سنة 2023 : عدد زوّار تونس بلغ 9.370 مليون سائح أي بزيادة بنسبة 45،5 بالمائة    الطلبة التونسيون يتحركون نصرة لفلسطين    نادي تشلسي الإنجليزي يعلن عن خبر غير سار لمحبيه    تعرّض سائق تاكسي إلى الاعتداء: معطيات جديدة تفنّد روايته    بن عروس : تفكيك وفاق إجرامي مختص في سرقة المواشي    السنغال تعتمد العربية لغة رسمية بدل الفرنسية    فيديو : المجر سترفع في منح طلبة تونس من 200 إلى 250 منحة    الرابطة الأولى: تفاصيل بيع تذاكر مواجهة النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي    التونسيون يستهلكون 30 ألف طن من هذا المنتوج شهريا..    عاجل : وزير الخارجية المجري يطلب من الاتحاد الأوروبي عدم التدخل في السياسة الداخلية لتونس    مليار دينار من المبادلات سنويا ...تونس تدعم علاقاتها التجارية مع كندا    رئيس الجمهورية يلتقي وزير الشؤون الخارجية والتجارة المجري    الرابطة الأولى: تعيينات مواجهات الجولة الثانية إيابا لمرحلة تفادي النزول    عاجل : تأجيل قضية رضا شرف الدين    إنهيار سد يتسبب في موت 42 شخصا    عاجل/ حادثة إطلاق النار على سكّان منزل في زرمدين: تفاصيل ومعطيات جديدة..    بنزرت: طلبة كلية العلوم ينفّذون وقفة مساندة للشعب الفلسطيني    "بير عوين".. رواية في أدب الصحراء    بعد النجاح الذي حققه في مطماطة: 3 دورات أخرى منتظرة لمهرجان الموسيقى الإلكترونية Fenix Sound سنة 2024    وزير الخارجية الأميركي يصل للسعودية اليوم    منوبة: تقدّم ّأشغال بناء المدرسة الإعدادية ببرج التومي بالبطان    الحماية المدنية: 17 قتيلا و295 مصابا في ال 24 ساعة الماضية    نشرة متابعة: أمطار رعدية وغزيرة يوم الثلاثاء    سليانة: 4 إصابات في اصطدام بين سيارتين    17 قتيلا و295 مصابا في ال 24 ساعة الماضية    عاجل/ تعزيزات أمنية في حي النور بصفاقس بعد استيلاء مهاجرين أفارقة على أحد المباني..    كأس الكونفدرالية الافريقية : نهضة بركان المغربي يستمر في استفزازاته واتحاد الجزائر ينسحب    قيس الشيخ نجيب ينعي والدته بكلمات مؤثرة    تصل إلى 2000 ملّيم: زيادة في أسعار هذه الادوية    ما حقيقة انتشار "الاسهال" في تونس..؟    تونس : ديون الصيدلية المركزية تبلغ 700 مليار    جائزة مهرجان ''مالمو'' للسينما العربية للفيلم المغربي كذب أبيض    بعد مظلمة فرنكفورت العنصرية: سمّامة يحتفي بالروائية الفسطينية عدنية شبلي    هام/ بشرى سارة للراغبين في السفر..    زلزال بقوة 4.6 درجات يضرب هذه المنطقة..    الرابطة الأولى: برنامج مباريات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    زيارة ماسك تُعزز آمال طرح سيارات تسلا ذاتية القيادة في الصين    يوميا : التونسيون يهدرون 100 مليار سنويا    دكتور مختصّ: ربع التونسيين يُعانون من ''السمنة''    غوارديولا : سيتي لا يزال أمامه الكثير في سباق اللقب    خط جديد يربط تونس البحرية بمطار تونس قرطاج    عاجل/ تفكيك شبكة مُختصة في الإتجار بالبشر واصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن في حق أعضائها    معز السوسي: "تونس ضمن القائمة السوداء لصندوق النقد الدولي.."    ثمن نهائي بطولة مدريد : أنس جابر تلعب اليوم ...مع من و متى ؟    