تتوقّف كلّ وظائف الجسم كما يقال مجازا وواقعا نسبيّا لدى كلّ تونسيّ وغيره من أسوياء المدارك الذّهنيّة والتّركيبة النّفسيّة عندما يعلم أنّ بن علي كان يفتكّ العرائس من أزواجهنّ ... وأنّه كان عميلا مباشرا نشطا في الموساد... وأنه كان يعلم بخيانة زوجته له! قد يبدو عاديّا في دولة لا تسوس كلّ أمورها الأخلاق الإسلاميّة وخلت من القاسم المشترك الجمعيّ للوطنيّة كما في دول غير مسلمة أن ينتفع رئيس في تكوين أو تضخيم ثروة وأن يصير أصهاره من الأثرياء وقد تقبل ذهنيّة المواطن وإن عن مضض أن يستغلّ أصحاب السّلطة نفوذهم إلى حدّ محتمل ... ولكن أن يكون من في قمّة الهرم عميلا مباشرا في المخابرات الصّهيونية وأن يفتكّ زوجات الرّجال كأنّ النّساء صرن نادرات الوجود وأن يغتال من معارضيه بيده وأن يسطو أصهاره على ممتلكات المواطنين في وضح النّهار مستعينين بقوّات الإجرام الدّاخليّ المسمّاة استبلاها للتّونسيّين " أمنا " وأن تحكم البلاد فاجرة ...!!! التّعجب غباء لأنّ الإحتلال الفرنسيّ ساهم في إبعاد واغتيال القادة الوطنيّين الحقيقيّين الجديرين بالرّئاسة والحكم وأعدّ عميله بورقيبة ليواصل له تواجده الغير عسكريّ ولتغريب تونس ومن بعده بن علي في نهج إجرامي صهيونيّ في حقّ العروبة والإسلام ... وهل تعتقدون أن زعيم عصابة مطلقة الأيدي في الرّذيلة يتزوّج " بنت أصل " ؟ عندما شاهد التّونسيّون إحدى خزائن المال في القصور وممّا فيها ظروف تحوي مبالغ لا تتجاوز الخمس مئة دينار أدرك أن جوع من في السّلطة كالّذي يُشَبَّهُ بالذئاب وأنّ ضراوة الجشع لم تكن لها حدود ... وأنّ هذه المنظومة الإجراميّة طالت كلّ النّشطين في التّجمّع فلم نعرف واحدا منهم ليس بسارق ولا مرتشيا ولا واشيا ولا كذوبا ولا خائنا ولا منافقا ولا زانيا ولا مواليا للعدوّ أو مستعدّا لذلك ... وليس نذلا دون حدود ... ناداهم زعيمهم أن افعلوا ما شئتم فأنتم الطّلقاء ولا تذروا فاحشة...منظومة رذيلة قلّما شهد لها تاريخ آبن آدم مثيلا... قد يكون عدد منهم ثاب إلى رشده وتاب عن الإثم والإجرام ولكن غالبيّتهم واصلوا منهجا تأصّل في طباعهم يتقدّمهم إعلاميّون وسياسيّون و"حقوقيّون" وفي خلايا المجتمع " المُفَرْيَسِ" بهم ...قادوا الثّورة المضادّة وأفسدوا في البلاد في كلّ ما ظهر وما خفي ولم تسلم منهم حتّى الأشجار... مغروسات عايشها المواطن التّونسيّ لعقود وكبرت معها أجيال وزانت بلديّات كثيرة وطرقات ما بين المدن وأفادت بما لها من محاسن امتدّت لها أيديهم والفاسدون من اليسارمعهم ...أيادي من انحدرت وضاعتهم لتُتلف اليابس و لتقطع الأخضر في سياسة الأرض المحروقة ... ولا عجب فهي نبتة " خوانجيّة " و"متنقّبة " ولا عاشت في تونس " التّجمّع - يساريّة " أنثى تستر عورتها... فللدّين وللدّنيا وللإنسانيّة علينا أن نقطع جذورهم ونجفّف منابع إجرامهم ...