تونس عن الجمعية التونسية للتنمية السياسية الأستاذ نبيل اللباسي"الفجرنيوز"من لا يذكر فينا معاناة عشرات الآلاف من بني هذا الوطن، ممن شردهم الطغيان وروع أطفالهم ومزق أهاليهم ونهب أرزاقهم وحرمهم من كل مصدر للعيش الكريم لمجرد أن كان لبعضهم رأي مخالف أو حلم مغاير لحلم الدكتاتور وأحكامه؟ من لم يسمع عن أشكال من التعذيب مثلت قمة في البشاعة والهمجية خضع لها الآلاف من المناضلين من بني شعبنا، لأنهم ذادوا عن حقهم في التعبير والتنظم ورفضوا الخضوع لأداة القهر ومنظومة الفساد؟ من لم يقرأ عن المئات من شهداء هذا الوطن الأبرار، ممّن قُتلوا ألف مرة في مشاهد من التعذيب والتدمير تنعقد لها االألسن وتقشعر لها الأبدان قبل أن يسلموا أرواحهم لبارئها تشكو إليه ظلم العباد؟ من يستهجن فينا صمود بعض مواطنينا سنوات الجمر ومعاناة أزواجهم وأمهاتهم وآبائهم وولدانهم لأنهم دافعوا عن حقهم في الحياة الكريمة وفي أن يكون لهم رأي مخالف وحزب معارض ومن أن يكون لهم الحق في المشاركة في إدارة الشأن العام يوم خرست الأفواه واندست الرؤوس تحت التراب؟ من ينكر حق المظلومين والمضطهدين على مدى عقود من أن يكرمهم شعبهم من بعد ثورته ومن بعد زوال عرش الطغيان، بأن يخفف من مآسيهم وجراحاتهم السابقة، ومن أن يعوض لهم عن بعض ما خسروه من عمرهم في غيابات السجون وعن بعض ما أصاب أجسامهم من أمراض ونوائب وما مس عائلاتهم من تشريد وتدمير، وما حرموه من حق في العمل والتنقل والتعلم والحياة الحرة الكريمة لسنين طويلة؟ إن كنت ممن لا ينكرون على ضحايا القهر هذا الحق،، إن كنت ممن يطالبون بواجب تفعيل ما أقره المرسوم عدد 1 لسنة 2011 والمتعلق بالعفو العام خصوصا لمن يعانون من أوضاع اقتصادية واجتماعية مزرية،، إن كنت ممن ينادون بالاسراع في انجاز وانجاح برنامج العدالة الانتقالية، إن كنت تساند حق ضحايا منظومة القهر والفساد في الحصول على جبر للضرر وتعويض مادي يرد الاعتبار لكرامتهم وانسانيتهم بمقتضى ما أقرته المواثيق الدولية.. فإن الجمعية التونسية للتنمية السياسية بالتنسيق مع العديد من جمعيات ومنظمات المجتمع المدني تتشرف بدعوتك وبدعوة كل المناضلين من أجل حقوق المضطهدين والمعذبين والشهداء وجرحى العسف والاضطهاد والقمع وجمعياتهم للمشاركة في برنامج للتحركات الشعبية ينطلق يوم 7 سبتمبر 2012.. عن الجمعية التونسية للتنمية السياسية