ان الدعوة الى المصالحة في تونس و ما تقوم به النهضة من تنازلات لا يجب ان تفهم الا انها من اجل مصلحة تونس و لكن للأسف هناك من لا يهمه الا استغلال اي شيء لمئارب شخصية... فبينما يحاول المخلصون في تونس جاهدين للوصول بالبلاد الى بر الأمان و كل المصلحين في بلادنا يحاولون جاهدين ان يتم نزع فتيل بل "فتائل" الأزمات و التصدعات و التفرقة و الإرهاب بين بني وطننا على مختلف آرائهم و مشاربهم ، بينما يجاهد البعض في هذا الاتجاه تجابه هذه التنازلات و الدعوات الى التصالح بكل أسى و أسف بتعنت بعض الساسة و المفسدين الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية و مصالح من يقودونهم او يوجهونهم لمئارب غير وطنية فيتصرفون بكل كبر و غباء و عنصرية و عنتريات و عنجهيات ... و يستكبرون و يستعلون على الآخرين و هذا آس الداء و البلاء كله.... فيضربون اقتصاد البلاد بنشر الرعب و الإرهاب حتى و لو كان مزيفا و يفبركون الارباكات و المؤامرات تلو المؤامرات و و يستخدمون كل الأساليب و الوسائل و يذهبون في ذلك كل مذهب من ترويع الآمنين و دخول عناصر امن لقنوات تلفزية و استباحة بيوت الناس و دخول دوريات امن عنوة على العائلات الآمنة في منازلهم .... و يغذي كل ذلك أعلام خائن يؤججه و يوجهه ساسة و للأسف ذووا نعرات و أيديولوجيات لا برنامج لها الا "معارضة كل شيء" دون "تقديم اي شيء" يدفعهم في ذلك حقد دفين للدين فاعمى بصائرهم و جعل على عقولهم غشاوة و في قلوبهم تحسس و توجس فكلما ذكر اسم الله او الاسلام ثار في نفوسهم الذعر و أشاعوا الذعر في قلوب الناس و جفلوا كما تجفل البهائم رأت أسدا.... و اخرون خروفوا و ردوا الى ارذل العمر حتى لم يعد الواحد فيهم يعلم انه يقول الشئ و ضده في نفس الوقت و انه لا يستطيع المشي الا و يكبو و لا يستطيع حتى الكلام الا و يسقط طقم أسنانه و لكن كل ذلك لا يخجله من نفسه و كيف يخجل من ذلك و هو الذي لم يخجل من نتائج ما قدم و هو الذي حكم من اول ما بدا الحكم في تونس و ما وضع تونس اليوم الا نتيجة عمله فلو كان في عمله خير لكان الشعب التونسي اليوم في خير لان نتائج اليوم هي حصاد السنين الغابرة و اعمال الحاضر ستكون لها نتائج و حصاد في المستقبل و نرجو ان تكون خيرا ان شاء الله... فمن يرى وضع البلاد و يؤكد انه لا يعجبه و يتبجح بذلك بينما هو أساس البلاء فيه و يحاول استخدام ذلك و توضيفه لنفسه دون خجل و لا يكون في معظم الأحيان من أجوبته الا الاستهتار و الاستكبار و طرق "أجوبة الشوارعية".... ما لم ينتبه الشعب التونسي الى أمثال هؤلاء و يضع كلا منهم في حجمه و يقوم بعزلهم (كما عزل المشروبات الغازية التي خرجت عنها دعاية الخمر) فيطفئهم و يحد من خطرهم، ما لم يتم ذلك مع اضافة قيام الأمن بواجبه "الجمهوري" على أحسن وجه، اقول ما لم يتم ذلك كذلك فان الإشكالات القائمة الان في تونس لن تنته سريعا.... و في ذلك عناء للتوانسة شديد و لكن باختيارهم لترددهم و التردد في السير يكون السبب الرئيس في الحوادث. من الفرضيات للإرهاب ان من بين من يشعله من فترة الى اخرى هناك فرضية السياسيين و هناك فرضية السلفية الجهادية او أنصار الشريعة على ما أظن... و كل الحالات فان المنفذين للعمليات الإرهابية مواطنين توانسة و خاصة منهم صغار السن و عليه فمن واجبنا كمواطنين ان ننتبه الى أبنائنا و الى تبليغ الأمن على اي شك و لو من باب الشك و نترك للأمن دراسة البلاغ... نحن بهذا لا نكون "قوادة" او اي كلام فارغ اخر إنما نحن بهذا نحمي وطننا و مواطنينا و أبنائنا الذين قد يكونون قد غرر بهم ... و بهذا نعطي للجميع فرصة كي يتخذ الأمن الاحتياط اللازم فقد ينقذ شابا قد تم عمل "غسيل مخه" و إنقاذ اي كان قبل فوات الأوان و بالتالي إنقاذ وطننا. د / ابراهيم ميساوي