عواصم(وكالات )الفجرنيوز:سلمت سلطات الاحتلال “الإسرائيلي”، أمس، دفعة جديدة من إخطارات الهدم لمنازل فلسطينيين في بلدة العيسوية وسط القدسالمحتلة بزعم البناء من دون ترخيص.وذكرت مصادر فلسطينية أن قوة من الشرطة “الإسرائيلية” داهمت البلدة واقتحمت عدة منازل وسلمت أصحابها إخطارات هدم لها. في سياق متصل، قال وزير البيئة “الإسرائيلي” جلعاد اردان إن حكومته تسعى للتوصل إلى صيغة تفاهمات مشتركة مع الإدارة الأمريكية حول موضوع المستوطنات. وشدد في حديث للإذاعة العبرية على استمرار التوسع في بناء المستوطنات في الضفة الغربيةوالقدس بحجة “الزيادة الطبيعية” للسكان، وأضاف أن “زيارة وزير الحرب أيهود باراك لواشنطن الأسبوع المقبل ستركز على الخروج بقاسم مشترك حول هذا الملف”. واكتشف رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو خلال جولته الأوروبية الأولى مدى عزلته في ملف الاستيطان الذي يرفض تجميده نزولا عند طلب واشنطن وغيرها من الدول الغربية. ولم يتمكن من تفادي طرح هذا الملف سواء في روما أو باريس، ولو أنه يعتبره اقل “أهمية وإلحاحاً” من “الخطر الإيراني”. وإن كان رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني اكتفى “بلفت انتباهه إلى ضرورة إعطاء إشارات قوية بشأن وقف الاستيطان”، فإن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طالب ب”تجميد تام” لأعمال البناء في الضفة، ودعا “إسرائيل” إلى أن تأخذ من دون تأخير كل الإجراءات الممكنة لتشجيع الثقة” مع الفلسطينيين “بدءا بالتجميد التام للأنشطة الاستيطانية”. وكرر نتنياهو موقف حكومته قائلا “لقد التزمنا بعدم بناء مستوطنات جديدة وعدم اقتطاع مزيد من الأراضي”. وقال بعد محادثاته مع ساركوزي للصحافيين إن الخلافات قد تحدث “بين أفضل الأصدقاء”. وتتذرع “إسرائيل” ب”النمو الطبيعي” للمستوطنات القائمة للتمسك بضرورة مواصلة البناء فيها. غير أن واشنطن ترفض الخوض في مثل هذه المسائل وتطالب بتجميد تام للاستيطان. وأكد مسؤول في وزارة الحرب إن “إسرائيل” “لا تزال تعمل على صيغة تسوية” مع حليفها الأمريكي. وقال “إننا ننتظر عودة رئيس الوزراء من جولته في أوروبا لبلورة وتوضيح بنود هذه الصيغة التي سينقلها باراك ويبحثها مع جورج ميتشل” الموفد الأمريكي للشرق الأوسط. وأشار باراك إلى استعداد نتنياهو “للانضمام طواعية إلى مبادرة سلام إقليمية”. وقال مسؤولون “إسرائيليون” إنه يسعى لتفاهمات مع إدارة أوباما تسمح لعمليات البناء القائمة بالفعل في المستوطنات أن تستمر. وكان من المقرر أساساً أن يلتقي ميتشل ونتنياهو، أمس، في باريس غير أن اللقاء الغي في اللحظة الأخيرة، ما كشف عن توتر متزايد بين الدولتين الحليفتين حول مسألة الاستيطان. وفيما أفادت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية أن اللقاء الغي بمبادرة من واشنطن في إشارة استياء، أكد نتنياهو أنه هو الذي طلب “إرجاء” الاجتماع “لتوضيح بعض المسائل”. وسيجتمع ميتشل بدلا من ذلك مع باراك الإثنين المقبل. وكان نتنياهو يعتزم من خلال جولته الأوروبية الحض على موقف أكثر حزماً حيال إيران، غير أن موضوع المستوطنات فرض نفسه عليه، بالرغم من وصفه الاجتماعات التي عقدها بأنها “دافئة”.