تونسيون في المهجر ضد الانقلاب على الشرعية بيان تأسيسي: تشهد أمتنا العربية والإسلامية محاولات انقلابية شرسة ضد الشرعية الثورية التي أسستها ثورات الربيع العربي المعاصر في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا النازفة الشهيدة المقاومة السائرة بإذن الله تعالى طريق التحرر من جهة، وضدّ الشرعيّة الانتخابية التي أفرزتها الصناديق الشفّافة التي أسّستها الدّيمقراطيّة النّاشئة المدعومة بالعزم الثوري في هذه البلدان، والتي جاءت نتائجها ناسفة للاستبداد الذي استمرّ عقودا طويلة بدعم من قوى دوليّة تعادي الخيار الوطني في بلداننا العربية والإسلاميّة من جهة أخرى. محاولات انقلابيّة أو هي ثورة مضادّة تدعمها الدولة العميقة وبقايا الفساد الذين لم يحسن الثوريون التعامل معهم، فقد كان يجب محاكمتهم في محاكم ثوريّة استثنائية كي يقع اجتثاث الفساد من أصوله. فلمّا رفق الثوريون والحكومات القادمة ديمقراطيّا إلى الحكم بهم تقالّوا شأنهم فاستعملوا وسائلهم الخبيثة وخاصّة منها الإعلام الهابط وبعض الاتّحادات وفي مقدّمتها الاتّحاد العام التونسي للشغل وبعض المنظّمات وفي مقدّمتها منظمّة حقوق الإنسان للتوهين والتخذيل والتشكيك في الكفاءة والوطنيّة فانعدمت الثقة أو كادت ومالت النّاس على الشائعات تضخّمها وتصدّق الكثير منها. ثمّ استعانوا في مناوراتهم بما غمض على الجميع شأنه، فكان الإرهاب طريقهم ووسيلتهم يرهبون ويرهّبون من "الإرهاب"، حتّى صار فينا القتل. كلّ ذلك من أجل القضاء على آمال أمة لم تخرج لمّا خرجت منتفضة لهوا أو سياحة بل خرجت لتؤسّس نمط عيش جديد يكون الفرد فيه حرّا غير تابع عزيزا غير ذليل قويّا بالحقّ غير موهَّن كريما محاربا للؤم واللئام عدلا مقسطا مقاوما للظلم والحيف والجور فاعلا حاطما للقهر وأسبابه. خرجت الأمّة منتفضة ليكون الإنسان إنسانا حقّا لا يتكفّف منظّمات "حقوق الإنسان" لفتة قد لا يحظى بها. صنعت الأمة العربية والإسلامية في السنوات الثلاث الأخيرة مهدا جديدا لنهضتها واستعادة سؤددها التليد، وذلك بالثورة أولا على أزلام النظام الدولي البائد الذي يفرض علينا الاحتلال الصهيوني لأرضنا المباركة في فلسطين بمثل ما يفرض علينا التخلف العلمي والتراجع القيمي ثم تدعّم ذلك بثورة صناديق الاقتراع التي بوّأت الوطنيين الصادقين لخدمة الثورة وتحقيق مطالبها من بعدما تبين أنّ خدمة الأمة لا تكون إلا بالوفاء لهُويتها الوطنية الجامعة. ولم يكن ذلك الصنع العجيب بمنأى عن امتعاض العدو المتربص بنا على التخوم من جهة ولا بمنأى عن حركة الحقد الدفين لعبيد القهر فينا ممّن ألفوا الاستعباد والرق من جهة أخرى، فكانت الثورة المضادة التي تقودها الدولة العميقة سيما في مصر وتونس حيث أقدمت أحذية العسكر القذرة في أرض الكنانة على اقتراف المحظور المتمثّل في الانقلاب العسكري الصريح ضد ثورة 25 يناير، وضد إرادة الشعب التي ترجمتها الانتخابات والتي كلف بمقتضاها الدكتور محمد مرسي لقيادة البلاد. وعبثا حاول أعداء الثورة في تونس استنساخ المسرحية المصرية سيئة التأليف والإخراج حيث لم يسعفهم ذكاؤهم السياسي إلا للمطالبة بحل المؤسسة الشرعية الوحيدة في البلاد أي المجلس الوطني التأسيسي وهو ثمرة الثورة وثمرة انتخابات 23 أكتوبر غير آبهين بأنّ ذلك يفضي بالضرورة إلى الفوضى والمجهول بل هو طريق معبد لعودة أزلام العهد البايد وغير عابئين بالجهد والوقت اللذين صُرفا بأثمان ضدّ باهضة تحمّلها الاقتصاد والمجموعة الوطنيين. وبالنظر إلى خطورة الموقف ودقته ، وباعتبار الثورة العربية الراهنة هي درب النهضة والحرية والتحرر والعدالة والتقدم من جهة واعتبار أنّ إرادة الشعوب هي من إرادة الله سبحانهوتعالى، فإنّ الموقعين أسفل هذا يعلنون عن تأسيس مبادرة تحمل اسم: تونسيون في المهجر ضدّ الانقلاب على الشرعية وذلك لخدمة الأهداف التالية: 1 - المساهمة من جانبنا(نحن أبناء المهاجر) في استعادة الشرعية المغتصبة في مصر والحيلولة دون تهددها في تونس والتوقي لذلك في بقية بلدان الربيع العربي. 2 - المساهمة في بثّ الوعي الفكري والوطني اللازم بضرورة مقاومة فلول النظام العربي السابق أو ما سمّي بالدولة العميقة التي تعمل على إلغاء الثورة العربية وثمارها الانتخابية. 3 – العمل على توسيع دائرة الانتصار للشرعيّة الثوريّة والانتخابيّة باعتبارهما قوارب الإقلاع من دنيا الاسترقاق إلى دنيا التحرر ومعانقة الكرامة والعدالة وتحقيق الوحدة الوطنية اعترافا بالتعدد الإيجابي النافع. العمل على توسيع ذلك في مهاجرنا الأروبية وغيرها في اتجاه الأروبيين وغيرهم وكذلك في صفوف ودوائر أمتنا العربية والإسلامية بصفة عامة. 4 - المساهمة في دفع المسار الانتقالي وخاصة في تونس حيث تتهيأ البلاد إلى الانتهاء من صياغة الدستور الوطني الثوري التوافقي ومن ثم إلى إدارة انتخابات تشريعيّة ورئاسيّة تخرج بها من وضعيّة المؤقّت إلى وضعيّة الشرعي الدستوري. 5 - دعم ومناصرة كل حركة وكل عمل يهدفان إلى ترسيخ الديمقراطية في بلداننا العربية والإسلامية ويكافحان الانقلاب ضد الشرعية الشعبية ويقطعان مع التبعية الرخيصة لدوائر القرار الغربي. 6 - دعم ومناصرة قطار الثورة العربية وخاصة في سوريا النازفة الشهيدة المقاومة، وكذا في فلسطينالمحتلة باعتبار أنّ الهدف النهائي من الثورة العربية الراهنة هو تحرير الأرض بعزم الإنسان المحرّر. والله من وراء القصد. ألمانيا في : 06 أوت 2013 مقرر عام المبادرة الهادي بريك الناطق الرسمي الدكتور ايمن القاطري منسق عام الحبيب العماري ممثلي المبادرة الدنمارك عبد الحميد العداسي هولاندا محسن الزمزمي فرنسا عبيد المازوزي المانيا كيلاني مسيليني كندا محمد بن جماعة افريقيا حمادي الغربي أميل المبادرة