بطولة ايطاليا : رأسية أبراهام تمنح روما التعادل 2-2 مع نابولي    طقس الاثنين: تقلبات جوية خلال الساعات القادمة    حزب الله يرد على القصف الإسرائيلي ويطلق 35 صاروخا تجاه المستوطنات..#خبر_عاجل    عملية تجميل تنتهي بكارثة.. وتتسبب بإصابة 3 سيدات بالإيدز    كاتب فلسطيني أسير يفوز بجائزة 'بوكر'    البنك التونسي للتضامن يحدث خط تمويل بقيمة 10 مليون دينار لفائدة مربي الماشية [فيديو]    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    وزير السياحة: عودة للسياحة البحرية وبرمجة 80 رحلة نحو تونس    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الارهاب ونشاة الدولة العميقة في تونس بقلم الاستاذة نجاة العبيدي
نشر في الفجر نيوز يوم 01 - 08 - 2013


محامية وناشطة حقوقية
تعيش البلاد التونسية على وقع انتشار الارهاب بصفة تدريجية وبنسق متصاعد انطلاقا من احداث مدينة الروحية يوم 18 ماي 2011 والتي اودت بحياة المقدم الطاهر العياري والرقيب اول بالجيش التونسي وليد اللحاجي مرورا باحداث بئر علي بن خليفة وتبادل اطلاق نار بين ارهابيين وجنود تونسيين وصولا في سنة 2012/2013 الى تنامي ظاهرة دخول السلاح بكميات هائلة دون الكشف او التوضيح كيف تسلل ذلك السلاح وتجاوز حدود الوطن ليصل الى وسط العاصمة تونس دون رقيب او حسيب لتنشئا ظاهرة غريبة عن ثقافة الشعب التونسي الذي قاد ثورته بكل سلمية ليفيق هذاالشعب من حين الى اخر علي وقع اصوات الرصاص وفواجع الاغتيال السياسي لرموز وقادة سياسين.
ففي تاريخ 6 فيفري 2012اغتيل قائد من قيادات الجبهة الشعبية بست رصاصات امام منزله وبتاريخ 25 جويلية اغتيل سياسي اخر ورمز اخر المرحوم محمدالبراهمي وهذه المرةاغتيل باربعةعشر رصاصة وبنفس المسدس الذي وقع به الاغتيال الاول مما يحيلنا علي وقوف نفس الجهة وراء هذين الاغتيالين ببشاعة واصرار كبير على القتل . اغتيال يحيلنا الى نشوب حالة من الفزع والرعب لدى الشعب ولكن ايضا لدى النخبة السياسية التي سرعان ما تدخل في حالة من الصراع وتبادل التهم في كل مرة مباشرة بعد كل عمليةاغتيال وكان بالهدف والداعي الباعث على ارتكاب الجريمة هو ذاته في كل عملية اغتيال بل وتاكد وتحقق بكل دقة اثرالااغتيال الغادر لثامنية من جند تونس البواسل حماة الوطن بتاريخ 27 جويلية2013 علي الساعة السادسة ونصف لحظات بعد خطاب رئيس الحكومة ولحظات قبل الافطار وتمت الجريمة بطريقة بشعة وكان الجاني هو نفسه وكانه اغتاظ من عدم تحقق هدفه المنشود من الاغتيالين الاوليين فكان التشفي في واقعة جبل الشعانبي الذي ظن الشعب التونسي انها الكابوس الذي انتهي بعد ان صرح قائد اركان الجيوش الثلاثة السابق الجنرال رشيد عمار قبل ان يعلن في حوارتلفزي بان لا وجود لجماعات ارهابية وان الصراع طيلة شهرين كان لتخليص الشعانبي من الطبيعة ولكنه ايضا "تنبا".في بتفجيرات جديدة و "بشرنا" بصوملة تونس وبوقوع عملية ارهابية ستظهر في الشعانبي قائلا الايام بيننا..... وصحت" النبوة "ثمانية من ضباطنا الاحرار البواسل يقتلون ويذبحون بدم بارد كابشع ما يكون.....ولكنه نسي قبل رحيله المفاجئ....ان يخبرنا عن كيفية انتحار الرقيب الاول البدري التليلي خلال شهرجانفي 2013والتي اعلنت وزارة الدفاع انذاك انه اعترف بعلاقته مع مجموعة ارهابية. والتي عرفت باسم عقبة ابن نافع حسب تصريح لوزير الداخلية انذاك. تسللت واستقرت بجبال جندوبة والقصرين.
