الانقلاب الصيفي يحل اليوم السبت 21 جوان 2025 في النصف الشمالي للكرة الأرضية    بايرن ميونخ يفوز على بوكا جونيور و يتأهّل إلى ثمن نهائي كأس العالم للأندية (فيديو)    بعد فوزه على لوس أنجلوس... الترجي الرياضي يدخل تاريخ كأس العالم    موجة جديدة من الصواريخ الإيرانية على إسرائيل: ضربات على تل أبيب، حيفا وبئر السبع، أكثر من 100 جريح    كأس العالم للاندية.. الترجي ينتصر على لوس انجلوس الامريكي    نتائج الباكالوريا 2025: تفعيل خدمة الرسائل القصيرة، والتوجيه الجامعي يسير بخطى ثابتة    أسرة عبد الحليم حافظ تُقاضي مهرجان "موازين" الدولي بالمغرب    في واقعة نادرة.. استخراج هاتف محمول من بطن شاب بعد عامين من ابتلاعه    كيف سيكون طقس السبت 21 جوان 2025؟    8 علامات تشير إلى بيع بياناتك الشخصية عبر الإنترنت.. احذرها    باجة: إستقبال شعبي لقافلة الصمود [فيديو]    وزارة الثقافة تنعى فقيد الساحة الثقافية والإعلامية الدكتور محمد هشام بوقمرة    وزير الاقتصاد.. رغم الصدمات تونس لا زالت جاذبة للاستثمارات    ترامب: قد أدعم وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل إذا سمحت الظروف.. مستعد للحديث مع طهران    22 سنة سجناً مع النفاذ العاجل في حق الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي وقيادات سابقة    في اختتام مهرجان « Bhar Lazreg Hood» منطقة البحر الأزرق .. معرض مفتوح لفن «الغرافيتي»    بين طموح التميز وشبح الإقصاء .. النموذجي... «عقدة » التلاميذ !    "الستاغ" تعتذر من حرفائها..وهذه التفاصيل..    الأحد: فتح المتاحف العسكرية الأربعة مجانا للعموم بمناسبة الذكرى 69 لانبعاث الجيش الوطني    باجة: نسبة تقدم الحصاد بلغت 40%.    بلاغ جديد من النجم الرياضي الساحلي    السبت 21 جوان تاريخ الانقلاب الصيفي بالنصف الشمالي للكرة الأرضية    قابس: أكثر من 250 مشاركا في الدورة 41 لمعرض قابس الدولي    وزارة الصحة تجدد دعوة الأطباء المقيمين إلى اختيار مراكز العمل    طبربة: إيداع مربي نحل السجن من أجل تسببه في حريق غابي    صحتك النفسية فى زمن الحروب.. .هكذا تحافظ عليها فى 5 خطوات    سحر البُن.. وعبق الإبداع والفن    زيارة وفد نيابي الى المركب الصحي بجبل الوسط: تراجع خدمات المركب بسبب صعوبات عدة منها نقص الموارد البشرية وضعف الميزانية والايرادات    ارتفاع لافت في مداخيل السياحة وتحويلات التونسيين بالخارج... مؤشرات إيجابية للاقتصاد الوطني    عاجل : أزمة جديدة تلاحق محمد رمضان    ارتفاع درجات الحرارة يسبب صداعًا مزمنًا لدى التونسيين    عاجل/ العامرة: إزالة خامس مخيّم للمهاجرين يضم 1500 شخصا    إزالة مخيم ''العشي'' للمهاجرين في العامرة..التفاصيل    وزير السياحة يؤدي زيارة إلى ولاية جندوبة    منصّة "نجدة" تساعد في انقاذ 5 مرضى من جلطات حادّة.. #خبر_عاجل    منتدى الحقوق الاقتصادية يطالب بإصلاح المنظومة القانونية وإيجاد بدائل إيواء آمنة تحفظ كرامة اللاجئين وطالبي اللجوء    هجمات اسرائيل على ايران: السعودية تحذّر.. #خبر_عاجل    "ليني أفريكو" لمروان لبيب يفوز بجائزة أفضل إخراج ضمن الدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة    النادي الإفريقي يعلن عن موعد الجلسة العامة الانتخابية    عاجل: اتحاد الشغل يطالب بفتح مفاوضات اجتماعية جديدة في القطاعين العام والوظيفة العمومية    من مكة إلى المدينة... لماذا يحتفل التونسيون برأس السنة الهجرية؟    