دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى شراكة وثيقة مع الجزائر مبدياً تأييده لقول الحقيقة حول الماضي الإستعماري لبلاده الذي امتد ل 132 عاما في الجزائر (1830-1962). وقال هولاند في رسالة تهنئة بعث بها إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة الإحتفال بمرور 50 عاما على استقلال الجزائر (05 يوليو 1962)، "إن الجزائر تحيي يوم 5 يوليو 2012 ذكرى نهاية كفاحها الطويل من أجل الاستقلال.. الفرنسيون يشاطرون كل الجزائريين فرحتهم بمناسبة الذكرى ال 50 لميلاد الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية". وأضاف الرئيس الفرنسي "استمعت إلى ندائكهم يوم 8 مايو الداعي إلى قراءة موضوعية للتاريخ بعيدا عن حروب الذاكرة (الماضي الإستعماري) والرهانات الظرفية"، مؤكدا أن "الفرنسيين والجزائريين يتقاسمون نفس المسؤوليات في قول الحقيقة التي يدينون بها لأسلافهم وشبابهم كذلك". وقال "إن فرنسا تعتبر أن هناك اليوم مكان من أجل نظرة حكيمة ومسؤولة نحو الماضي الاستعماري الأليم وفي نفس الوقت التقدم بخطوة واثقة نحو المستقبل"، مؤكدا أن "تاريخنا الطويل والمشترك خلق بين الجزائروفرنسا روابط مكثفة، يتعين علينا المضي معا من أجل بناء هذه الشراكة التي ترغبون فيها". واعتبر أنه "في هذا الإطار يتعين علينا تعميق سياستنا حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ومن أجل مواجهة التحديات بمنطقة المتوسط، كما يجب أن نكون قادرين على تطوير مشاريع طموحة تعود بالفائدة على شعبينا". وأبدى الرئيس الفرنسي اهتمامه بالشباب الجزائري قائلا "أفكر في الشباب وفيما يمكننا القيام به في مجال التكوين والتعليم العالي، كما أفكر في تعاوننا العلمي ومبادلاتنا الاقتصادية التي يجب تعزيزها"، مشيرا إلى ان لقاء قريبا سيجمعه ب بوتفليقة سيكون "فرصة للحديث عن هذه المواضيع بطريقة مباشرة". وكان الرئيس الجزائري قال "إنه في الوقت الذي نستعد فيه لإحياء الذكرى ال 50 للاستقلال فإن بإمكان الجزائر أن تنوه بمستوى علاقاتها المتعددة مع فرنسا". وأضاف في حديث لصحيفة "لوموند" الفرنسية نشر الأربعاء الماضي أن "الجزائر تسجل بارتياح الديناميكية الجديدة التي تميز العلاقات الثنائية اليوم بالرغم من التقلبات والاضطرابات المتعاقبة التي تم تسجيلها"، مشيرا إلى أن "هذه الديناميكية الجديدة التي حظيت مؤخرا بدعم السلطات العليا للبلدين ستسمح للعلاقات الجزائرية الفرنسية بتسجيل وثبة نوعية بمستوى قدرات و طموحات البلدين". وبشأن الماضي الإستعماري لفرنسا في الجزائر قال بوتفليقة "يجب علينا في الوقت نفسه أن نتجاوز صعوبات الماضي لنعمل على ترسيخ مسعانا كي لا يكون عرضة لتقلبات الأوضاع والتاريخ وكي لا يحيد عن هدفه الرئيسي المتمثل بإدراج تطوير علاقاتنا في سياق تاريخي وليس ظرفياً فقط".