دعا المبعوث الأممي الى افغانستان كاي ايد الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى التفاوض مع حركة طالبان. دعوة ربما تعزز ما اسماه اوباما الاستراتيجية الجديدة في افغانستان. وفي المقابل ترددت انباء عن مساع سعودية بغية عقد مؤتمر للمصالحة تشارك فيه طالبان. لم تكن تحذيرات وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند من أن قوات الناتو تواجه مأزقاً استراتيجيا في بعض مناطق أفغانستان لم تكن عبثية أومجرد كلام عابر. فتصريحات ميليباند ماهي إلا وصف قيل أنه دقيق للوضع الأمني المتدهور هناك. حيث يشهد هذا الوضع في الايام القليلة الماضية تصاعدا في وتيرة العنف، إذ لقي عدد من الجنود الأمريكيين والكنديين مصرعهم في مناطق متفرقة من البلاد. ورغم الدعوات ومنها مطالبة الوزير البريطاني بحشد قوة أكبر وأكثر فاعلية لمنع طالبان من السيطرة على مزيد من الأراضي. فان ما جاء في تصريحات أحد القادة العسكريين للناتو في جنوبأفغانستان تعكس عدم قدرة القوات الدولية على الأمساك بزمام الأمور هناك. حيث أعلن أنه لا يمتلك القوات الكافية لتوفير الأمن في الأقليم الذي تتواجد فيه قوات الناتو متوقعا ازدياد أعمال العنف هذا العام بعد وصول التعزيزات الامريكية للانتشار في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو طالبان. ودعا مجلس علماء أفغانستان وسط هذه التطورات، ولاسيما ارتفاع عدد القتلى من المدنيين الأفغان إلى عقد مؤتمر وطني للمصالحة يضم حركة طالبان وبرعاية سعودية لمناقشة سبل إنهاء العنف المتزايد في البلاد. وتزامنت هذه الدعوة مع أنباء حول اتصالات تجريها الرياض حالياً مع حركة طالبان لإقناعها بالتفاوض مع حكومة كابل. كما تزامنت مع دعوة المبعوث الخاص للامم المتحدة الى أفغانستان كاي ايد للرئيس الامريكي باراك اوباما للدخول في حوار مع طالبان. وهذا الأخير سبق وأن أقر بضرورة الانفتاح على العناصر المعتدلة في الحركة، لكنه وفي نفس الوقت أعلن بأنه سيزيد من الدعم العسكري لضمان المزيد من المساعدة في قتال المسلحين هناك. هذا ولم تتوقف الادارة الامريكية عند هذه الخطوات للخروج من المستنقع الافغاني بل ذهبت إلى حد فتح حوار مع إيران لاخراجها من ورطتها. فما دعوة طهران للمشاركة في مؤتمر دولي حول أفغانستان تعتزم واشنطن عقده أواخر الشهر الجاري في هولندا ماهو إلا دليل على أن إدارة البيت الابيض باتت تجري مراجعة شاملة لإستراتيجيتها في أفغانستان.