ولسائل ان يتسائل كيف يمكن للرقيب الانتحاربعد ان اعترف بامور تمس كيان وامن الدولة في غفلة من الجميع في حين ان القواعد والتراتيب العسكرية تقتضي ان لايقع الاحتفاظ بالجنود باي حال من الاحوال في زنزانة بصفة انفرادية وان اقتضي الامر ان يصاحبه زميل له طوال مدة الاحتفاظ والسؤال الاخر الذي طرحته عائلة الفقيد والحقوقيون ايضا هو ما سر تلك الكدمات بالراس وباجزاء اخري من بدن الفقيد التي يسهل معاينتها بالعين المجردة ...لعله لو بقي حيا لكشف عديد الامور وهو المسؤول عن حراسة مغازة الاسلحة بالثكنة العسكرية بالكاف ونرجو في هذا الاطار من السيد قاضي التحقيق الرائد حسني العبروقي ان يكشف للراي العام ملابسات هذا التحقيق ومن المسؤول عن انتحار الرقيب الأول ألبدري التليلي.ان هاته التصريحات التي لم توضح الي حد الان من شانها ان تكشف عديد الامور فكيف لعنصر من الجيش التونسي ان يرتبط بجماعات ارهابية حسب تصريحات رسمية ثم ينتحر وهل هو الوحيد المرتبط بهاته الجماعات .
كذلك آمر محيروقد يصبح اكثر تعقيدا حين تعطى الاوامر لمجموعة صغيرة من الضباط بالتنقل من الثكنة العسكرية ببنزرت الى جبل الشعانبي مجددا وبعد ان اعلن قائد اركان الجيوش الثلاثة في اخر تصريح وظهور تلفزي له بان لا وجود لجماعات إرهابية بجبل الشعانبي وانه اجاب الرئاسات الثلاثة حول ذلك بانه كان يحرر في جبل الشعانبي من الطبيعة ...
عمليات ارهابية بين اللحظة والاخرى في جبال من جبالنا تفجير سيارة مفخخة أمام مركز امني بحلق الوادي ..كميات اسلحة مهولة ومخازن للسلاح تكتشف بين اللحظة والاخرى في قلب العاصمة اغتيالات سياسية لابرز القادة السياسيين في وضح النهار وبنفس المسدس ...انتشار للجريمة المنظمة وجرائم تبييض الاموال كل ذلك دليل واضح علي الرغبة في نشر الفوضى والرعب لدى المواطن التونسي حتي يشعر بعدم الاستقرار والاطمئنان.كل ذلك لا يمكن الا ان يحيلنا الى اننا امام لحظة تغلغل الدولة العميقة باليات العنف والفوضى والعدمية كلما تم المساس بمصالحها الحيوية وبنفوذها المنتشر في مؤسسات الدولة ومفاصلها مستعملة في ذلك نفوذها الداخلي والخارجي للتاثير في القرار السيادي للدولة بطريقة غير مباشرة عن طريق القتل والترويع.