حملة لمراقبة المحلات المفتوحة للعموم بدائرة المدينة وتحرير 8 مخالفات لعدم احترام الشروط القانونية (بلدية تونس)    ''مرة الصباح مرة ظهر''.. كيف يتغيّر توقيت اعلان نتيجة الباكالوريا عبر السنوات وما المنتظر في 2025؟    المنتخب التونسي للكرة الطائرة يختم تربصه بإيطاليا بهزيمة ضد المنتخب الايطالي الرديف 3-1    ''التوانسة'' على موعد مع موجة حرّ جديدة في هذا التاريخ بعد أمطار جوان الغزيرة    الأستاذ عامر بحببة يحذّر: تلوّث خطير في سواحل المنستير ووزارة البيئة مطالبة بالتدخل العاجل    عاجل/ عقوبة سجنية ثقيلة ضد الصّحبي عتيق في قضية غسيل أموال    كأس العالم للأندية: الترجي الرياضي يواجه الليلة لوس أنجلوس الأمريكي    بطولة برلين : من هي منافسة أنس جابر اليوم الجمعة ؟    كاس العالم للاندية : ريال مدريد يعلن خروج مبابي من المستشفى    عاجل/ طهران ترفض التفاوض مع واشنطن    تقص الدلاع والبطيخ من غير ما تغسلو؟ هاو شنو ينجم يصير لجسمك    عاجل/ سعيّد يكشف: مسؤولون يعطلون تنفيذ عدد من المشاريع لتأجيج الأوضاع    الأوركسترا السيمفوني التونسي يحتفي بالموسيقى بمناسبة العيد العالمي للموسيقى    بالفيديو: رئيس الجمهورية يشرف على اجتماع مجلس الوزراء...التفاصيل    خطبة الجمعة... ذكر الله في السراء والضراء    ملف الأسبوع...ثَمَرَةٌ مِنْ ثَمَرَاتِ تَدَبُّرِ القُرْآنِ الْكَرِيِمِ...وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ    أمل جديد لمرضى البروستات: علاج دون جراحة في مستشفى الرابطة.. #خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيد الرئيس ... الفتوى صدرت:حمادي الغربي


استحالة
بعد أن استحالت كل المحاولات و المناشدات والالتماسات و سُدت كل ابواب الحوارو نفذ صبر الصابرين و ضاقت الدنيا بما رحبت في وجه الموعودين الذين أحسنوا الظن بالسلطة بعد أن أمطرتهم بألاف الوعود الكاذبة، توسطت دول و قيادات محترمة و شخصيات معتبرة لإصلاح ما أفسدته السياسة و طيّ صفحات الماضي و التفكير في مستقبل البلاد و أمنها وتقدمها و ان كانت تدخلات المصلحين تعي حجم الصعاب و أصل الداء ، و ان كان أيضا النظام الحالي يُؤاخذ على الحركة الاسلامية في تورطها في أحداث عنف فردية وقعت في الماضي لا تمثل سياسة الحركة و لاتوجهاتها فإن النظام مُدان الى اخمص قدميه بانقلابه على الشرعية و الدستور و الاطاحة بالنظام السابق و الاستيلاء على السلطة و ما يتبعها من جاه ومال و عتاد و رقاب عباد و حتى الارض التونسية لم تسلم من تحويل حيازتها من ملك الدولة الى ملك افراد اسرته و مزاحمة الناس في أرزاقهم و ممتلاكاتهم غصبا .
لم تشفع الوساطات ولا مناشدات أهل الخير في ثني النظام عن بطشه و ظلمه لابناء الوطن الواحد بل زادته غرورا و إفراطا في التفشي و الاستعلاء و الاستكبار و الاستهتار .
