حذّرت حركة الشعب التونسية، الحكومة المؤقتة برئاسة حمادي الجبالي، أمين عام حركة النهضة الإسلامية، من اللعب بنار الفتنة الطائفية، التي بدأ شبحها يطل في تونس في سابقة لم تعرفها منذ نحو 14 قرناً. وقالت حركة الشعب التونسية في بيان وزعته الثلاثاء، إنها تدعو الحكومة التونسية إلى الإبتعاد عن اللعب بنار الفتنة الذي تستعمله للتغطية عن فشلها فى حل الأزمات. واعتبرت في بيانها أن الفرز "لا يتم على أساس طائفي أو مذهبي أو عرقي، وإنما يتم على أساس وطني منتصر للمقاومة ضد الإستعمار الصهيو أميركي ودوائر نهب الشعوب". ويأتي هذا التحذير فيما بدأ شبح الفتنة الطائفية يطل برأسه في تونس، حيث تعالت الأصوات التي تدعو إلى "التصدي للمد الشيعي" في تونس، وسط تزايد الإنتقادات والشتائم الموجهة إلى إيران والشيعة عموماً، وإلى حزب الله اللبناني وأمينه العام حسن نصر الله على وجه الخصوص. وتحولت هذه الإنتقادات والشتائم الصادرة عن محسوبين على التيار السلفي المتشدد، إلى أعمال عنف شهدتها مدينة بنزرت "60 كيلومتراً شمال تونس العاصمة" عندما تم منع بقوة العصي والهروات، مهرجان لنصرة القدس شارك فيه المعتقل اللبناني السابق في السجون الإسرائيلية سمير القنطار. وبعد ذلك، تم منع مسيرة سلمية في مدينة قابس "400 كيلومتر جنوب شرق العاصمة تونس" لإحياء مناسبة يوم القدس العالمي وتضامناً مع فلسطين، فيما عمدت قبل ذلك مجموعة من أنصار التيار السلفي المتشدد إلى منع فرقة إنشاد صوفي إيرانية من المشاركة في مهرجان موسيقي في مدينة القيروان "200 كيلومتر جنوب العاصمة تونس". وبلغت هذه الحملة على الشيعة في تونس، ذروتها أول أيام عيد الفطر، حيث خرج أبو عياض أمير تنظيم "أنصار الشريعة" في تونس الذي لا يخفي ولاءه لتنظيم "القاعدة"، ليقول في خطبة العيد إنه لن يسمح بنجاح ما وصفه ب"الزحف الشيعي الرافضي" على تونس. وأضاف أنه "لا مكان للشيعة الروافض في تونس، وأن أحفاد عقبة ابن نافع سيطردونهم كما طردوهم سابقاً، وذلك مهما حاول الإعلام تشويه الذين قاموا قومة رجل واحد، غضبة لدين الله ونصرة لإخواننا في الشام، لطرد هذا الخبيث "في إشارة لسمير القنطار"". وكانت مجموعة تتألف من نحو 300 شخص من أنصار التيار السلفي المتشدد قد هاجموا ليلة الخميس-الجمعة الماضية بالسيوف والعصي والهراوات مكان الحفل الختامي للدورة الثانية لمهرجان الأقصى في مدينة بنزرت الذي شارك فيه سمير القنطار، أسفر عن سقوط 5 جرحى.