ان الواجب الوطني والمسؤولية التاريخية يحتمان علينا اليوم ان نصرح اننا امام اخطبوط اوشبكة من الفساد نمت وترعرت قبل الثورة و تحاول اليوم عن طريق نفوذها المالي و الاعلامي والسياسي والجمعياتي بالاضافة الى الاستعانة ببعض الحرس القديم الذي مازال يعشش وللاسف في بعض المواقع السيادية والامنية وبالتعاون مع المخابرات الاجنبية التي صار يقلقها ان ترى الدولة التونسية تسير نحو البناء الديمقراطي والمؤسساتي بعيدا عن الشخصنة وفي قطع مع الماضي ولو بخطى متعثرة ا حيانا ومترددة احيانا اخرى.ان هذا المفهوم "الدولة العميقة" الذي يعبر عن وجود جملة من لوبيات الضغط التي تتفرع في عديد المجالات الاعلامية والمالية والاقتصادية بالاضافة الى المجال الامني تسعي في علاقتها ببعض المخابرات الاجنبية ولوبيات الفساد في بعض الدول المجاورة الى ضرب المصالح الحيوية والاستقرار للدولة الوطنية كلما احست ان هناك خطرا داهما يهدد مصالحها .وان المتامل في التاريخ السياسي للتجربة التركية او امريكا اللاتينية قد يفهم اننا بصدد المرور بنفس التجربة و بنفس الوسائل فتركيا في سنوات القرن الماضي عاشت صراعا طويلا وفق خطة محكمة وطويلة النفس لمجابهة ابشع الجرائم التي ارتكبتها اقوى شبكة منظمة للدولة العميقة المعروفة باسم ارجنكون . من المهم أن نبحث قليلاً في خلفيات نشأة الدولة العميقة بهذا المعنى في تاريخ تركيا الحديثة؛ فربما نعرف منها ما الذي يحدث في تونس هذه الأيام ولماذا يحدث..
حسب المؤرخيين والخبراء كانت تركيا من أول دول العالم التي غرست فيها المخابرات « نواة ما عرف فيما بعد باسم الدولة العميقة، وذلك في سنة 1952 ، وكان الهدف الأساسي هو التحكم في قرارات قيادات الجيش، وصناع القرار والمسئولين السياسيين الكبار في مختلف مواقع السلطة والإدارة العامة في الدولة التركية. وبمرور الوقت تضخمت «الدولة العميقة» غير الرسمية، حتى أضحت دولة موازية للدولة التركية الرسمية. وكلما كانت تركيا تتجه خطوة نحو التحول الديمقراطي بإجراء انتخابات حرة ، تحركت أركان الدولة العميقة وأشاعت الفوضى بأعمال العنف في البلاد لإجهاض هذه الخطوة وإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها.
وهكذا عانت تركيا من سلسلة جرائم بشعة ارتكبتها «الدولة العميقة» ولم تتوقف عن ارتكابها منذ سبعينيات القرن الماضي.
وقد الت وقائع المواجهة بين حكومة أردوغان والدولة العميقة بطريقة «خطوة خطوة» التي بدأت بإلقاء القبض في جويلية سنة 2007 على عدد من المتهمين العاديين كانت لهم صلة بأعمال إرهابية وتخزين أسلحة في أحد مساكن اسطنبول. ثم تطورت المواجهة في مارس وجويلية من عام 2008، عندما تم القبض على مجموعة أخرى مكونة من 14 شخصاً كانوا يشغلون مناصب رفيعة، منهم مثلاً زعيم حزب العمال المعارض، وقائد سابق للأمن الداخلي، وقائد سابق للجيش الأول التركي. وفي خطوة ثالثة تم القبض على 84 متهما جديداً في قضية الأرجنكون أيضاً، وفي تلك المرة تصاعدت حملة القبض وشملت ذوي مناصب أرفع من سابقيهم، كان منهم ثلاث من قيادات الجيش المتقاعدين، وعدد آخر من رجال الجيش والشرطة وبعض الصحفيين ورؤساء الجامعات المتقاعدين. ثم تواصلت الحملة في جوان 2009 باكتشاف مؤامرة عرفت باسم «مواجهة الرجعية» دبرها بعض قادة الجيش من سلاح البحرية. وكان المقصود هو التمهيد لانقلاب عسكري والإطاحة بحكومة العدالة والتنمية بعد انتخابها في ديسمبرالى تفكيك الدولة العميقة بتركيا ومواجهتها.