تنازلات مجانية
ليس هذا فحسب ...فما أقدمت عليه بعض أجنحة الحركة الاسلامية التونسية من تنازلات و توسلات عبر رسائل تهنئة و مصالحات و وقوف بعض عناصرها على ابواب السفارة التونسية خلسة بالخارج لتسوية أوضاعها بدون ثمن أو من أجل وثيقة سفر لا تسمن و لا تغني من جوع أو التزام سياسة التهدئة والصمت من قبل البعض و تبني سياسة لا أسمع ،لا أرى ،لا أتكلم، طمعا في لفت انتباه النظام ليشهد على حسن سيرتهم و سلوكهم و الإلتزام التام بسياسة ضبط النفس و الاستسلام المطلق حتى يمنّ علينا بعطفه و حنانه وذلك للنظر في ملف بعض الاسلاميين لا غير و كأفراد و ليس كتنظيم أو كحزب سياسي .
و رغم هذه التنازلات المشينة لم تشفع لهم عند النظام بل قابلها بتعنت وغرور و أعاد سجن رمز الشموخ و العزة الدكتور شوروبعد أن قضى 17 سنة حبسا إنفراديا و كأني به يطالب المزيد من التنازلات و الاهانات و لم يرض بما سبق تقديمه و لم يشف غليله البتة،ولعله بذلك يريد منا أن نخلع ثيابنا و نكشف عن عوراتنا و نسير في شوارع العالم حفاة عراة لنكون فُرجة للناس و مفخرة له امام اسياده الغربيين لينال وسام شرف الخيانة والتبعية واستحقاق الولاء و النموذج الذي يجب أن يُحتذى به في العالم العربي .
نطق الصبر
فلو كان الصبر إنسانا لنطق من شدة صبرنا و تحملنا طول سنين العذاب والغربة والحرمان من الوطن والاحبة والاهل فضلا على زجّ الالاف من خيرة شبابنا في السجون و استشهاد الميئات منهم تحت التعذيب والمطاردة او بالموت البطئ المنظم ،أما الالاف الاخرى التي فرت بجلدها، لجأت إلى ما وراء البحار لتعيش تحت حماية دولية مكرهة تطلب الامان و حق الحياة أما عشرات الالاف الاخرى الباقية والمكبلة داخل السجن الكبير بأرض الوطن لا تجد ما تسد به رمق أطفالها بجريرة حجاب لبسته أمّ أو لحية أنبتها الله لأب أو سجدة سجدها شاب في مسجد غير الذي حُدّد له من قبل رجال أمن الدولة أو بصدقة تصدق بها تونسي لاسرة ربّها قابع وراء القضبان بتهمة شدة ارتداده على المساجد أو لاخوات إجتمعن لتلاوة القران في بيت إحداهن متلبسات بالتخطيط للانقلاب على الحكومة كما جاء في كثير من التقارير الملفقة و تماشيا مع النصوص الجديدة لقانون الارهاب الذي أختير لهذا الغرض لتصفية الاسلام و رجاله .
لو كانت الكرامة رجلا لعاتبتنا على الضعف و الهوان الذي حل بنا ،يُشتم الالاه و يُسب الرسول علنا ولا نهبّ لنصرتهم، يُعتدى على حرمات الله و لا نُبالي، تموت الانفس ظلما و قهرا و القاتل يسير على قبورهم و لا نقدر حتى على سؤاله، تُغتصب أخواتنا في وزارة الداخلية و تقتل اجنتهن في ارحامهن و كانه شيئ لم يكن ،و باسم القانون والحداثة يُغتال الاسلام و نمشي في جنازته خاشعين لان الاسلام ينهانا عن البكاء وراء الميت و لكنهم نسوا أو تناسوا أن الاسلام أيضا يُحرم قتل النفس و يجعلها جريمة كبرى يُعاقب عليها فاعلها بالاعدام،أو أننا نُؤمن ببعض الكتاب و نكفر ببعض أم هي سياسة المرحلة تستوجب التريث و الانتظار . يحدث كل هذا أمام مرئى و مسمع كل مسلمي العالم سائلين في حسرة و تعجب عن همة وغيرة وإيمان و إسلام الرجال التوانسة والدعاة والساسة والمصلحين والعلماء والشباب و الكتاب والصحفيين والمصلين والصائمين والحجاج والمعتمرين وحفظة القران...و القائمة تطول و لا حياة لمن تنادي .
