سخرية من قوات الاحتلال بعد ظهور "أبو شجاع" حيا في طولكرم    أراوخو يكشف عن آخر تطورات أزمته مع غوندوغان    الجزائر.. القضاء على إره.ابي واسترجاع سلاح من نوع "كلاشنكوف"    البطولة الأفريقية للأندية الحائزة على الكأس في كرة اليد.. الترجي يفوز على شبيبة الأبيار الجزائري    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    جربة.. الإطاحة بمنظم عمليات "حرقة"    هذه أبرز مخرجات الاجتماع التشاوري الأول بين رؤساء تونس والجزائر وليبيا    بيان أشغال الاجتماع التشاوري الأوّل بين تونس والجزائر وليبيا    تغييرات مرتقبة في التركيبة العمرية    هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 8425 فلسطينيًا في الضفة الغربية    مذكّرات سياسي في «الشروق» (1)...وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم .. الخارجية التونسية... لا شرقية ولا غربية    المنستير.. الاحتفاظ بمدير مدرسة إعدادية وفتح بحث ضده بشبهة التحرش الجنسي    بوعرقوب.. عصابة سرقة الاسلاك النحاسية في قبضة الحرس الوطني    بنزرت: غلق حركة المرور بالجسر المتحرك في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء    الحشاني يشرف على جلسة عمل وزارية بخصوص مشروع بطاقة التعريف وجواز السفر البيومتريين    بداية من يوم غد: أمطار غزيرة وانخفاض في درجات الحرارة    الإعلان عن تأسيس المجمع المهني للصناعة السينمائية لمنظمة الأعراف "كونكت"    مدنين: العثور على 4700 حبّة مخدّرة وسط الكثبان الرملية بالصحراء    استلام مشروع تركيز شبكة السوائل الطبية لوحدة العناية المركزة بقسم الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر    عطلة طارئة في ليبيا تحسّبا لمنخفض جوي مرتقب    قفصة: الإطاحة بشخص محل 10 مناشير تفتيش    تونس: وفاة 4 أطفال بسبب عدم توفّر الحليب الخاص بهم    بن عروس : 6 تنابيه لمخابز بسبب إخلالات تتعلق بشروط حفظ الصحة    وزير الشؤون الاجتماعية يُعلن عن بعث إقليم طبي بالقصرين ..التفاصيل    اختتام عيد الرعاة في معهد اللغات بالمكنين: الإسبانية فارڨا تقدم "غناية سمامة"    وصول محمد الكوكي الى تونس فهل يكون المدرب الجديد للسي اس اس    الكاف: تقدم مشروع بناء سد ملاق العلوي بنسبة 84 %    باجة: انطلاق الاستعدادات لموسم الحصاد وسط توقعات بإنتاج متوسط نتيجة تضرّر 35 بالمائة من مساحات الحبوب بالجهة    تحذير هام/ بيض مهرّب من الجزائر يحمل هذا المرض!!    أيام 25 و26 أفريل: إضراب متوقّع في قطاع المحروقات    بعد ترشّحها لانتخابات جامعة كرة القدم: انهاء مهام رئيسة الرابطة النسائية لكرة اليد    دورة مدريد للتنس : انس جابر تفتتح مشاركتها بملاقاة الامريكية كينين او السلوفاكية سمليدوفا في الدور الثاني    غوارديولا : لاعبو سيتي يعدون أنفسهم للمهام المقبلة    تقرير: شروط المؤسسات المالية الدولية تقوض أنظمة الأمان الاجتماعي    حليب أطفال متّهم بتدمير صحة الأطفال في الدول الفقيرة    تكريم هند صبري في مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة    جهود لمجابهته.. كلفة التغير المناخي تصل سنويا الى 5.6 مليارات دينار    عاجل/ سيشمل هذه المناطق: تقلبات منتظرة ومنخفض جوي بداية هذا التاريخ..    