مدريد :يتابع الرأي العام المغربي باهتمام ملف مكافحة المخدرات في البلاد بسبب تشعبه واعتقال أشخاص من المناهضين للمخدرات مثل شكيب الخياري الذي يحظى بدعم من جمعيات أوروبية، في حين كشفت صحيفة مغربية عن جانب يعتبر طابو حتى الآن في ملف المخدرات وهي تساهل النظام المغربي مع بعض الأقاليم في زراعة القنب الهندي. في هذا الصدد، تشكلت في اسبانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى مثل بلجيكا وهولندا جمعيات تعمل على دعم معتقلي المجتمع المدني المنددين بتجارة القنب الهندي (الحشيش المغربي) وعلى رأسهم شكيب الخياري الذي يوجد ومنذ ثلاثة أسابيع رهن الاعتقال في سجن مدينة الدارالبيضاء بتهمة غريبة وهي 'تسفيه مجهودات الدولة المغربية في مكافحة المخدرات' بعدما اعتبر أن الكثير من المتورطين يتواجدون في مناصب عليا. وكان هذا الاتهام على اثر تفكيك عصابة مكونة من 110 أكثر من الثلثين من الجيش والدرك بسبب تورطهم في تهريب المخدرات. من جانب آخر، طالبت اللجنة التحضيرية للنقابة الوطنية للحصافة الإلكترونية الإفراج عن المدون والصحفي الإلكتروني حسن برهون الذي اعتقل الأسبوع الماضي في مدينة تطوان بسبب تحريره عريضة وقعها قرابة 70 شخصا تتساءل عن دور النيابة العامة في هذه المدينة في ملفات مكافحة المخدرات. كما أعلنت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في بيان لها عن مخاوفها من أن يكون اعتقال الصحافي والمدون حسن برهون قد تم لعقابه وللتغطية على ملفات الفساد الذي كشف عنها ، عبر المبادرة التي يشرف عليها باسم 'صحافيون بلا قيود' وعلى موقع يوتيوب المعروف، والتي يشير فيها لتورط شخصيات مسؤولة في المغرب مع أحد بارونات المخدرات في مدينة تطوان. ومن المنتظر أن يتم عرض حسن برهون غدا الجمعة على محكمة تطوان للبث في ملفه. ويبقى المستجد في مجال مكافحة المخدرات هو ما نشرته صحيفة الصباح المغربية أول أمس الثلاثاء عندما نقلت عن مصادرها الخاصة أن 'الحرب التي تقودها وزارة الداخلية في شمال المغرب ضد القنب الهندي قد تحولت إلى ورقة للضغط السياسي على بعض الناخبين في بعض المناطق في أفق الانتخابات البلدية خلال شهر حزيران (يونيو) المقبل'. وتبرز الصحيفة أن بعض البرلمانيين استبقوا هذه الحملة ويطمئنون ناخبيهم في بعض أقاليم شمال المغرب أن حملة إتلاف نبات القنب الهندي لن تطالهم وأنهم 'سيتكلفون بالغطاء السياسي لمزروعاتهم'. الصحيفة تبرز أنه رغم أن حملة مكافحة المخدرات تخضع لاستراتيجية وطنية إلا أن إتلاف نبات القنب الهندي الذي يستخرج منه الحشيش يختلف من مناطق قروية إلى أخرى، البعض يتعرض للإتلاف والبعض الآخر لا يتعرض. وتجدر الإشارة إلى أن الدول الأوروبية نبهت في عدد من المناسبات الرباط إلى التناقض الحاصل في مكافحة المخدرات، فمن جهة تقوم الأجهزة الأمنية بإتلاف واعتقال المتاجرين في المخدرات ومن جهة أخرى يتم السماح رسميا بزراعة القنب الهندي الذي يصنف ضمن 'الزراعات الصناعية'. ويعتبر المغرب أكبر منتج لمخدر القنب الهندي بما يفوق ثلاثة آلاف طن سنويا تدر أكثر من 12 مليار يورو، أكثر من الثلثين تذهب إلى عصابات التهريب بين الدول والثالث يصل إلى المغرب عبر طرق ملتوية، لتكون عائدات المخدرات في المقام نفسه مع عائدات السياحة وتحويلات المهاجرين المغاربة. حسين مجدوبي 'القدس العربي'