بسم الله الرحمان الرحيم شيخي العزيز الأستاذ الفاضل والوالد البار عبد الفتاح مورو اسمحوا لي في بداية رسالتي هذه أن أهنّئكم ونفسي بمرور 32 سنة على تأسيس حركتنا المباركة ، حركة الاتجاه الإسلامي ، وأن أحيّي من خلالكم كل الأجيال التي تعاقبت عليها بدءا من الجيل المؤسس ووصولا إلى جيل مابعد الثورة ، مرورا بآلاف المناضلات والمناضلين الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدّلوا تبديلا ، وأن أقف وإياكم إجلالا وتقديرا لقوافل الشهداء الذين قضوا في سبيل الله ، وإعلاء كلمته ، والتمكين للمشروع الذي آمنا به ، نحسبهم عند الله كذلك ، ولانزكي عليه أحدا . ودون إطالة ، ولامقدمات ، أستسمحكم في التعليق عما حدث البارحة من مقاطعة لمداخلتكم أثناء المهرجان الخطابي الذي نظّمته الحركة بقبة المنزه والذي يبدو أنهم ساءكم ، فقطعتم ماكنتم بصدده من حديث بقولكم : الوقت المخصص لي قد انتهى ، أشكركم على الاهتمام ، وأشكركم على التجاوب . ثم توليتم غاضبين ، وأعتقد انكم غادرتم بعد ذلك الاحتفال . شيخي العزيز الأستاذ الفاضل والوالد البار عبد الفتاح مورو لاتنتظروا مني أن أندد بماحدث بقولي ( لاتبالوا بهؤلاء الذين قاطعوكم بالأمس ، فمن هم حتى يتطاولون على قامة مديدة في حجمكم ؟ ) أو ( هؤلاء لايمثلون إلا أنفسهم والأغلبية الساحقة من أبناء الحركة يتبرّؤون منهم ، أنتم الأصل وهم الفروع ) لكنني بالمقابل ، أقول ان هؤلاء الذين سجلوا بالأمس موقفا حازما ، وخلال يوم عرسهم ، وهم الذين لامطامح لديهم في زعامة ، او تبوّإ مناصب قيادية ، أرادوا أن يرسلوا إليكم رسالة مفادها ان التغريد خارج السرب معيب في حق حركة أنتم أحد أعمدتها ، وأهم رموزها ، خاصة إذا تعلق الأمر بمسائل قد تداولها مجلس الشورى أعلى مؤسسة قيادية بين مؤتمرين ، وقال فيها كلمته . ولاشك عندنا ، ان الخطبة العصماء ، المطوّلة التي ألقيتموها في آخر دورة لهذه المؤسسة ، والتي عبرتم فيها بكل وضوح عن رأيكم المعترض على تمرير قانون تحصين الثورة ، كانت تعبيرة حرّة تضمنها مؤسساتنا ، وتستمع لها بآذن صاغية ، وعقول متدبّرة ، وتتداولها كما تتداول غيرها من الأفكار ، غير انه ، وبعد البت ّ فيها ، واتخاذ القرارات بشأنها ، يصبح من غير المقبول على نائب رئيس الحركة ان يعبر عن غيرها . هكذا تربّينا ، وهكذا سنظل بإذن الله تعالى مادام هذا المشروع يجمعنا . شيخي العزيز الأستاذ الفاضل والوالد البار عبد الفتاح مورو حين كنا نخاصم قياداتنا حول وجودكم خارج مؤسسات الحركة مباشرة بعد الثورة وندعو للتسريع بعودتكم للطاقم القيادي ، كان بعضهم ، وهذا سر أذيعه لأول مرّة ، يؤكدون أن مقامكم محفوظ ، وأن الإشكال الوحيد يتمثل في تضخم لاحد له للجانب الذاتي لديكم ، يسمح لكم بتجاوز كل التابوهات التي انبنت عليها حركتنا ، وأهمها الانضباط لقرارات المؤسسات . ومامن ضامن لوحدة حركتنا ، وتماسكها ، رغم المحن ، بعد الله أكثر من احترامها لنفسها ، ولمشروعها ، ولأمانة المحافظة على قرارات مؤسساتها . وأسمح لنفسي في القول بأن قواعد حركة النهضة التي نادت قبل مؤتمرها التاسع بعودتكم ، ومارست أقسى أنواع الضغط لحضوركم وانتخابكم هي نفسها من قاطعتكم بالأمس في حركة تدل على الاستياء من بعض تصريحاتكم برفع الشعارات المطالبة بتنفيذ قرارات مؤسساتها ، وأنها لاتزال مع ذلك تحتفظ لكم بحب واحترام وتقدير ، وتقبل منكم الجبين ، لكنها بالمقابل تنتظر منكم ألا تكونوا شوكة في الخاصرة ، تؤلم ، وتحرج ، وتجرح ..فظلم ذوي القربى أشد مضاضة . . على المرء من وقع الحسام المهند. شيخي العزيز الأستاذ الفاضل والوالد البار عبد الفتاح مورو اعتذر لكم مجددا ، لجرأتي على مخاطبة قامة مديدة مثل قامتكم ، لكنني أرجو ان تتدبروا ماورد بها من معان ، بتجرّد تام ، وان تؤوبوا للحضن الدافئ الذي أنشأتموه ، وأوذيتم في سبيل الله من اجله ، وان تعلموا أن غيرنا ممن يرغب في ان يتسع البون بينكم وبين حركتكم ، ليسوا سوى خصوما لن يرضوا عنكم ولو اتبعتم مللهم ، وأنهم ، وإن كانوا شركاء في الوطن ، يحقدون على كل ذرة تراب تطؤونها ، مهما جاملتموهم ، وحاولتم نيل رضاهم ، وانهم لن يتمنوا لكم ولا لحركتكم خيرا . أفلا تتدبرون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إِنْ أُرِيدُ إِلأ الإصلاح مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (هود : 88 ) والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ابنكم : لطفي هرماسي / القصرين