بسبب عاصفة مُنتظرة: عطلة بيومين في ليبيا    عرض فرجوي بإعدادية القلعة الخصبة دعما للقضية الفلسطينية    ائتلاف صمود يدعو الى إطلاق سراح السياسيين المترشحين للرئاسية..    الرابطة الأولى: تعيينات منافسات الجولة الخامسة لمرحلة التتويج    رئيس غرفة القصّابين عن أسعار علّوش العيد: ''600 دينار تجيب دندونة مش علّوش''    طبرقة: حجز كمية من مادة المرجان لدى إمرأة    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس    وزارة الدفاع الوطني تعرض أحدث إصداراتها في مجال التراث العسكري بمعرض تونس الدولي للكتاب    وزارة الدفاع الوطني تشارك في الدورة 38 لمعرض تونس الدولي للكتاب    وزارة التربية: ظاهرة العنف مُتفشية أكثر في المدن الكبرى على غرار تونس الكبرى وصفاقس وسوسة والمنستير    حريق بمحل لبيع البنزين المهرب بقفصة..وهذه التفاصيل..    هاليب تنسحب من بطولة مدريد المفتوحة للتنس    هي الأولى منذ 12 عاما: أردوغان يبدأ زيارة رسمية للعراق    لأقصى استفادة.. أفضل وقت لتناول الفيتامينات خلال اليوم    في سابقة غريبة: رصد حالة إصابة بكورونا استمرت 613 يوماً..!    الكشف عن مستودع عشوائي معد لصنع وتعليب مواد التنظيف بهذه الجهة..    أولا وأخيرا..الكل ضد الكل    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    هند صبري: سعيدة بتكريمي وتكريم المرأة التونسية في مهرجان أسوان الدولي    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذه غزّة... هذا قدرها...
نشر في الصباح يوم 30 - 12 - 2008

دم هنا.. اشلاء هناك.. جثامين في غرف الشهادة يزداد عددها من ساعة الى اخرى.. بيوت هدمت.. وصوامع تمت تسويتها بالارض.. ظلمة دامسة الا من اضواء صواريخ الاباتشي وهي تتقاطر على هذه البلدة التي تضاهي حيا من احياء مصر الواسعة..
تلك هي غزة.. وذاك قدرها..
اطفال رضعوا الالم.. وتربوا على دوي الرصاص.. وشبوا على الجرافات والغارات والحصار والجوع اليومي..
نساء وأرامل وصبايا.. تجملن بالدموع وتدثرن بأكفان ابنائهن واخوتهن الذين يتقاطرون على ابواب الشهادة يوما بعد آخر.. بل بين الساعة والساعة.. او بين الوقت والوقت..
تلك هي غزة.. وهي تتهيأ لاستقبال عام جديد.. مثلما تستقبل كل يوم شهداء بحساب المئات.. هناك في القطاع، المقطوعة اوصاله حتى قبل ان تهجم عليه الغارات، وتحاصره الدبابات من كل مدخل وبوابة.. يقبع مواطنون بلا هوية الا من وثيقة كتب عليها.. «أنت غزاوي.. اذن انت محاصر» في هذا المجال الارضي.. المعرّى جوّيا.. والمفتوح على جميع الاحتمالات برّيا.. والمراقب بحريّا من سفن وبواخر هولاكو العصر.. تبدو غزة اقرب الى مختبر عسكري منه الى قطعة من وطن محول.. ليس له الحق ان يقضي يوما «في وضع محتل»..
رضي الغزاويون بالحصار.. ولكن الحصار لم يرض عنهم ولا بهم.. وقبل اهلها بوضع بين اوسلو والاحتلال والتماس المصري، فاستكثروا عليهم هذا «الوضع الخاص».
رفضت غزة المفاوضات المباشرة وغير المباشرة.. ولم ترض بتهدئة اصلها في تل أبيب وفرعها بين الضفة والقاهرة.. فجاء القصف يسابق الزمن.. ليغير الحساب وينشئ معادلة، لشهر عسل طويل تكون فيه الزفة في الضفة والمأتم في القطاع.. والحصاد في تل ابيب..
