كثفت سلطات الاحتلال من تواجدها وسط مدينة القدسالمحتلة، وخاصة في محيط أسوار وبوابات البلدة القديمة ومحاور الطرق والشوارع الرئيسية ومنطقة التماس التي تفصل شطري المدينة، خشية قيام المواطنين الفلسطينيين بأعمال مقاومة تضامنا مع إخوانهم في غزة. وذكرت مصادر محلية بمدينة القدس اليوم الخميس أن قوات عسكرية وشرطية احتلالية ودوريات راجلة ومحمولة وخيالة تتواجد بشكل مكثف في شوارع القدسالغربية، وخاصة في أماكن وقوف حافلات النقل والتجمعات التجارية والمكتبية وفي الميادين التي تكثُر فيها المقاهي ومحلات الوجبات السريعة، فيما ظهر التوتر واضحاً على الجنود واليهود المستوطنين على حدٍ سواء. وأضافت المصادر أن جنود وشرطة الاحتلال نصبوا العديد من الحواجز والمتاريس بالقرب من شارع يافا، الذي يبعد عن منطقة باب العامود بضعة عشرات من الأمتار، ويُخضعوا فيه العمال المقدسيين لتفتيشات دقيقة واستفزازية؛ الأمر الذي دفع بالكثير من عمال القدس إلى عدم التوجه لأماكن ومراكز أعمالهم في الشطر الغربي من المدينة، تحسباً وخشية من تحرشات جنود الاحتلال ومن اليهود المتطرفين. وفي منطقة باب العامود، أحد بوابات البلدة القديمة، والتي شهدت مسيرات واعتصامات شعبية مقدسية حاشدة ضد العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، فتشهد تواجداً عسكرياً وشُرطياً مكثفاً لمنع أي عملية احتجاج في القدس. يُذكر أن سلطات الاحتلال كانت اختطفت أكثر من ثلاثمائة وخمسين شابا فلسطينيا من مدينة القدس على خلفية المشاركة في المسيرات والفعاليات والنشاطات الاحتجاجية ضد العدوان الدموي ومن أجل إعلان التضامن مع الأشقاء في غزة، فضلاً عن إصابة نحو مائة وعشرين شاب برصاص وهراوات جنود الاحتلال، ما زال عدد منهم يمكث في مستشفيي المقاصد الخيرية الإسلامية والعيون في القدس لتلقي العلاج بسبب إصاباتهم البليغة.