الشرط الاساسي لنجاح الحوار هو استبعاد اليسار المتطرف من المشاركة فيه ...فاذا كان الاتحاد وبعد انسياقه "الصّوفي " وراء اليسار المُنْفلت قد ادرك ولو تحت وَطْ ء الفشل الذريع لاشهر من المحاولات اليائسة لتهييج الشعب ودفعه الى الفوضى ..اذا كان الاتحاد قد عاد اليه "رشده "واستفاق من الغثيان اليساري والاحلام البدائية ويريد فعلا ان يُتَوّج هذه الانتكاسة غير المسبوقة في تاريخه بشيء من ماء الوجه فلا مناص من ان يُدير وجهه عن اليسار الفوضوي ويُقصيه من الحوار ويترك موائد النّواح ومراسم العزاء واحتفالات التّبَاكي لاصحابها ...فاليسار يفسد المشهد التونسي ويشوّه جمال الوطن ولم يعد بامكانه ان يقدم شيئا مفيدا للبلاد عدى الفوضى والاشاعات والتغريد خارج سرب السيرورة التاريخية والتحولات الاجتماعية ...فقد عودنا اليسار ومنذ عرفناه في السبعينات بقلّة الجدّية وانعدام المسؤولية فضلا عن عدم امتلاكه لاليات الحوار وادابه ومقتضيات المشاركة والتوافق والتخلص من الانانية الحيوانية والتمركز على الذات وهي كلها من الصفات البدائية زمن المشاعية .....كما ان اليسار المتهاوي لم يعد يمتلك من الرصيد البشري غير اشخاص مستهترون بكل قيم النزاهة والتعامل الراقي واحترقت كل اوراقه تحت نيْر الاستهانة بارادة الشعب وهويته والحقد الدفين الذي يكنّه لمن لم يحذو حذوه في "خرافات الجدلية المادية والفلسفة الماركسية بمشتقاتها وبالتالي اصبح يفتقر حتى لاشخاص قادرين على المشاركة في الحوار من اجل تقديم بدائل والتفاعل مع الاخر باعتباره شريكا .....فاصبح بذلك "ماكينة" لصناعة الفتن والحقد والكراهية والتشكيك و"اسودة" المستقبل وتحويل فشله وعجزه الى بطولات في التعطيل والتخريب والانحراف ...فمن باب المسؤولية التاريخية ان يجمع كل الفرقاء السياسيين الذين يستشعرون حرج اللحظة ورحابة المستقبل التونسي على اقصاء كل عوامل الفشل ولعل اهمها هو اليسار الفوضوي الهمجي. المنجي السعيدي 30 سبتمبر 2013