الهدف حماس.. والسبب هنية وصحبه.. والمبرر المقاومة وصواريخها.. والامل في غمضة عين وراحة بال تمتد لتشمل المستوطنات والكيانات وراحة بال تمتد لتشمل المستوطنات والكيانات المحتلة المختلفة.. من دون القسام و«مقذوفاته» التي ترعب الى حد الهول والفزع..
وبين جيش يمتلك افتك التكنولوجيا الحديثة.. ومقاومة تستخدم صواريخ يدوية وبضعة اسلحة، حمي وطيس معركة اتت على اليابس لكن الاخضر ما يزال قائما في انتظار وضع جديد، قد يخرج من بين انقاض الدمار الشامل الذي اصاب غزة..
دخل الشأن الفلسطيني مركز اختبار هو الاشد وطئا على سكان غزة وحسابات حماس ومعادلات عبّاس.. واستراتيجية النظام العربي بالاساس.
عندما تتداخل حسابات السياسة مع رسوم العسكر.. ويوضع القانون الدولي والانساني.. و..و ..و.. في متاحف غير مهيأة للزيارة، تنقلب المعادلات.. فيصبح الاحتلال واجبا.. والمقاومة نشازا.. والرضوخ والاستسلام هو القاعدة.. والنتيجة عدوان يولد عدوانا.. وحقوقا تهدر تحت انظار كاميرات عربية خجولة.. في حجم الخجل الرسمي العربي، الممتد من المحيط الى الخليج.
غزة تحت الحصار.. وعلى وقع مشروع ابادة همجية وبربرية.. تلك هي الحصيلة.. وذاك هو واقع الحال اليوم.. لكن دوام الحال من المحال.. وسيعلم الاسرائيليون اي غزة يدمّرون..
مباشرة من رام الله
الجامعي الفلسطيني الدكتور غسّان نمر ل"الصباح":
«استخدام إسرائيل "القنابل الفرضية" سيضاعف عدد الشهداء والمصابين بسرعة»
قصف جامعة غزة جريمة لا تغتفر
«إجماع» في فتح على إدانة الجريمة الإسرائيلية
الصباح - خاص - مباشرة من رام الله
ادان الجامعي الفلسطيني وهومن كوادر السلطة الفلسطينية في رام الله العدوان الاسرائيلي على جامعة غزة الكبرى التي عرفت بتسمية " الجامعة الاسلامية بغزة "..
وأورد الدكتور غسان نمر أن تلك الجامعة التي قصفتها اسرائيل بكم هائل من القنابل ودمرتها "ليست جامعة تابعة لاي فصيل فلسطيني وليست من مؤسسات حركة حماس" وهي جامعة عادية (برامجها علمانية) عمرها اكثر من 30 عاما.. وهي من اعرق الجامعات الفلسطينية على غرار جامعة بير زيت في الضفة الغربية المحتلة.. وهو ما يعني ان من تورط في قصف احدهما ارتكب جريمة لا تغتفر..
أما عن تسمية الجامعة بالاسلامية فاشار الدكتور غسان نمر أنها تسمية قديمة.. قد يكون الدافع اليها الحرص على التميز الثقافي عن الجامعات الاسرائيلية العديدة التي تسمي نفسها "جامعة عبرية" ويصر عدد من القائمين عليها ومن اساتذتها على اظهار تدينهم ورموزهم اليهودية مثل القبعة الخاصة بهم.. وذكر الدكتور نمر بكون العديد من حركات التحرر الوطني في شمال افريقيا ومصر والعراق سبق ان وصفت نفسها بالاسلامية كخيار ثقافي لا يعني ابدا الانتماء الى التيارات الاصولية والسلفية المتشددة..
