نظرا للتعتيم الإعلامي من قبل الصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة، للمجهودات التي تبذلها من حين لآخر حكومة السيد حمادي الجبالي لبناء تونس ومجدها. فعلى المستوى الداخلي، فقد عملت الحكومة على تشجيع المستثمرين المحليين والأجانب لتوفير مشاريع من شأنها أن تحدّ من ظاهرة تفاقم البطالة التي لا تخلو منها دولة ولو كانت متقدّمة، وتحسين البنية الأساسية. وعلى المستوى الخارجي، فتقوم بربط القنوات مع الدول الغربية والآسيوية والقصد من ذلك استقطاب الاستثمارات التي تعود بالنفع على جميع التونسيين وتصدير منتوجاتنا. لكن بعض الإعلاميين ساهموا بقسط وافر مع أحزاب من المعارضة في مؤامرة قذرة قد علم بها القاصي والداني، قصد الإطاحة ب "الترويكا" وخصوصا الإسلاميين. وجميعهم على علم بأنّ هنالك بعض الصحف والمجلات تعمل جاهدة على تأليب الرأي العام من خلال التركيز على القضايا الاجتماعية. كتفاقم ظاهرة البطالة بين الشباب، وازدياد نسبة الفقر سواء في الأرياف أو داخل المدن، والحثّ على الاعتصامات وتأييدها والتي من شأنها أن توقف عجلة الاقتصاد الوطني وبالتالي إرباك الحكومة والحيلولة دون انتخابها. فالشعب ينتظر الكثير من حكومته، وأعني بذلك الاستثمارات الداخلية والخارجية داخل جهات البلاد، خصوصا المناطق المحرومة دون إقصاء أو تهميش والقضاء على الفقر، فهم أي الإعلاميون يلعبون على الوتر الحسّاس للمواطن، وهو العيش الكريم، ويعلمون جيدا أن من بين الأسباب الكامنة خلف الإطاحة بالحكومات في مختلف دول العالم هو التشغيل وما ثورة تونس منا ببعيد، لذلك فالصحافة تتكتّم عن إبراز مجهودات الحكومة للشعب التونسي وتسعى لتعتيمها بشتى السبل. حتى يترسّخ في ذهنه أن حكومته قد أخلت بواجبها الذي أنيط لها وأنها لا تعمل على خدمته وتسهر على راحته بل تعمل بخلاف ذلك، وبالتالي سوف لن يضع الشعب ثقته فيها في الانتخابات المقبلة من خلال إدلاء صوته داخل صناديق الاقتراع. ومن جانبي لا ألوم بعض رجال الإعلام على توجهّهم ذاك، فالشيء من مأتاه لا يُستغرب وفاقد الشيء لا يعطيه، فهم تربّوا وترعرعوا في مدرستي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، إذ لا يمكن إرغام مثل هؤلاء العلمانيين على تغيير نمط تفكيرهم المعارض للفكر الإسلامي، وحتى يتم احتواؤهم أو الحد من خطورتهم لا بد من إدخال بديل على الصحافة التونسية ألا وهو الرأي المخالف أو المعاكس. صحافة بعيون إسلامية، لذا كان من واجبي أن أقترح على صنّاع القرار مثل هذا المشروع الذي سوف يدحض أكاذيب الأفّاقين ومؤامراتهم والذود عن الإسلاميين وعن الإسلام بصفة خاصة وتنوير عقول العامة وهذا من شأنه أن يخدم تونس في المقام الأول. وستكون بإذن الله هذه الصحيفة أنموذجا لصحافة المستقبل التي نريد ونأمل أن تكون. جريدة ورقية مستقلة بعيون إسلامية تتطرق بكل أريحية للمواضيع الحسّاسة والشائكة. ولكم أسوة حسنة في ما قامت به أم سلمى زوج الرسول صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة عندما لم يستجب الصحابة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يحلقوا رؤوسهم وهم آنذاك كانوا معتمرين، وسببه استيائهم الشديد من القرار الذي اتخذه الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن الهدنة التي تعاهد عليها مع زعماء قريش. أرشدته أم سلمى بأن يحلق هو أولا وحينها سيتّبعونه. وبالفعل، عندما قام الرسول صلى الله عليه وسلم بحلق رأسه قلّده الحاضرون من صحابته الكرام ولم يخالفوه. اقترحت هذا المشروع على مسؤول رفيع المستوى كنت أعتقد أنه سيجعل الحلم حقيقة والخيال واقع معاش. فطلب منّي أن أمدّه بدراسة شاملة في الغرض، ففعلت، لكنه لم يتصل بي عبر الهاتف المحمول ولم يتم إشعاري بالموافقة أو حتى الرفض. اعتبرت تلك اللامبالاة رفضا. فأعلمت بما حصل لي مع هذا المسؤول لأحد الأصدقاء وكان يعمل في سلك المحاماة فأعجب بهذا المقترح ورجاني أن أمدّه بتلك الدراسة وأعلمني بأن الدعم موجود وكذلك المحرّرين الذين سوف يقومون بهذا العمل. فما كان عليّ إلا أن اتصلت بهذا المسؤول رجاء أن يعطيني نسخة من هذه الدراسة التي قدّمتها له سابقا، فلم يبد أي اعتراض وقال لي تعالى إلى المكان كذا، فإنك ستجدني وسأسلمّك إياها. ولكن عندما ذهبت إليه لم أجده، فاتصلت به من خلال هاتفي المحمول فقام بتغيير هذا الموعد إلى وقت لاحق. رجعت إليه مرّة أخرى وأملي أن أحصل على مرادي لكنني فوجئت بأنه أخلّ بالموعد ولم يأت. فاتصلت به هاتفيا فلم يكلمني. فقلت في نفسي هل ما زلنا إلى يوم الناس هذا نتعامل بمقولة "فم ما يقول لا، ولا قضية تتقضى" التي تتناقض وتتعارض مع أهداف الثورة. فيصل البوكاري تونس