منع بلحسن الطرابلسي من معاشرة شقيقته فزج به في السجن.. وعماد افتك منه منزله وأهداه لصديقيه بعد مرور أكثر من سنة ونصف على انلادع الثورة ورحيل المخلوع والمتسلطين والمتمعشين من النظام البائد لازالت بعض الحقائق المتعلقة بالجبابرة تطالعنا من الحين للآخر لتكشف مآسي ارتكبها آل الطرابلسية في حق بعض أبناء الوطن الذين اكتووا بنار ظلمهم على غرار قصة الفنان معز ذنيز الذي تعرض إلى مظلمة أولى بإمضاء بلحسن الطرابلسي جعلته يقبع لمدة 30 شهرا خلف القضبان ظلما وثانية بإمضاء عماد الطرابلسي.. قصة هذا الشاب المدعمة بالحجج والبراهين يرويها لنا بنفسه بألم وحرقة كبيرين.. يقول معز أن مأساته انطلقت منذ أن وطئت قدماه منزل الطرابلسية بعد أن تمت دعوته لإحياء حفل بمنزل شقيقة ليلى فحظي بإعجاب الجميع لما يتميز به من صوت مرهف وحضور ركحي ممتاز ومنذ ذلك اليوم أصبح صديقا للعائلة يحضر كل الحفلات وفي صائفة 2008 تعرف على احد الحضور وهو صديق مقرب من بلحسن الطرابلسي رجل أعمال بدوره فتوطدت علاقتهما إذ أصبح يرافقه في كل حفلاته الخاصة وحفلات الأعراس التي يحييها وكان في كل مرة يتودد إليه ويغدق عليه الهدايا الباهضة الثمن وبالأخص العطورات الفاخرة كما انه عرض عليه تمويل البوم غنائي وألح عليه في ذلك فاتصل "معز " بالموزعين وبدأت سلسلة اختيار الأغاني ثم تسجيلها وقد كان هذا الصديق الجديد يأتي للاستديو من حين لآخر ويسلم المال للموزع وقد كان محدثنا في قرارة نفسه يتساءل عن سبب هذا الكرم المبالغ فيه إلى أن تجلت الحقيقة أمامه. الحقيقة المرّة يقول معز أنه في إحدى المرات طلب منه هذا الصديق أن يطلعه على كل كبيرة وصغيرة تدور بمنزل"الطرابلسية" ونقل الأحاديث التي يتبادلونها وماهو انطباعهم عنه لكنه رفض بشدة وهو ما تسبب في توتر العلاقة بينهما فظل الصديق ينتظر الفرصة المناسبة للانتقام منه وكانت العصا التي يبطش بها بطبيعة الحال هو بلحسن الطرابلسي. بعد فترة قصيرة من الجفاء مع صديقه رجل الأعمال اتصل به وطلب منه مرافقته لتناول العشاء بأحد المطاعم الراقية وتظاهر بالود وتجاوز الخلاف السابق فلبى معز طلبه وكانت شقيقته الكبرى برفقته وأثناء السهرة دخل بلحسن الطرابلسي وما أن وقعت عيناه على شقيقة معز حتى أعجب بها غير انه لم يفاتح محدثنا في الأمر بل طلب من صديقه رجل الأعمال أن يتولى المهمة وهو ما حصل فعلا إذ أنجز هذا الأخير ما أنيط له واعلم محدثنا حرفيا أن بلحسن الطرابلسي يرغب في قضاء الليلة مع شقيقته بأحد النزل الفاخرة وأنها فرصة ثمينة لشقيقته للإقلاع إلى عالم الثراء فثارت ثائرة معز وغادر المكان برفقة شقيقته وهو في قمة الغضب لوقاحة طلب صديقه وقرر قطع علاقته معه. المفاجأة معز كان مقتنعا بما فعل ولكن أيضا مقتنعا في قرارة نفسه بما سيكون في انتظاره