قنابل فرضية للهدم والقتل
وردا على سؤال للصباح أكد الدكتور غسان نمر ان " الاجماع كامل بين قيادات حركة فتح وبقية الفصائل الوطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة حول ادانة المحرقة التي ترتكب منذ صباح يوم السبت الماضي في فلسطين وخاصة في قطاع غزة.. أمام صمت دولي مشبوه.. مقابل اصدار" بلاغ صحفي غير ملزم" عن مجلس الامن الدولي يطالب بوقف "العنف".. مع الخلط بين شعب محتل من يستعمل الحجر او صواريخ "رمزية" وبين قوات دولة اسرائيل التي تستخدم اخر انواع الصواريخ والطائرات الامريكية المقاتلة من نوع F16 القت قنابل خطيرة جدا.. من بينها " قنابل فرضية " لها قدرة هائلة على الهدم والقتل وتعطل جهود الانقاذ والاسعاف.. وهو ما قد يتسبّب في ترفيع عدد الشهداء والجرحى في وقت قياسي.. خاصة اذا لم يتوقف القصف والعدوان الشرس..
سيناريو الانتفاضة الثالثة؟
وهل سيؤدي استمرار العدوان الاسرائيلي لاغراض انتخابية داخلية اسرائيلية وللتاثير مسبقا في الواقع على الارض قبل وصول الرئيس الامريكي الجديد الى البيت الابيض الى اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في كامل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة ومناطق 48؟
مخاطبنا راهن على نجاح الاتصالات التي يقوم بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع الامين العام للامم المتحدة وقادة العالم.. قصد التوصل الى تهدئة فورية.. ووقف العدوان.. حتى لا تتوسع منطقة القلاقل والتوتر...خاصة ان المظاهرات والمواجهات مع قوات الاحتلال والمستوطنين شملت الى حد الان غالبية الاراضي الفلسطينية المحتلة.. من مناطق 48 الى الضفة الغربية وغزة.. وهو ما يعني أن سيناريو الانتفاضة الثالثة وارد.. ووراد جدا.. لان الانتفاضتين الاولى والثانية اندلعتا بسبب استفزازات اسرائيلية ومواجهات فرعية مماثلة بين مجموعة من الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال..
وسجل الدكتور غسان نمر أن حجم القصف الاسرائيلي والخسائر البشرية والمادية فاق هذه المرة كل التوقعات.. وهو الاكبر من نوعه في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.. وقد يفوق حجم المذبحة جرائم العصابات الصهيوينة في مذابح سابقة في دير ياسين الفلسطينية وقانا وصبرا وشاتيلا اللبنانيتين.. وغيرها..
كمال بن يونس
مع الأحداث
بقلم: آسيا العتروس
من رأى منكم هذا المشهد القادم من غزّة؟
عندما ادركت طفلة غزة وصول المسعفين اليها وبعد ان امكن لرجال الانقاذ ازاحة تلك الصخور التي غطت صدرها واخراج يديها من بين الانقاض وبعد ان فهمت انها قد نجت من موت محقق بدات طفلة غزة ورغم ان بقية جسدها كان لا يزال مكبلا تحت اكوام الحجارة تتحسس جسدا ممددا الى جانبها تحاول ان تعبث بشعر شقيق او شقيقة كانت نائمة الى جانبها تريد ان تطمئن عليها وتوقظها قبل ان ينتبه المسعفون الى ذلك المشهد ويحاولون بدورهم تهدئة الطفلة والامساك بيديها الصغيرتين والاستمرار في محادثتها وهم يسابقون الزمن من اجل سحب ذلك الجسد الصغير من بين الركام وانقاذ حياة بريئة من نهاية ماسوية .
كان المشهد اكبر من ان يوصف او ينقل للمشاهدين حتى ان المعلق التلفزي اختار الصمت تاركا للكاميرا نقل عملية الانقاذ لواحدة من اطفال غزة التي لم يحالف الحظ بقية افراد اسرتها...
