جدد ناشط سياسي جزائري معارض التشكيك في النسب المعلن عنها في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الأخيرة لجهة المشاركة أو النتائج، وحذر من أن الجهات الأمنية التي أخطأت في إعلان النتائج قد تعمد لتوتير الأوضاع داخليا عبر تفجيرات نوعية هنا وهناك وخارجيا ستستفيد من التصعيد الحاصل في العلاقة بين المغرب والبوليساريو على خط الصحراء الغربية. وأعرب الديبلوماسي الجزائري السابق والقيادي في حركة "رشاد" المعارضة محمد العربي زيتوت في تصريحات خاصة ل "قدس برس" عن خشيته من أن تعمد القيادات الأمنية في الجزائر التي قال "بأنها هي التي صاغت العملية الإنتخابية منذ تعديل الدستور إلى إعلان النتائج"، لتوجيه الأنظار حول الخطر الخارجي الذي يصور على أنه المغرب، أو عبر تنفيذ عملية تفجيرية نوعية أو أكثر في عدد من المواقع الجزائرية في سياق تصفية حسابات داخلية وتصويره على أنه عودة لشبح الإرهاب الذي غدا نكتة سمجة لدى الجزائريين، لتوجيه الأنظار نحوما يسمى بالخطر الإرهابي الداخلي الذي يسمى بالجماعات الإرهابية، وذلك بعدما تأكد لديهم أن هناك شعورا بالغضب الشديد والعارم لدى الغالبية العظمى من الجزائريين الذين اعتبروا النتائج إهانة لهم، وهم يعيشون حالات اقتصادية واجتماعية صعبة، ومع ذلك تم تصويرهم على أنه هرولوا نحو التجديد للرداءة والاستبداد والفساد، كما قال. ورجح زيتوت، الذي كان قد توقع في تصريحات سابقة للإنتخابات ل "قدس برس" النتائج التي أعلن عنها وزير الداخلية يزيد زرهوني، أن تتعمق الخلافات القائمة أصلا بين ما يسمى الجناح الرئاسي الذي يقوده الثنائي زرهون والسعيد بوتفليقة من جهة، ومن جهة أخرى المخابرات العسكرية بقيادة الجنرال المدين وأحد كبار مساعديه الجنرال عطاس. وأضاف: "الآن وبعد انتهاء مراسيم الحفل الانتخابي الهزلي، وبعد انكشاف فضيحة النسب والنتائج المعلنة للانتخابات الرئاسية، سنشهد تصفية حسابات داخلية بين جناحي الرئيس والاستخبارات، على الرغم من أن الكفة تميل من الناحية العددية لصالح الاستخبارات العسكرية، فإن عبد العزيز بوتفليقة مدعوما بالفوز الكاسح الذي تم تمتيعه به من قبل هذه الجهات قد يحاول إعادة سيناريو 2004 عندما اشترك مع جنرالات المخابرات في طرد قيادة الأركان، والسؤال هل سيتكرر هذا السيناريو اليوم أم أننا مقبلون على صيف ساخن بحيث يستعد كل طرف لمزيد من السيطرة والنفوذ وتكسير العظام عندما لا يستطيعون التوصل إلى توازن القوى فيما بينهم". وحسب زيتوت فإن السيناريو الشعبي الذي بدأ في الشيوع لدى غالبية الجزائريين والمتمثل في الشعور بالإحباط واليأس من التغيير في ظل النظام الحالي، والذي تصفه أغلب الدراسات السيوسيولوجية والتحليلات السياسية أنه وضع شبيه بالواقع الذي الذي عاشته الجزائر عشية اندلاع الثورة التحريرية، هذا السيناريو هو الأكثر احتمالية للوقوع، لإنهاء هذا الواقع المأساوي وحفظ الجزائر من خطر التقسيم للجزائر، على حد تعبيره.