القاهرة قالت جماعة الإخوان المسلمين في مصر إنها لا تمانع في إجراء لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء زيارته القاهرة الخميس، وانتقدت تحذيرات أطلقتها أحزاب ليبرالية من تقارب محتمل بين الإدارة الأميركية الجديدة والجماعة بمصر.وثارت تكهنات حول إمكانية عقد لقاء بين أوباما ومعارضين مصريين أثناء الزيارة، خاصة بعد إحجام البيت الأبيض عن تأكيد أو نفي هذا الأمر، بينما قالت تقارير صحفية إن لقاء منفردا قد يجمع الرئيس الأميركي أو أحد معاونيه بقيادات إخوانية. لقاء علني وأكد محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان (86 نائبا) -والذي اجتمع بوفدين أميركيين رسميين في القاهرة في العامين الماضيين- تلقيه دعوة لحضور خطاب إلى العالم الإسلامي يلقيه الرئيس أوباما من جامعة القاهرة. وأضاف في تصريحات للجزيرة نت "وإذا تلقيت دعوة خاصة (للقاء أوباما أو معاونيه) فسأحضر وسأعلن ذلك". وأثارت لقاءات الكتاتني بالوفدين الأميركيين حفيظة النظام المصري، الذي حذر واشنطن حينها من خطورة التقارب مع الجماعة، التي تعد محظورة قانونا في مصر، لكنها تمارس أنشطتها بشكل علني ولها تواجد كثيف في النقابات وداخل البرلمان. وأوضح الكتاتني أن الإخوان "منفتحون على الجميع بما في ذلك نظام (الرئيس المصري) حسني مبارك، وإدارة الرئيس أوباما، شريطة أن يكون اللقاء معلنا وغير سري، خاصة وأننا لم نكتشف بعد حقيقة نوايا أوباما حيال الملف الداخلي المصري وقضايا المنطقة".
حوار وقلل من أهمية دراسة أصدرها معهد دراسات ممول من الخارجية الأميركية دعت إدارة أوباما لفتح قناة اتصال وحوار مع جماعة الإخوان، وقال "نحن لا نراهن على الضغط الأميركي، بل نطلب أن يكون الحوار بين النظام المصري والمعارضة المصرية". وقالت الدراسة التي أعدها مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط (بوميد) "إن الإخوان يعدون الجماعة السياسية المعارضة الأكبر في مصر، ولذلك لا يمكن لواشنطن ادعاء أنها تدعم التعددية السياسية (في مصر) من دون قبول التمثيل السياسي لأكبر قوة معارضة". وقال الكتاتني إن الرغبة الأميركية الجادة في حدوث إصلاح سياسي في مصر "يتطلب منها حث القيادة المصرية على تبني خطوات ديمقراطية كما حدث في عام 2005"، في إشارة للانتخابات العامة التي حصد فيها الإخوان 20% من مقاعد البرلمان. وأضاف "لا نريد لأوباما أو غيره الحديث عن ملف الإخوان -رغم الظلم الواقع علينا واعتقال العشرات منا ومصادرة أموالنا- وإنما نريد حديثا عن ضرورة فتح القنوات الديمقراطية وترك الرأي للشارع المصري لانتخاب نوابه، لأن حديثا أميركيا عن ملف الإخوان منفردا سيفزع النظام المصري وقد يجعله أكثر تعنتا". وأشار رئيس كتلة الإخوان البرلمانية إلى تزايد الأصوات الأميركية في خمسة الأعوام الماضية المنادية بضرورة فتح حوار مع الجماعة، لكنه قال إنها أصوات خارج الدائرة الرسمية وما زالت مقتصرة على ناشطين ومراكز بحثية. ورفض ما أشار إليه سياسيون ليبراليون في مصر من أن تقاربا بين الإخوان وواشنطن سيمثل خطرا على مصر والمنطقة، وقال "هذا كلام غير صحيح، والإخوان أحرص الناس على أمن مصر، ولو لم نكن كذلك، لكان موقفنا اختلف تماما أمام حملات الاعتقالات ومصادرة الأموال والمحاكمات العسكرية وغيرها". التوريث وفيما يتعلق بما تسميه المعارضة مخطط التوريث ونقل السلطة من الرئيس مبارك إلى نجله جمال، قال الكتاتني "أعتقد أن مسألة التوريث ستكون مطروحة وبقوة في لقاء الرئيس مبارك بنظيره الأميركي، واعتقد أن الإدارة الأميركية الحالية تدعم هذا الأمر، لأن مجيء جمال سيضمن لها نظاما يخدم مصالحها في المنطقة". وحول خطاب أوباما المرتقب للعالم الإسلامي، قال رئيس كتلة الإخوان البرلمانية إن السياسة الأميركية لم تتغير إلا في عباراتها، "فما زالت واشنطن تخوض حربا في أفغانستان والعراق وتدعم حكومة إسلام آباد ضد المسلمين السنة في وادي سوات، وخطاب أوباما مجرد دغدغة لمشاعر المسلمين وإصلاح ما أفسده سلفه بوش". وأوضح الكتاتني أن الاختبار الحقيقي لنوايا الإدارة الأميركية تجاه العالمين الإسلامي والعربي هو في الضغط على "الكيان الصهيوني" وليس على الفلسطينيين أصحاب الحق، مؤكدا أن "القضية الفلسطينية هي السبب في تقسيم المنطقة إلى محاور، وأن الدعم الأميركي اللامحدود للصهاينة هو ما يزيد الأمور تعقيدا".