ويبدو ان المسعفين قد انتبهوا لخطورة الموقف فحاولوا ان يشدوا انتباه الطفلة ويمنعوا يديها من العبث بشعر من كان جاثما الى جانبها من اشقائها .مشهد ما كان ليمر دون ان يثير في النفس الكثير من مشاعرالالم والغضب والعجز امام هول المصاب وخاصة امام غياب كل الاسباب والمؤشرات او الجهود التي من شانها ان تمنع تكرار المشهد اكثر واكثر.
لقد كانت الكاميرا حاضرة لرصد الحدث ولكن الاكيد ان الامر لم يكن كذلك بشان العديد من المشاهد الاخرى التي عاشت على وقعها غزة في الساعات القليلة الماضية عندما كانت الطائرات الاسرائيلية ترتكب مجازرها علنا في وضح النهار وتحت اعين وابصار العالم.
قد تكون الطفلة المعنية في الثامنة او في العاشرة من العمر وربما كانت اقل من ذلك او اكثر بقليل فهذا ليس مهما في شيء ذلك ان لغة الارقام تفقد معناها امام ذلك المشهد المؤثر الذي كان ينقل في صمت مقيت جانبا من الحرب الاسرائيلية المفتوحة على غزة فقد كانت الطفلة على ما يبدو نائمة مع افراد عائلتها عندما تعرض بيتهم للقصف وسقط السقف على رؤوس اصحابه لتستيقظ على هول الصدمة وتكتشف واقعها الجديد وهي تتطلع في حيرة بعينيها الصغيرتين الى المحيطين بها وتبحث بيديها عن ذلك الجسد الصغير البارد الممدد تحت الغطاء الى جانبها.... قبل عامين وعندما شنت اسرائيل حملتها الشرسة على لبنان انتظر اصحاب القرار من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي ثلاثة وثلاثين يوما ليعلنوا قرارهم وقف الحرب ومنحوا بذلك اسرائيل كل الوقت والدعم المطلوب لضرب البنية التحتية للبنان وتدميرها واستهداف المقاومة اللبنانية وقبل ذلك وعندما عزل ابوعمار وتعرض للحصار في مقر مقاطعته برام الله ظل الصمت والتجاهل سيد الموقف ازاء كل نداءات الرئيس الفلسطيني السجين قبل ان ينتهي به المطاف الى المستشفى الفرنسي حيث عجزالاطباء عن انقاذ حياته واليوم تتكررالماساة مع فشل المجتمع الدولي ومؤسساته الدولية في اعلاء الشرعية الدولية وانقاذ ما بقي من عدالته المغيبة التي يبدو انها لا تستعيد الوعي الا عندما يتعلق الامر بحماية المصالح الامنية الاسرائيلية وحلفائها في المنطقة....
وفي انتظار ان تتوقف الالة الحربية الاسرائيلية عن حصد الارواح يبقى الترقب والانتظار سيدي الموقف امام اصرار احفاد عصابات الهاجاناه والشترن على مواصلة مسلسل الجرائم الذي بدأوه قبل عقود طويلة ...و الارجح ان البيان الخاوي لمجلس الامن الدولي والدعوات الفاترة لبعض القيادات الاوروبية والتصريحات المحتشمة والمترددة والغارقة في تضاربها للعواصم العربية بضرورة وقف العدوان على غزة بل وحتى تلك المظاهرات الشعبية الغاضبة او سلاح الضعفاء لا يمكن ان تغير الاوضاع او تمنع تفاقم الماساة، وقد لا يكون من المبالغة في شيء الاقرار بان مثل تلك المواقف لا يمكن الا ان تدفع بالقيادات الاسرائيلية الى استعراض المزيد من العضلات العسكرية لتحقيق نصرها الانتخابي على جثث الضحايا بعد ان بات الفوز في الانتخابات الاسرائيلية المرتقبة مرتبطا بمدى قدرة كل مترشح للسباق الانتخابي على اضافة المزيد من القتلى والابرياء لرصيده... ولاشك ان ما يحدث في غزة يعزز القناعة بان الذين يقترفون محرقة القرن ضد الابرياء لا يمكن ان يكونوا قد خبروا او تعرضوا لاي نوع من الابادة او المحارق بالدرجة التي يروجون لها في كتب تاريخهم ومحرقة اليهود انما اريد لها ان تكون شماعة ومصدر ابتزاز للضمير الاوروبي لقاء صمته على جرائم الاسرائيليين ....