تجربة اخرى جديرة بالبحث مع الدولة العميقة اذ بعد الحرب العالمية الثانية ونشوب الحرب الباردة بين المعسكرين الراسمالي والاشتراكي استانفت الدولة العميقة رحلتها الي القارة الامريكية فدفاعا عن المصالح القومية الامريكية والمصالح الراسمالية في العالم ضد الشيوعية اعطي الرئيس الامريكي ترومان امره بانشاء الوكالة المركزية للمخابرات ومكتب التحقيقات الفيدرالية في اربعينات القرن الماضي وكان هذا الحدث حسب بعض المؤرخين لحظة ميلاد الدولة العميقة في الولايات المتحدة الامريكية والتي نظمت مئات العمليات السرية والانقلابات في العالم وبالاخص في امريكا اللاتينية .
اما اذا خصصنا وتاملنا الواقع السياسي التونسي مابعد الثورة فان يجب ان ندرك خصائص ميلاد الدولة العميقة اثر الثورة التونسية وتغلغلها ما بعد انتخابات 23 اكتوبر .
اذ انه خلال الفترة الاولي بعد الثورة شهدنا فرارا لرجال اعمال ووزراء من النظام السابق ورموز للفساد سيدة العقربي نموذجا وغلق للملفات الفساد ورفع لتحجير السفر علي الامين العام السابق للاتحاد التونسي للشغل وتشكيل لعديد من الجمعيات والاحزاب السياسية التي هي في حقيقة الامر جزء من منظومة الفساد والاستبداد القديمة.
خلال تلك الفترة ا تشكلت ايضا جملة من اللوبيات القديمة / الجديدة وتركزت تحالفات مالية وسياسية بدات تتموقع من جديد للتاقلم مع واقع ما بعد الثورة وتحضيىرا لدور جديد .
في تلك الاثناء لعب رجال المال الفاسد دورا كبيرا في ضح الاموال واستقطاب الشخصيات بدعم خارجي للدفاع عن مصالحها وبحضور اعلامي يومي للتاثير علي الراي العام والوصول لبيوت التونسيين .
في فترة ما بعد الانتخابات والشروع في مسار العدالة الانتقالية والتاسيس لمؤسسات الدولة وانطلاق البناء لمؤسسة الامن الجمهوري بالاشتراك مع منظمات حقوقية داخلية وخارجية اصبحت مصالح لوبيات الضغط القديم/ الجديد مهددة بفقدان مواقع استراتيجية ولمصالح حيوية خاصة مع تتالي ارتفاع الاصوات الحقوقيية بضرورة مكافحة الفسادة والمحاسبة القضائية .
هنا نفهم اذا ان من هو مهدد في مصالحه الاستراتيجية المالية والسياسيةهو المستفيد الاول من تقويض المسار الانتقالي ونشر حالة الفوضى والهلع التي نعيشها اليوم .الحل بالنسبة لهم اذا هو ايجاد تحالفات داخلية وخارجية تشترك في الهدف والغايات.والكثير هم المتضررون من نجاح المسار الانتقالي في تونس بغض النظر عمن يحكم لان اليات الديمقراطية والشفافية والراقبة هي ضرب لمصالحهم العميقة والمتشعبة فمافيا المال والسلاح لن يساعدها وجود اليات ديمقراطية حقيقية في بلد مثل تونس او ليبيا او مصر ولكنها يمكنها ان تستفيد كثيرا من حالة الفوضى بما يودي لانتعاش تجارتها و تكديس اموالها في انتظار تاسيس لنظام سياسي يحمي مصالحها ونفوذها الداخلي والخارجي فمن يفقد نفوذه السياسي غير المباشر حتما سينتهي به الامر الي الافلاس المالي وهو ما يفسر التدخل الواضح للوبيات المال في الشان السياسي عبر عديد الاليات ومحاولة ايجاد حلفاء في عديد الهيئات والمنظمات الوطنية التي لها التاثير الواضح في الراي العام وفي القرار السياسي .
