قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنها عثرت على وثائق ووسائل تعذيب استخدمها الأمن السوري بالرقة شمال البلاد، في أول مراكز احتجاز تخرج عن سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الصراع الدامي قبل أكثر من عامين. أجهزة تعذيب، غرف استجواب وزنازين أعلنت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان الجمعة أنها وجدتها في محافظة الرقة. واحدة من أشهر هذه الأدوات هي "بساط الريح"، اسم يطلق على لوح منبسط، أحيانا على شكل صليب، يقيد إليه المعتقل. "ما رأينا من وثائق وزنازين وحجرات استجواب وأجهزة تعذيب في مقار الأمن الحكومية، تتفق مع أقوال السجناء السابقين الذين وصفوا لنا ما تعرضوا له منذ بداية الانتفاضة في سوريا"، قال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة الحقوقية، التي مقرها نيويورك. وباتت مدينة الرقة التي زارها فريق من المنظمة، أول مركز محافظة يخرج عن سيطرة النظام السوري في آذار/مارس الماضي. ودعت المنظمة مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على المدينة الى "أن يقوموا بحماية هذه المواد المتواجدة بالمقار حتى يمكن التوصل إلى الحقيقة وحتى يُحاسب المسؤولون عما حدث". واعتبر حوري أن "معرفة حقيقة دور أجهزة الأمن في التجسس على السوريين وإرهابهم سوف تمكّنهم من حماية أنفسهم من الانتهاكات في المستقبل". واشارت المنظمة الى ان احدى وسائل التعذيب المستخدمة تعرف باسم "بساط الريح"، وتقوم على ربط المعتقل على لوح منبسط احيانا على هيئة صليب. ونقلت عن معتقلين سابقين قولهم "إن الحراس مددوهم أو شدوا أطرافهم أو قاموا بطي اللوح إلى نصفين بحيث تواجه وجوههم أقدامهم، مما يتسبب في ألم وفي إحكام شل حركتهم تماما". وقالت الباحثة في المنظمة لمى فقيه لوكالة فرانس برس إنه وعلى رغم قيام هيومان رايتس ووتش خلال العامين الماضيين بمقابلة عدد كبير من المعتقلين السابقين في السجون السورية، إلا أن "التواجد داخل هذه المعتقلات يجعل الامر اكثر واقعية". أضافت: "ندرك ان العديد من الاشخاص لا يزالون محتجزين ويخضعون لهذه الممارسات". "كانوا يسمعوني صرخات أخي" وقال احد المعتقلين السابقين انه تعرض وشقيقه للتعذيب "بالتناوب"، بحسب البيان. وأوضح أحمد البالغ من العمر 24 عاما "بدؤوا في تعذيبه بالكهرباء ثلاث إلى أربع ساعات، ثم رموه في الحبس الانفرادي... كانوا يريدون منه إخبارهم بمن الذين كان يذهب معهم للتظاهر... وكانوا يُسمِعوني صرخات أخي". كما أدلى عبدالله خليل، رئيس المجلس المدني المحلي التابع للمعارضة في الرقة، بشهادة للمنظمة. واحتجز هذا الناشط المدافع عن حقوق الإنسان على يد قوى الامن السورية في الاول من أيار/مايو 2011، بعد أقل من شهرين على اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري. ونقلت المنظمة عن خليل قوله إن ضباط الأمن السوريين "أحالوه إلى 17 فرعاً للأمن في شتى أنحاء سوريا أثناء احتجازه". ووضعت المنظمة في تموز/يوليو الماضي تقريرا بعنوان "أرخبيل التعذيب"، يحدد أماكن تقول المنظمة انها مخصصة لاعتقال عشرات الآلاف من الاشخاص وإساءة معاملتهم.