الجزائر:حمل الرجل الثاني في "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" في الجزائر الشيخ علي بلحاج مسؤولية الدماء التي سالت في مصر اليوم جراء ما قامت به القوات الأمنية والعسكرية مع معتصمي ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة"، لوزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي ومن دعمه من دول الخليج العربي وعلى رأسهم دولتي السعودية والإمارات العربية المتحدة". ورأى بلحاج في تصريحات ل "قدس برس" أن ما أسماه ب "وحشية الهجوم" الذي تعرض له معتصمو رابعة والنهضة، دليل فشل للإنقلاب وليس تعبيرا عن قوة ونجاح، وقال: "ما حدث اليوم الاربعاء (14|8) في مصر كارثة إنسانية وسياسية وأمنية سيعرف المصريون والعالم العربي والإسلامي آثاره المدمرة على المستويين المتوسط والبعيد. ما حدث اليوم يدل على أن القيادات التي اختطفت المؤسسات العسكرية في العالم العربي والإسلامي لا تؤمن لا بشرع ولا بديمقراطية ولا بحقوق إنسان، هم عبارة عن مجرمين بنياشين وبدلات عسكرية تحتها قلوب سوداء وحشية لا تعرف الرحمة والشفقة مهمتها ممارسة الوصاية على شعوبنا، ولا نملك في هذه الحال إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون". وأضاف: "إن هذه الأرواح التي مضت إلى ربها اليوم في مصر هم عنوان العزة والكرامة والأنفة والدفاع عن الشرعية في مقبل الأيام، وتلك طبيعة الحياة أن الشعوب التي تقدم التضحيات هي الشعوب الخليقة بالحرية والحياة الكريمة". وأشار بلحاج إلى أن مأساة الجزائر تعاد اليوم في مصر، وقال: "ما يجري اليوم في مصر هو نفسه الذي عرفناه في الجزائر في تسعينات القرن الماضي، عندما انتصر الاسلاميون في الجزائر عن طريق صناديق الاقتراع الشفافة تم حل الجبهة الإسلامية للإنقاذ وحلوا الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية والعروبية، وأفسحوا المجال للأحزاب الليبرالية الفاشلة ليلعبوا دور الوسواس الخناس الذين يأكلون الشوك بأفواه غيرهم". وأضاف: "ما يجري اليوم في مصر له تداعيات خطيرة على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وأخشى أن الذين قاموا بمراجعات فكرية في العالم الإسلامي ونبذوا العمل المسلح وقبلوا بالعمل السياسي هؤلاء ربما بدأوا يراجعون أنفسهم وأخشى أن يعودوا إلى ما كانوا عليه، هذا هو الخطر، لأن الانقلابات العسكرية والانظمة الاستبدادية هي الجذور الأساسية للإرهاب، ولذلك ما لم يحصل الإفراج عن المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي فإن ما يجري ستكون له آثاره السلبية". وحمل بلحاج المسؤولية في دماء المصريين للقيادات العسكرية وداعميها من القيادات الخليجية، وقال: "أحمل السؤولية في ما يجري اليوم في مصر إلى القيادات العسكرية المصرية وتحديدا عبد الفتاح السيسي والدول الخليجية وعلى رأسهم السعودية والإمارات العربية المتحدة، كل قطرة دم مصرية سالت وتسيل يتحمل مسؤوليتها أمام الله ليس السيسي وحده وإنما من ساندوه بالمال والإعلام والسند السياسي، والدماء التي سالت اليوم من المصريين ستبقى سبة في وجه حكام السعودية والإمارات إلى أبد الدهر، لأن هؤلاء ساعدوا الفلول". وانتقد بلحاج الموقف الجزائري من الأزمة المصرية، وقال: "الموقف الجزائري موقف مخزي حقيقة، وإني لأعجب كيف أن الرئيس بوتفليقة عندما زار تشيلي التقى ابنة زعيمة التشيلي وأشاد لها بصمود والدها في مواجهة الانقلاب بينما يصمت عما يحدث في مصر، لا بل إن الجزائر تستقبل مسؤولي الانقلاب وكأنها تريد أن تصدر لهم تجربتها في وأد الديمقراطية"، على حد تعبيره.