المعارضة المأجورة
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن البطانة الفاجرة التي تحوم حول القصر و تُزين له أعماله و تقدم له نصيحة السوء لهي أشد عداوة له و تتمنى سقوط نجمه اليوم قبل الغد , و إن لم تصدقوني ، تمعنوا جيدا ، فغالبيتهم كانوا أعوانا للرئيس السابق و أبنائه و كانوا يعظمونه و يُمجدونه الى حد التأليه و لما انقلبت به السلطة انقلبوا هم أيضا عليه و أصبحوا يذمونه بعدما كانوا بالامس يمدحونه ،اما بعض المعارضة المدفوعة الثمن فهي تُمارس السياسة لكي تقتات منها و تعيش على هامش المناورات المحددة لها سلفا لتلميع صورة النظام و هيكله و في أغلب الحالات تُنفذ اجندة خفية ترسمها لها أصابع النظام للاطاحة بخصومه و النيل من المعارضة التي ما يزال فيها شيئ من الحياة ، إن المعارضة المأجورة التي تعيش على فتات أسيادها شاهدة على تجاوزات و جرائم النظام في حق شعبه و إسلامه و مواطنيه و لكنها لا تقدر أن تبوء بكلمة حق واحدة و لكنها بالمقابل جاهزة لشهادة الزور و إدانة الامة بأسرها لتنال رشوتها عند نهاية كل شهر غير منقوصة .
نحبك يا تونس
بعد ما تمّ عرضه من واقع أليم و حقائق لا ينكرها عاقل و انتهاكات بالجملة على الوطن و الدين و المواطن و رغم قساوة المشهد و الذي حاولنا فيه بكل جهد مفتعل أن لا نُفسد على القارئ مزاجه ولا نُحبط أماله....إلا أننا نُحبك يا تونس الخضراء ....نحب تاريخك و ماضيك و حاضرك و مستقبلك....نحب أرضك الطاهرة التي مشى عليها الصحابة و التابعون....أرض التين و الزيتون...أرض اللوز و الرمان.... نحب ماء نهر مجردة العذب الذي توضأ به الصالحون ....نحب سماؤك التي تمطرنا رحمة من الله الرحيم ....نحب بحرك الذي يحمينا من انفلوانزا الخنازير....نحب شوارعك و أزقتك التي مشيناها خطى.... نحب كل شيء فيك يا تونس الخيرات و وطن الاحرار ، نحبك أيضا لأن لنا فيك أرحام ... و لانه فيك شعب لم يستسلم للسماسرة و التجار....نحبك لانك انجبت رجالا قادرين على الصمود و صد العدوان.... لاننا شربنا جميعا من لبن تونسي المذاق.... و أكلنا خبز شعير مغموس بزيت البلدي.... و شربنا ماءا عذبا من منبع واحد.... و تتلمذنا على كتاب وصابورة واحدة.... و حفظنا السورة و الدرس على معلم واحد ....لذلك نحبك ياتونس ...ولن نخذلك ...سنقاوم حتى نعانقك ثانية و نرابط على أرضك رباط الاشاوس ....و تعلمنا أن لا نهاجرك أبدا ...نموت على أرضنا و ندفن في باطنها و لا نحيا حياة الغرباء ...أليس حب الاوطان من الايمان ؟
ضحايا
و كما نحبك يا تونس و نشتاق إليك إلا اننا نألم لما آلت إليه البلاد من خراب و دمار حتى أصبح التونسي يختار بمحض إرادته الموت في ظلمات البحر دون أن يراه أحد حتى لا يشمت فيه الصديق و العدو و يكون شهيدا في ذاكرة الاهل و الاحبة و لا عاطلا متسكعا في الازقة .
إننا نألم و نشعر بالحسرة لكل شاب منتحر ....كما نألم لكل أم مطلقة و أب مطلق ...و نألم أيضا لكل غريق أو سجين أو مصاب بنقص للمناعة ....و نألم أيضا لكل عاطل عن العمل فاقدا للامل ....نألم لكل مدمن على المخدرات والخمور....ونألم و بمرارة لكل أم عازب....و لكل طفل بلا أب ...إنهم جميعا ضحايا سياسة التجويع و التركيع....ضحايا برامج الالحاد و التغريب.... ضحايا سياسة الانحلال و التمييع....إنهم نتيجة حصاد ربع قرن من الزرع الفاسد .
