؤولون عن رعاياهم فلا يبذرون مالا ولا وقتا ويطلبون العلم حتى اللّحد وتحسن جيرتهم وتأتمن الزوجة زميلة لهم والبنت والولد متعلّميْن في أيّ مكان عندهم ولا يغشُّون في سلعهم تُجّارا أو صانعين ويُتقنون أعمالهم دون رقيب إنساني فعين الله لا تغفل ولا تنام ولا يرتضون لحريمهم العُرْيَ والفجورَ و التّدخينَ والكحولَ ولا يوالون العدوّ ومن يفعلها قد ارتضى ولو دون إدراك أن يكون ديّوثا فتاريخ الإحتلالات الغربيّة وغيرها ومنها الصّليبية(المسيحيّة الصّرفة) واليهوديّة-المسيحيّة بَيِّنٌ غيرُ خافٍ بما فيه من اغتصابات للأرض والعرض وانتهاكات للمقدّسات وتكريس لمظاهر الفرقة والتّخلف ... ألا يدرك العراقيّون جنسيّةً الدّاخلون على ظهور الدبّابات الأمريكيّة ما سيفعله المحتلّون ؟ أيجهل المتعاونون الفلسطينيّون مع العصابات الصّهيونية لا محدودية إجرامها ونذالتها وأنهم بيادق تٌدكُّ رؤوسَهم بعد الإستغناء عن خدماتهم؟ في منّوبة لم يمزّق الشّابّ السّلفيّ علم تونس بل جانبه براية العقاب وصعد مجرمان خائنان لتونس ليسا ممّن حَسُنَ إسلامهما مزّق أحدهما العلم وألقى به في نيّة لإدانة الشّابّ السّلفيّ ولا يفعلها غير الوضعاء من التجمّعيين ومن الفاسدين من اليسار وليست الأولى فقد رُفع علم المطرقة بدل علم تونس سابقا ونادى عدنان الحاجّي النّقابيّ اليساريّ بالإنفصال وبقتل المسلمين بما يترجم علانيّة اعترافه بسوء إسلامه أو بأنّه ليس منهم ... يسير السّلفيون وكلّ الّذين حَسُنَ إسلامهم في طريق الوطنيّة الصّحيحة السّليمة قولا وفعلا ونحو نور الله وإن خالفوا القوانين الوضعيّة أحيانا فنواياهم كما يجب أن يكون ... ويخون أعداءهم الدّين والوطن والعرض والأرواح فبئس هم قوم فاسقين...