ولان الوضع الذي تعيشه تونس اليوم ليس منفصلا عن تجارب حديثة من بلدا ن الثورات العربية كمصر وليبيا والتي تعيش نفس الازمات والمحاولات للانقلاب على المسار الانتقالي او عن تجارب سابقة كالوضع الجزائري خلال التسعينات .حتى ان بعض السياسيين الجزائريين كالديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت وخبراء اخرين رجحوا ان نفس السيناريو الجزائري بصدد اعادة نفسه خاصة بعد اغتيال ثمانية من جنودنا البواسل بجبل الشعانبي بطريقة بشعة وكانت رائجة في الجزائر خلال التسعينات فالمخابرات الجزائرية وحسب كريم مولاي المنشق عن المخابرات الجزائرية والذي كشف خلال حوارت اعلامية سابقة انطلاقا من سنة 2010 عن وسائل واليات عمل المخابرات الجزائرية في تلك الفترة حيث كان تسعي للتنكر في ازياء اسلامية ووضع لحي اصطناعيية للايهام بتورط الجماعات الاسلامية وقد ذكر بعض المجازر التي ارتكبت في حق المواطنين الابرياء في الجزائر سنة 1992 وفي رد علي بعض الاسئلة في حوار صحفي هذا ما قاله " بالنسبة لمجزرة بني مسوس التي نفذت ليلة 31 ماي 1997، والتي تمت خلالها تصفية 200 مدني بريئ . لا مجال للشك إطلاقا بأن أمر التنفيذ صادر عن الجنرال توفيق شخصيا. وبتقاطع بعض المؤشرات، وهذه مهمتي، بعضها زودني بها عبد اللطيف ابن أخ الجنرال شخصيا، الذي كانت تربطني به علاقة صداقة، توصلت الى هذه الخلاصة. خلاصة تؤكدها فيما بعد سيطرة الجنرال والمحيطين به على الاراضي المتواجدة في مكان المجزرة ومحيطها، بطبيعة الحال حاولت مديرية المعلومات والأمن التغطية على مسؤوليتها ونسبت المجزرة لعناصر الجماعة الاسلامية المسلحة."
كذلك لايمكن ان يخفي على احد قلق وانزعاج بعض الجنرلات واصحاب النفوذ في الجزائر من الثورات العربية بتونس وليبيا خاصة بل الاكثر من ذلك هو نتائج الانتخابات الاخيرة التي تذكر بنفس النتائج في الجزائر خلال التسعينات اذا بات من الواضح جدا ان تتحالف هاته المصالح في الداخل والخارج وان اختلفت الاسباب.
وحسب تصريحات للقيادي في حركة رشاد محمد العربي زيتوت فان جنرالات الجزائر هم من وراء مجزرة الغدر والخيانة لجنودنا بجبال الشعانبي و اكد ان الجزائر زادت في عدد عناصرها بالسفارة الجزائرية بعد الثورة في تونس
اذن بات من الواضح ان الدولة العميقة في تونس قد تشكلت وتغلغلت وهاهي الان تمر الى مرحلة بث الرعب والاغتيالات بالتنسيق مع جهات اجنبية .
وحيث لا يخفي علي احد ان ترك رجال اعمال فاسدين امتدت نفوذهم داخل تونس وخارجها دون محاسبة لا يمكن الا ان يؤدي الي هاته النتيجة والحالة التي نعيشها اليوم.
و لان الايادي المرتعشة لاتقدر علي البناء وجب محاسبة كل من تورط في جرائم سابقة والجرائم التي ترتكب اليوم دون هوادة او تردد ذلك كلما زاد التردد في القضاء علي الفساد زاد الفساد قوة وانتشارا....المسار صعب نعم ولكنه ليس مستحيلا ويجب ان يبنى بكل صبر وثقة في النفس وفي هذا الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس من الانفس والدماء والابناء للتخلص من الاستبداد والفساد من اجل الكرامة.
ومن رفض كاس الذل التي تجرعها زمن بن علي لن يقبل استبدادا جديدا من اجل الحفاظ على منظومة لا تخدم الا مصلحة مجموعة ضيقة وليس مصلحة المجموعة الوطنية .
