الأحد 24 مايو 2009 (ا ف ب)الفجرنيوز:أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه سيغلق معتقل غوانتنامو الذي يعد رمزا للتجاوزات التي مورست باسم محاربة الإرهاب. لكن هناك حواجز كبيرة تحول دون إغلاق المعتقل، والمقرر أن يتم عام 2010. إغلاق معتقل غوانتانامو في كوبا، ومحاكمة السجناء أو نقلهم إلى أماكن أخرى مسائل عويصة تزعج الحكومة الأمريكية، فهناك 240 سجينا ينتظرون أن يحاكموا أو أن يطلق سراحهم.
كيف يمكن البت في قضايا المشتبه بهم القابعين في معتقل غوانتانامو؟ عندما تولى باراك أوباما السلطة، أمر بتعليق المحاكمات العسكرية التي أنشأت في فترة بوش لمحاكمة معتقلي غوانتانامو. لكن بسبب الضجة التي أثارها هذا القرار، تراجع أوباما عن قراره فقد اتضح أن العديد من المسجونين لا يمكنهم المثول أمام المحاكم المدنية الأمريكية إذ هناك في بعض الحالات تفاصيل جدا حساسة لا يمكن عرضها على العامة. وفي النسخة الجديدة للمحاكم العسكرية، تم تعزيز حقوق الدفاع فيها خاصة بعد رفع النقاب عن الوسائل "غير الإنسانية" للتحقيق التي كانت تستخدم ضد المعتقلين. متى ستدين الولاياتالمتحدة معتقلي غوانتانامو؟ خلال السنوات السبع التي تلت إنشاء المعتقل، تم إدانة 20 سجينا من بين ما مجمعه 800 معتقل. وبغية إقفال المعتقل، يأمل الرئيس الأمريكي أن يتم سجن المدانين في الولاياتالمتحدة. وقد قام الديمقراطيون الأمريكيون بنقل بعض المُدانين إلى سجون أمريكية عليها حراسة أمنية مشددة على غرار زكريا موساوي الذي شارك في عمليات مع القاعدة وكذلك البريطاني ريتشارد رايد الذي حمل متفجرات في حذائه. وكلاهما يقبعان خلف القضبان في سجن يعد من أكثر السجون خضوعا للحراسة الأمنية في فلورانس في ولاية كولورادو. لكن رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي "الاف بي أي" روبرت موليرز حذر من أن معتقلي غوانتانامو بإمكانهم أن يدبروا خططا إرهابية من خلف القضبان. وبالرغم من أن المعتقلين مسجونون في غرف فردية 23 ساعة باليوم، يعتقد موليرز أن بإمكانهم التأثير أو دفع الآخرين إلى القيام بتفجيرات ضد السلطات الأمريكية.
أين يمكن للمفرج عنهم الذهاب ؟ تعاني السلطات الأمريكية من صعوبة في إيجاد أماكن آمنة للخمسين شخصا المفرج عنهم، حسب البيت الأبيض. فقد أعلنت الحكومة الأمريكية أنه تم تبرئة 17 صينيا مسلما ينتمون إلى مجموعة يوغور قم تم تبرئتهم لكنهم لا يستطيعون العودة إلى الصين حيث سيتعرضون لمضايقات. وقال السيناتور والمحامي الأمريكي اريك هولديرز أنه بالإمكان الإفراج عنهم والسماح لهم بالإقامة في الولاياتالمتحدة. لكن العديد من أعضاء الحزب الجمهوري يعارضون ذلك إذ يرون فيهم تهديدا لأمن المواطنين الأمريكيين. وقبلت أستراليا عام 2006 استقبال 5 أشخاص كانوا ينتمون إلى مجموعة يوغور. وهناك اليوم ثلاث دول مستعدة لاستقبال معتقلين سابقين في غوانتانامو وهم فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة. ما هو الحل؟ في مايو صرح وزير الدفاع الأمريكي أنه لا يعرف ماذا سيفعل بالخمسين إلى مائة شخص المعتقلين الذين لا يوجد ضدهم أدلة دامغة والذين لا يمكن في الوقت نفسه إخلاء سبيلهم ليبقوا في الولاياتالمتحدة فهم يشكلون خطرا على أمن بلاده. أما الحلول المتاحة لأوباما هي إما أن يبقي على هؤلاء المعتقلين في السجون للأبد وفقا للقانون الذي سنه جورج بوش مواجها بذلك نقد جمعيات حقوق الإنسان، أو يحاول تشريع قانون جديد بشأن وضع المشتبه بهم في أعمال إرهابية.