تونس محمد بن جماعة:مرت 6 أو 7 أشهر على حكم النهضة وأخواتها.. وحان الوقت للقيام بجرد كامل ومفصل ودقيق لأداء كل وزير وكل مستشار، ليس استجابة لمطالب المعارضة التي أدرك مزايداتها التي تصل في بعض الأحيان لحد الابتذال والشعبوية، وإنما استجابة لضرورة واقعية متعلقة بإنجاز ما هو مطلوب. أعتقد أن من الضروري أن تقوم رئاسة الحكومة وقيادة كل طرف من أطراف الترويكا على حدة، بعملية تقييم دقيقة ومفصلة لأداء كل وزير وكل مستشار وكل معاون في طاقم عمله: - ما هي المهام التي أوكلت إليه؟ - ما الذي كان مطلوبا منه في الفترة الأخيرة وأنجزه؟ - ما الذي كان مطلوبا منه ولم ينجزه؟ - ما هي العوائق المتعلقة بشخصه وكفاءته وصلاحياته؟ - ما هي العوائق الخارجة عن نطاقه الشخصي؟ - هل نجح في اخيترا طاقم معاونيه ومستشاريه؟ - ما هي معايير اختياره للمستشارين؟ هل حصلت محاباة في الموضوع؟ هل يوجد أحد من معارفه وأقاربه وأصدقائه من حصل على وظيفة في أجهزة الدولة؟ - هل حصلت في محيطه شبهة محسوبية أو رشاوى؟ - ما هي أهداف الثورة والمطالب الشعبية الملحة المرتبطة به؟ وماذا أنجز منها؟ وماالذي لم ينجزه؟ - ما هي الأخطاء أو حالات البطء والتراخي التي ارتكبها في إدارة كل ملف من الملفات؟ - ما هو تقييم إدارته لفريق عمله؟ هل لديه كفاءات إدارية؟ - هل توجد شبهات على مصاريفه الشخصية كوزير وعلى مصاريف مستشاريه؟ - إلخ ومن الضروري أن يكون المعيار الأول والأساسي لقياس أداء أي وزير أو معاون أو مستشار متعلقا بمدى تحقيقه لمطالب الثورة في إطار وزارته وصلاحياته. يجب على الحكومة أن تستحضر دائما أنها: حكومة ثورة... وبالمناسبة، في كندا جرى العرف السياسي بأن يحصل تحوير حكومي بمجرد استقالة وزيرين أو ثلاثة في فترة قصيرة.. حتى يتم احتواء الآثار السلبية للاستقالات لدى الرأي العام وتحويلها إلى رسالة إيجابية متعلقة بالمحاسبة والمساءلة والإنجاز. وأختم بهذا التذكير: "يا أبا ذر.. إنّك ضعيف، وإنها أمانة.. وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" - حديث نبوي