امام كل هاته المعطيات واحتراما واجلالا لارواح شهدائنا الذين اغتيلوا واحتراما لجنودنا البواسل الذين غدروا في جبال الشعانبي يجب ان نطرح الاسئلة التالية علي القائد الاعلى للقوات المسلحة السابق الجنرال عمارباعتباره من" تعهد بحماية الثورة التونسية" وهو من كان مطلعا على كل الخفايا الامنية وهو ما يتضح من تصريحاته الاعلامية الاخيرة ....
1/لماذا وكيف في ظل وجود ادارة امن عسكري متطورة ولها من الخبرة يقع اجتياز الحدود وادخال كميا ت هائلة من السلاح علي مراحل مختلفة من طرف ارهابيين ويصل الامر حد التواطئ مع جنود من الجيش التونسي "البدري التليلي" مثالا حسب تصريحات وزارة الدفاع التونسية جانفي 2013
2/ ما سر لقائاتكم وسفركم المتواصل للجزائر ولقاؤوكم بعديد الجنرالات خلال فترة حكومةالباجي قائد السبسي
3/ لماذا لم يقع استخدام المعدات الكاشفة للالغام والاخرى الكاشفة لوجود العبوات الناسفة بالسيارات ومعدات اخرى اقتنتها وزارة الدفاع خلال سنة 2012 وبطلب من ادارة الامن العسكري وكانكم تنباتم بوجود اعمال ارهابية
3/لماذا تلقيتم سيارة فخمة مصفحة كهدية من دولة قطر بعد سقوط النظام الليبي
4/لماذا لم تصارحوا الشعب اتونسي بحقيقة 14 جانفي 2011 اذ لم يطلب منك في الاجتماع بوزارة الداخلية بمسك السلطة بعد فرار بن علي بل ان الصراع كان علي اشده بينكم وبين علي السرياطي ورضا قريرة وزير الدفاع السابق المسجون بامر من الباجي قائد السبسي وكان التسابق للوصول لقرطاج ونذكر بان علي السرياطي هو من طلب من سمير الطرهوني بضرورة قطع الطريق عليكم والاتصال بفؤاد المبزع ومحمد الغنوشي الوزير الاول السابق في عهد بن علي وذلك بعد ان طلبت القبض عليه واستغل بقاء هاتف خلوي اخر لديه بعد ان سلم هاتفه الاول ليقوم بذلك حتي لا تتمكنوا من القاء الخطاب الهام والذي اعلنت عنه القناة الوطنية اثر فرار بن علي ولكن الغي هذا الخطاب لان سمير الطرهوني اتصل بمحمد الغنوشي وفؤاد المبزع .
5/ كيف علمتم بوقوع عمليات ارهابية وتفجيرات بجبل الشعانبي في المستقبل كما قلتم ذلك في حواركم التلفزي الاخير.
6/يهمنا ايضا ان نعرف طبيعة علاقتكم ايها الجنرال برجل الاعمال كما ل لطيف .
ايهاالجنرال ان مصارحة الشعب التونسي ضرورة ملحة وقبل فوات الاوان خاصة ونحن في هاته الظروف العصيبة واحتراما للجنود البواسل الذين تفانوا في خدمة تونس لا من اجل الكراسي اومن اجل الامتيازات بل حبا في تونس لذك بات من الواجب مصارحتهم واذ نحيي فيكم امتثالكم لقواعد اللعبة ونزعكم للزي العسكري حتي تتمكنوا من الدخول عالم السياسية خاصة بعد اقتراحكم كرئيس لحكومة الانقاذ الوطني التي يعتبر مهندسها الاول الباجي قايد السبسي ولعله هو الاعتراف بالجميل ...
لذلك من حقنا نحن شباب تونس ومن حق الشعب التونسي فهم ما يحصل وكيف حصل ولماذا الان .
عاشت تونس حرة مستقلة شامخة ابد الدهر
الاستاذة نجاة العبيدي
محامية وناشطة حقوقية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.