الرهان الخاسر
أما النظام الذي يُراهن على الغرب لضمان بقائه في السلطة فهو واهم و لا يفهم في السياسة و لا قوى المصالح ،لان الغرب بكل بساطة ليس عنده صديق دائم و لا عدو دائم و قيلت هذه المقولة في كم من محفل و على لسان كم من مسؤول غربي و آخرهم العجوز العزباء رايس الوزيرة الامريكية للعلاقات الخارجية،فصداقة فرنسا للنظام التونسي مرهونة بمصالحها الموجودة بالبلاد ففي اليوم الذي يصبح فيه النظام الحالي مهددا بالزوال والسقوط حتما سوف تتخلى عنه فرنسا و تُبرم اتفاقا اخرا مع الوجه الجديد القادم و يُلغي الاتفاق القديم و يُرمى في مزبلة التاريخ مع صاحبه .و لتقريب الصورة أكثر للقارئ، نقدم هذا المشهد الحي من اسيا، فالجهد الذي بذله رئيس باكستان السابق برويز مشرف للقضاء على القاعدة و القبض على اكثرعناصرها عددا و ما قام به من بلاءا يفوق بلاء الامريكان في التجسس و المطاردة لم يشفع له و لو بردّ الجميل له و حماية حكمه من السقوط و الانهيارو ذهب غير مأسوف عليه و نجا من حبل المشنقة و لولا تدخل بعض أمراء الخليج للتوسط عند الامريكان للضغط على المعارضة الباكستانية لاخلاء سبيله وعدم إيذائه لكان مقبورا أو مغمورا في حفرة تحت الارض .و يمكن للمعارضة و الموالات أن يطلعوا على سيرة شاه إيران و تجربة ماركوس رئيس فلبين السابق و بمناسبة ذكر ماركوس فإن سيرته شبيهة جدا بسيرة الرئيس التونسي وهي الان في مراحلها الاخيرة ننصح بالاطلاع عليها لعموم الفائدة و الاستفادة من التاريخ و التجارب السابقة لعلها تكون عظة و درسا للقائمين .
اسلامفوبيا
أما اعتماد النظام على سياسة اسلامفوبيا لتبرير حربه على الاسلام و رجاله و تقديم أوراق اعتماده للغرب كلما لاح في الافق خطر انتهاكه لحقوق الانسان و الحريات العامة فيسعدنا ان نحيط النظام علما بان الاسلامفوبيا رحلت برحيل بوش و أستبدلت باستقبال قيادي حزب الله و حماس في المحافل الاروبية و مد جسور الصداقة مع إيران و سوريا و احترام الكامل لتركيا المسلمة و أصبحت الاسلامفوبيا موضة قديمة لا تواكب الحدث ولا الزمن و صارت جزءا من التاريخ.
مباشرة مع الرئيس
سيد الرئيس :إن المجتمع التونسي في ازمة حقيقية يعرفها القاصي و الداني و لاداعي لاحراج سيادتكم .فتونس بمشيئة الله الاولى عربيا في الطلاق و الاولى بفضل سياستكم الرشيدة في تعنيف النساء لرجالهن و معدل الانتحار يُساوي معدل الدول الغربية و نسبة العزوف عن الزواج فاقت الخيال و الارقام وهي في ازدياد مستمر ،لا تخلو اسرة تونسية من دون معاناة البطالة بداخلها ،العنف أصبح ظاهرة مألوفة في البيت التونسي و المدرسة و الشارع و الملاعب و ربما تصبح قريبا في المساجد، الكميات الضخمة من المخدرات التي يتم ضبتها على الحدود بالاطنان تكشف حجم المستهلكين و المتعاطين الحقيقين لها و ان الارقام المعلنة مشكوك في صحتها أما الايدز و الاجهاض والجريمة المنظمة كالسرقة و القتل و الاغتصاب ارتفع معدلها بشكل مُخيف اما الفساد و على حسب التقاريرالدولية فتونس من أكثر الدول فسادا في العالم .
سيد الرئيس : إن الحضارة الحقيقية و الحداثة و التقدم ليس في علو البنيان و كثرة الفنادق و ضخ السوق بالبضائع الاستهلاكية و التشبه بالرجل الابيض إنما الحضارة الحقيقية في قيمة الانسان التونسي من أخلاق و دين و علم وقيم وإبداع و حرية نحو البناء و التعمير و صناعة القرار الوطني و إعمارا للارض و تطلعا للفضاء الفسيح .
