الحكومة الأولى: جاءت بعد الثورة وانتخبها الشعب عبر صناديق الإقتراع وأسند لها شرعيته وفوضها تفويضا كاملا لقيادة الدولة بإسمه إلي أن يأتي ما يخالف ذالك حينها يسترد الشرعية و يسندها إلي من يري فيه الكفاءة و يؤمنه مرة أخري علي البلاد و لا يقع تسليم السلطة ألا عبر الانتخابات الشعبية و لا شيئا خلافه. هذه الحكومة تتعرض يوميا للهجمات الشرسة و للانتقادات اللاذعة و تعطيل أعمالها كي لا تنجح لأن نجاحها سيكون كارثة علي كمال اللطيف و السبسي و الهادي البكوش و جماعتهم و ثورتهم المضادة. إنهم يعلمون هذا الخطر المحدق بهم و لهذا يصهرون الليالي يخططون و ينسجون الخيوط العنكبوتية الشيطانية والجهنمية لإفشال الحكومة بكل ما أوتوا من قوة و ما تلك المبادرات سوي كانت من قادة الاتحاد أو التوافق أو الإنقاض أو التكنوقراط إلا وسيلة لتمكنهم بالإطاحة بالحكومة قبل النجاح و المبادر الأخيرة هي إرادتهم الدخول للحكومة حتي يحصلوا علي جزء من الرصيد الذي سيقيهم التبخر في الهواء نهائيا و أما مطالبهم الملحة بحلان لجان حماية الثورة ما هو إلا مخطط لتحييد كل ما يمكن إعاقتهم و الوقوف أمامهم حين يريدون الانقضاض علي أعدائهم و أبناء الثورة. أوليس للاتحاد العام التونسي للشغل مليشيا؟ ألم نرهم في الميدان ساحة محمد علي بالهرواة المتشابهة؟ ألم يكونوا هم المتفننون في تنظيم الميلشيات؟ أمسيتم تاريخ محمد الصياح مليشيات التجمع التي ما زالت فاعلة إلي اليوم؟ الحكومة الثانية: هي حكومة الظل و الظلام يقودها كمال اللطيف و زمرته و كل من يسيطر علي مفاصل الدولة وهي من تخطط و تقود الثورة المضادة ولا يمكن لها إلا أن تكون قمعية و لأمها نشأت علي القمع و التعذيب و لا تعرف غير ذالك فهي مولودة من رحم النظامين البائسين قامت عليهما الثورة الشعبية و ألقت بهما في مزابل التاريخ بلا رجعة و رغم هذا ما يئسوا و ما زالوا يحاولون عبر التخريب و التحريض و الاعتصامات و الإضرابات الجهوية و العامة و عبر مفاصل الدولة التي مازالت تجمعية و بورقيبية و تعمل لحسابهم ثم عبر ما يسمونه المجتمع المدني البنفسج الذي نصبه المخلوع ليزين له صورته القبيحة أمام الرأي العالمي و كان دوره أن يطبل و يهلل و يصفق ويزمر لحساب المخلوع و الحجامة و عائلتهما وكل المنتفعين منهم و الذين كانوا يقبضون الرواتب بغير حساب من أموال الشعب. أما الإعلام الذي صنع من جاهل منافق رجل دولة و لمع له صورته و جعل منه متسلطا علي شعبه منذ أكثر من 23 سنة في القهر ة التنكيل و التعذيب و التفقير و التهميش هذا الإعلام مازال يواصل تسلطه علينا مزال يخادع الأمه و يخطط لرجوع أسباب القهر و الظلم و القمع و الاستبداد. هذا الإعلام لا يخجل من أفعاله الدنيئة فهو ينظر للوجوه الفاسدة, وجوه الغدر و العار و مازال يسوق لتبعة المخلوع و المقبور و يلمع صورهم المشؤومة صباحا مساء و ليلا نهارا علي فضائياته و منابره التعيسة حتي يقبل بهم الصعب كما قبل ببورقيبة و المخلوع. أخوكم في الله قعيد محمدي