من أيام بمثابة السواد الحالك لأنه لا احد يستطيع أن يرفض أوامر بلحسن الطرابلسي الشقيق المدلل لزوجة الرئيس المخلوع وبالفعل صدق حدسه، إذ بعد فترة وجيزة تم إلقاء القبض عليه وسيق إلى فرقة الشرطة العدلية بالقرجاني أين كانت المفاجأة في انتظاره فبأمر من بلحسن الطرابلسي ورجل الأعمال المذكور تم تلفيق تهمة له إذ بمجرد أن وصل إلى القرجاني كان المحضر قد اعد مسبقا وأمره المحقق بان يمضي لكنه رفض فتم جلب شقيقته لجبره على الاعتراف والإمضاء وتم الاحتفاظ بهما دون أي إذن من النيابة العمومية وقد ذاقا خلال تلك الفترة ألوانا شتى من التعذيب والمعاملة المهينة ثم أحيلا إلى ثكنة بوشوشة أين مكثا ثلاثة أيام أخرى دون احترام إجراءات الاحتفاظ المعمول بها قانونا، وأمام بشاعة ما تعرضا له من عنف خضعا للأمر الواقع وأمضيا على المحضر دون أن يطلعا على محتواه ثم صدرت في شأنهما بطاقتا إيداع بالسجن بعد أن وجهت لهما تهمة بيع ملك الدولة ارض كائنة بمرناق والمشاركة في ذلك ونال معز من اجل ذلك رغم أن شهادة الشهود والمؤيدات تفند التهمة الموجهة إليه مثبت بوثائق عقوبة سالبة للحرية مدتها 30 شهرا فيما نالت شقيقته ثلاثة اشهر مؤجلة التنفيذ أما عائلته فقد اضطرت إلى مغادرة منزلها والتخفي عن الأنظار خوفا من أن ينال بقية أفراد الأسرة بطش الطرابلسية. عائلة الطرابلسية قدره المحتوم محدثنا اكتوى بنار ظلم الطرابلسية مرتين لكن ليس بيد نفس الشخص هذه المرة إذ انه يملك منزالا بمنطقة متيوفيل بالعاصمة ملك أجانب قام والده بشرائه له منذ صغره من مالكه الأصلي يدعى بوكا دروخ وهو ايطالي الجنسية وله عقد بيع في الغرض، وقد بقي هذا المنزل مغلقا لسنوات إلى أن قرر معز استغلاله فحاول في البداية تسجيل عقد البيع الذي بحوزته بالقباضة لكن وقع ما لم يكن في الحسبان إذ كان عماد الطرابلسي يعرف امرأة تونسية متزوجة بايطالي وتربطه بهما علاقة صداقة قاما بدورهما بشراء نفس المنزل باستعمال الحيل والخزعبلات وساعدهما عماد الطرابلسي في تسجيل العقد بالقباضة مرجع النظر وتدخل بكل نفوذه حتى يمنع معز من تسجيل عقده في تلك الفترة وبالتالي استكمال بقية الإجراءات القانونية وترسيم العقار بدفتر خانة إلى أن تمكن صديقا عماد الطرابلسي من الحصول على شهادة ملكية رغم أن معز هو الأسبق تاريخا في ملكية العقار وتاريخ عقد البيع الذي بحوزته. محدثنا أنهكته الهموم والمتاعب وقد تقدم بقضية لإثبات حقه في ملكية العقار كما تقدم بقضية لتعويضه من اجل الإيقاف التعسفي الذي تعرض له من اجل تهمة هو بريء منها بالمؤيدات وهو يأمل بعد أن رأت لجنة تقصي الحقائق وجاهة مستنداته وإحالتها للمحكمة الابتدائية للتحقيق فيها أن تنجلي المظلمة التي تعرض لها فتكفيه تبرئته لانها البلسم الوحيد للألم الذي عاشه على مدار سنوات.