سيد الرئيس : يُؤسفني جدا أن ألفت انتباه سيادتكم ان المصائب و الازمات التي تحل بالبلاد حاليا هي نتيجة حربك على الاسلام ودين لله و ان النظام التونسي الوحيد في العالم العربي يشن حربا ضروسا ضد الاسلام و يصدر قوانين تتضارب مع القران و أحكامه و كأنكم لا تدركون انكم تحكمون شعبا مسلما يشهد بان لا إله إلا الله و يصلي و يصوم و يحج البيت .
نعلم أنكم تُعانون من الاسلام السياسي و رجاله و لكن لا يجب ان نخلط بين ما هو إسلام رباني محفوظ في كتاب الله و سنة نبيه و بين ما هي ممارسات أشخاص قد تحتمل الخطأ و الصواب و نحن لا ندعوك إلى أن تتصالح مع الحركة الاسلامية و رجالها وإن كان خيارا مطروحا و مرغوبا و لكن نلح عليك و بشدة في تصالحك مع الاسلام و ربه و نبيه .
سيد الرئيس : حينما تقدم على هذه الخطوة المباركة سيأتيك كل أبناء الحركة الاسلامية شيبا و شبابا طواعية غير مكروهين يبايعونك على السراء و الضراء و لن تجد في قلوبهم ضغينة و لا حقدا بل سماحة و عفوا و صدرا رحبا و عقلا منفتحا و أفقا واسعا لان الخلاف لم يكن في شخصك الكريم و لكن في سياستك المعتدية على الله و شرعه .
و من جهة أخرى فإن ابناء الحركة الاسلامية لهم مهارات لا يستهان بها في إدارة الدولة و الاقتصاد و التعليم و قوانين المجتمع و لهم خبرة واسعة في العلاقات الدولية و التجارة العالمية فضلا على وجود رؤوس أموال ضخمة تنتظر يوم العودة لاستثمارها في البلاد ناهيك عن الميئات من الكوادر حاملي شهادة الدكتوراة في جميع التخصصات و بجميع لغات العالم .
إن يوم إعلانك المصالحة مع الاسلام سيكون يوم عيد في تونس الجديدة و فرحة في كل بيت تونسي و حينها سوف يبارك الله في الدولة و الشعب و الارض .
الفتوى و فصل الخطاب
سيد الرئيس : إن الحركة الاسلامية لا تسعى اليوم أو غد في بث الفرقة والانشقاق داخل المجتمع التونسي و لا ترغب في زعزعة امنه و لا التشكيك في قيادته و لكن حينما ينسد الافق و تُوصد ابواب الحوار و ينعدم التجاوب و تُهمّش المبادرات الجادة و الصادقة في حلحلة الامور تجد نفسها مدفوعة دفعا بعد جملة التنازلات التي قدمتها بدون أثمان و سنين الصبر على الجمر دون رد اعتبار وقتها أصبح لزاما عليها أن تأخذ بزمام المبادرة و تُبرئ ذمتها أمام الله و الشعب و التاريخ و الاجيال التي تأتي من بعدها وتلجأ الى علماء الامة الاسلامية لتفتيها في مصيبتها و تسألها المخرج الشرعي من الازمة و بأقل الخسائر.
سيد الرئيس : لقد صدرت الفتوى و هي ثقيلة بحجم ما حل بالبلاد من كوارث و كبيرة بكبر الانتهاكات الشرعية و الانسانية و الاجتماعية و الفتوى صادرة من جهة مسؤولة و رجالها أهل علم و ثقة و معترف بها في العالم الاسلامي و صيغت خصيصا لتونس و رئيسها و شعبها و الامر يرجع إليك و القرار بيديك و انتم على أعتاب الثمانين و مصيرك السياسي بين خيارين ...فإذا استجبت لنداء العقل و الحكمة و الشرع جنبت البلاد و النظام من أزمة سياسية لا يعلم مداها إلا الله ...أما إذا استمعت لبطانة السوء الذين ليس لديهم شئ يخافون عليه فإنهم يسوقونك لجهنم الدنيا و الاخرة و بئس المصير .
سيد الرئيس: أملنا أن تختار صوت العقل و تجنب البلاد من فوضى سياسية نحن فى غنى عنها قبل أن ننشر الفتوى و نُملّكها لكل مواطن تونسي يهمه مستقبل البلاد و مستقبل أبنائه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.