ولسائل ان يسال اليوم بعد كل ما اقترفته وتقترفه قوات الاحتلال في حق طفلة غزة واخواتها أي جيل يريدون لاطفال غزة وشبابها ان يكون وهو الذي لم يعرف غير الحروب والخراب والدمار والقتل والترهيب ...
فعاليات نقابية وسياسية تطالب بمساندة واسعة لغزة والدعوة إلى قمّة عربية عاجلة
صابر الرباعي يلغي حفلا مقرّرا تعبيرا عن احتجاجه على الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
تونس - الصباح
اجتمعت أمس (الاثنين) بمقر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بالعاصمة، ستة أحزاب سياسية، انكبت على بحث "خريطة طريق" لمناصرة الفلسطينيين في غزّة، وذلك في سياق تصاعد وتيرة الاهتمام بالتطورات الجارية في غزّة..
وقررت أحزاب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي والحزب الديمقراطي التقدمي وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين والوحدة الشعبية والحزب الاجتماعي التحرري وحركة التجديد، تشكيل لجنة لمتابعة ما يجري في غزّة وكيفية مساعدة الفلسطينيين في ضوء الحصار الخانق عليهم..
كما قررت هذه الأحزاب، التي تجتمع لأول مرة بهذا الشكل الجماعي، تنظيم مظاهرة حاشدة يوم الخميس من المتوقع أن تجوب العاصمة ومحيطها، فيما يجري التفكير في إرسال باخرة محملة بالأغذية والأدوية إلى القطاع، لكن لم يتحدد توقيتها أو مضمونها والجهة التي ستشرف على تنظيمها..
وتحرك النقابيون وبعض الحقوقيين والنشطاء السياسيين في جهة صفاقس، من خلال تجمع مساند للفلسطينيين في قطاع غزّة..
ودعا مناضلو هذه الأحزاب، السلطات المصرية إلى كسر الحصار وفتح معبر رفح أمام أهالي غزة، ووجهوا إلى الرأي العام الأوروبي والعالمي المناصر لقضايا الحق والعدل، دعوة إلى العمل على وقف العدوان الصهيوني الإجرامي على غزة..
تحركات شعبية متوقعة
من جهة أخرى، طالب الحزب الديمقراطي التقدمي الحكومات العربية، باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمؤازرة الشعب الفلسطيني في هذه المحنة الجديدة سياسيا وماديا وديبلوماسيا، مشددا على ضرورة الإسراع بوقف كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني..
وقال أحمد الاينوبلي، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي من جهته، في بيان تلقت "الصباح" نسخة منه، أن الحزب قرر أسبوع "الانتصار لقضايا الحق العربي" الذي يشرع فيه بداية من الأول من جانفي إلى الثامن من نفس الشهر.. ويتضمن هذا الأسبوع إقامة ندوات وتظاهرات في كافة المقرات الجهوية للحزب مساندة للقضية الفلسطينية والأحداث الجارية حاليا في غزّة"..
وفي موقف لافت للنظر، قرر الفنان التونسي والعربي، صابر الرباعي إلغاء حفل له كان من المقرر إحياءه الأحد في العاصمة التونسية، "تعبيرا عن احتجاجه على الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة التي خلفت زهاء 300 قتيل ومئات الجرحى"، وفق بيان أصدره صابر في الغرض..
وأعلن وكيل أعمال الفنان التونسي، أن صابر الرباعي "يعيش ألما كبيرا بسبب الهمجية الإسرائيلية على قطاع غزة"..
