بنجاح باهر أنهت فرقة الأغاني والرقص الأكاديمية التابعة لوزارة الداخلية الروسية عرضها في مهرجان قرطاج الموسيقي الدولي، حيث شارك حوالي 100 من الموسيقيين والمغنين والراقصين الروس في افتتاح المهرجان. وكان العرض يعج بالجماهير حتى أن البعض كانوا يقفون في الممرات وآخرون يجلسون على الأرض. وقد وصف مدير مهرجان قرطاج مراد الصقلي الحفل على أنه استثنائي. وأشار سيرغي كوريتسين الملحق الثقافي في السفارة الروسية مدير المركز الروسي للعلوم والثقافة في الجمهورية التونسية خلال مقابلة مع إذاعة "صوت روسيا" أن العرض بدأ بشكل مثير للإعجاب، وأضاف قائلاً: بداية، قامت الأوركسترا والكورال بعزف لحن النشيد الوطني الروسي، ثم عزف الموسيقيون لحن نشيد الوطني التونسي. وهذا ترك انطباعاً كبيراً لدى الجمهور المحلي، الذي صار يغني وراء المطرب التونسي الذي كان يرافق الفرقة الروسية. بدا الأمر مؤثراً جداً. وكان أداء الفرقة العسكرية، التي تسمى "بفرقة الجيش الأحمر" أداءً ديناميكياً وغنياً. وقد قام الفنانون بأداء الأغاني الروسية الشعبية وأغاني البوب الحديثة، والبوب الأجنبية والأعمال الكلاسيكية الأخرى. يشار إلى أن العازفين المنفردين غنوا العديد من الأغاني العربية المعروفة، وفي هذه الأثناء كان يقف الجمهور ويغني وراءهم بحماس، واستمرت الفرقة الروسية عرضها على مدى ساعتين تقريبا دون انقطاع. أنهى الفنانون الروس عرضهم في وقت متأخر من الليل، ولكن على الرغم من الساعة المتأخرة، إلا أن الجمهور لم يغادر مكان العرض، علماً أن الجمهور وقف مصفقاً طيلة سماعه أغنية "كاتيوشا" الشهيرة التي قامت الفرقة بأدائها في نهاية الحفل. وبعد الختام، أصبح الجمهور يناقش نتائج هذه الحفلة الرائعة حتى أن وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك جاء إلى وراء الكواليس وشكر شخصياً الفنانين الروس. وقد أشار الجنرال فيكتور يليسييف المدير الفني للفرقة إلى أن الموسيقيين كانوا راضين عن استقبال الجمهور المحلي له وقال أن هذه الحفلة كانت عبارة عن أداء متبادل بين الجمهور من جهة والموسيقيين من جهة أخرى. يعتبر مهرجان قرطاج الموسيقى الدولي اليوم الأكبر ليس فقط في تونس بل في أفريقيا كلها، حيث يشارك فيه فرقاً مسرحية وموسيقية وراقصة من جميع أنحاء العالم. وأصبح أداء الفنانين الروس في هذا المهرجان تقليداً سنوياً. وأشار الملحق الثقافي الروسي سيرغي كوريتسين إلى النجاح الباهر الذي لقيه العرض المسرحي الروسي "بوليرو رافيل، ونشيد الرقص" العام الماضي للمخرج الشهير نيكولاي اندروسوف، وأضاف كوريتسين قائلاً: إن مهرجان قرطاج معروف في ما هو أبعد من حدود تونس. وهذه هي المرة 49 في هذا العام. وقد أخذ المهرجان مكانه في المدرج الروماني القديم، الذي بني في منتصف القرن الثاني الميلادي، والذي يتسع لحوالي 6 آلاف متفرج. وفي مدينة تونسية أخرى وهي مدينة الجم تستضيف مهرجان أوركسترا السمفونية الدولي. حيث تقدم فرق الشباب الموسيقية الروسية عرضها في ثالث أكبر المدرجات الرومانية القديمة، والذي يتسع ل30 ألف متفرج. وفي العاشر من شهر آب/أغسطس يقدم كابيلا "توريس" من سانت بطرسبرغ تحت قيادة ميخائيل غوليكوف عرضه الفني الموسيقي إلى جمهور. ومن المؤمل أن تلقى عروض الفرقة إعجاب الجمهور كما أعجبوا بأداء فرقة الأغاني والرقص الأكاديمية التابعة لوزارة الداخلية الروسية في قرطاج.