دعا الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر الشيخ علي بلحاج القيادات السياسية في كل من مصر وتونس إلى "الاتعاظ بالتجربة الجزائرية وعدم تكرارها في بلدانهم، تحت يافطة الحرب على الإرهاب". ونقلت "قدس برس" عن بلحاج خشيته من أن تعمد سلطات ما أسماه ب"الانقلاب العسكري" في مصر لتكرار النموذج الجزائري في اعتقال القيادات السياسية للتيار الإسلامي وحل الأحزاب السياسية التي تجمعهم. وقال: "ما يحدث من تجاذبات سياسية ومواجهات أمنية أحيانا في مصر يثير لديّ الكثير من المخاوف من أن تتجه القيادات الانقلابية في مصر إلى تكرار الخطأ الجزائري لحل الأحزاب الإسلامية وسجن قياداتها، وهذا معناه من الناحية الواقعية غلق جميع المنافذ السياسية أمام قواعد هذه الأحزاب ودفعها دفعا إلى العنف كما حدث في الجزائر، حين تم اعتقال قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ وحل الحزب وبقيت القواعد بدون قيادات مما فتح الباب على مصراعيه أمام الاختراقات وأعمال العنف". وأضاف: "نحن ننصح القيادات السياسية في مصر إلى أن يتعظوا بالتجربة الجزائرية، وأن لا يقعوا في ذات الأخطاء التي لازلنا ندفع ثمنها في الجزائر إلى يوم الناس هذا". وانتقد بلحاج الموقف العربي والإسلامي مما يجري في مصر، وقال: "ما يثير الأسف حقا هو أنه لم يصدر عن المؤسسات العربية الرسمية سواء جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أو رابطة العالم الإسلامي أي موقف يستنكر اعتقال رئيس بحجم الرئيس المصري كان قبل اعتقاله ملء السمع والبصر فإذا به بين عشية وضحاها يتحول إلى معتقل بين أربعة جدران، ولم يزره أحد غير ممثلة الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون، والآن وفد من الاتحاد الإفريقي، وهذا يفتح الباب أمام التدخل الأجنبي ويعرض السيادة المصرية للخطر". وأضاف: "نحن نأمل أن لا تصل التجربة المصرية لذات ما وصلت إليه التجربة الجزائرية، لا شك أن المخابرات الدولية تعمل بشكل كبير في الساحة المصرية، حتى لو كان هناك خط رجعة للمصالحة فإنهم سيجهضونها".