ويأتي إلغاء هذا الحفل، في سياق استيائه مما يجري في القطاع، وتعبيرا منه عن وقوفه مع الشعب الفلسطيني، وذلك على الرغم من حجز أكثر من سبعة آلاف متفرج تذاكرهم لحضور هذا الحفل..
وحرّكت الأحداث والتطورات الأخيرة في قطاع غزّة، القوميين العرب بشتى أطيافهم، بعد فترة غياب استمرت لسنوات عديدة.. ودعا الوحدويون الناصريون الجماهير العربية إلى تحمّل مسؤوليتهم من خلال "تشكيل لجان مؤازرة ودعم، لنجدة أشقائنا الذين يتعرضون إلى جريمة إبادة ممنهجة"، حسب نص البيان..
وندد القوميون بالصمت العربي الرسمي ونهجه التطبيعي المفضوح، وطالبوا بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني..
المطالبة بقمة عربية
وطالبت حركة التجديد في بيان أعقب اجتماع مكتبها السياسي، "بعقد قمة عربية عاجلة، وجلسة طارئة لمجلس الأمن، بهدف وضع حدللمجزرة وكسر الحصار الظالم وإنهاء الاحتلال ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين"..
ووصفت الحركة ما حصل في غزّة ب"التصعيد الخطير"، الذي ما كانت إسرائيل لتقدم عليه بهذا الشكل، لولا الصمت الرسمي العربي والتواطؤ الأمريكي وحتى الأوروبي مع المحتل، إلى جانب انقسام الصف الفلسطيني..
وأكد الحزب من جهة أخرى، على ضرورة القيام بمساعي ملحة لرأب الصدع في الصف الفلسطيني، في إطار خطوة نحو تحقيق الوحدة الوطنية وتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس..
في ذات السياق، أدانت قيادة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بأقصى شدة، ما وصفته ب"المجازر النكراء" التي ترتكبها الآلة العسكرية الصهيونية ضد الفلسطينيين في قطاع غزّة..
وطالبت الرابطة المجتمع الدولي بالتحرك السريع لوقف العدوان وحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية التي يتعرض لها، داعية الحكومات العربية لوضع جميع إمكانياتها الاقتصادية والديبلوماسية والعسكرية لحماية الشعب الفلسطيني من المجازر التي تستهدفه وفتح الحدود وتقديم كل أنواع المساعدة للضحايا والمدنيين العزل..
وطالب بيان الرابطة، الأمين العام للأمم المتحدة والمقرر الخاص حول فلسطين واللجنة الرباعية، بتحمل مسؤولياتهم واتخاذ كافة التدابير لحماية المدنيين ووقف المجازر التي تستهدفهم، كما طالبت المنظمة "بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين وإحالتهم على القضاء الدولي وإدانتهم لما يرتكبونه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"...
وطالب الحزب الاجتماعي التحرري الأطراف الفلسطينية ب "العودة الفورية إلى مائدة الحوار وصياغة أجندة سياسية مشتركة على قاعدة احترام المؤسسات وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، عبر عقد المجلس الوطني الفلسطيني"..
وقرر الاتحاد العام التونسي للشغل في أعقاب اجتماع طارئ لقيادته، تخصيص أسبوع للتضامن مع غزّة يبدأ اليوم (الثلاثاء)، مطالبا جميع الفعاليات المدنية والسياسية بتنظيم مسيرات شعبية احتجاجية ضد العدوان على غزّة..
ودعت المنظمة الشغيلة اتحاد العمال العرب إلى الاجتماع الفوري لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن هذه التطورات..
وطالب حزب الخضر للتقدم من جهته، جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بالقيام بدورهما الكامل، وتحمّل مسؤولياتهما التاريخية في الدفاع عن شعب عربي ومسلم أعزل يجري استهدافه بحملات عدوانية بشعة، على حدّ وصفه..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.