واشنطن، 16 نوفمبر2009:حذر تقرير أمريكي صادر عن جهة بحثية أمريكية مقربة من تيار المحافظين الجدد من أن التدخل العسكري السعودي المتزايد في اليمن من الممكن أن يفقد الحكومة اليمنية شرعيتها ويتسبب بمشكلات للمملكة العربية السعودية فيما سيعزز وضع المتمردين الحوثيين.وقال التقرير الذي نشره مشروع إستراتيجية الشرق الأوسط بجامعة هارفارد السبت، وهو مشروع بحثي لدراسات الأمن القومي الأمريكي بمركز "ويذرهيد" للعلاقات الدولية بجامعة هارفارد، ويسيطر عليه أكاديميون وباحثون ينتمون لليمين الأمريكي المتشدد والداعم لإسرائيل، قال إن "التدخل السعودي ربما يفقد الحكومة اليمنية شرعيتها بشكل أكبر، وربما يوجد مزيدا من الدعم للمتمردين". ولفت التقرير الذي حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك إلى أن "هناك استياء قويا من التدخل السعودي رغم أن اليمنيين يوافقون عليه قليلا في العموم". وأضاف أن العمليات العسكرية السعودية فيما يبدو تستثير بعض التعاطف في إيران مع المتمردين. وتابع التقرير أن المتمردين الحوثيين، وهم من الشيعة الزيديين "لن يعانوا على الأرجح أكثر من مجرد تراجع تكتيكي طفيف نتيجة للمجهود العسكري السعودي". واعتبر التقرير الذي حصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على نسخة منه أن ما سيكون أكثر تهديدا بالنسبة للمتمردين هو قيام المملكة بجهود لتمشيط الحدود ووقف التهريب. لكن التقرير، الذي أعده دانيال بايمان مدير برنامج الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون وزميل مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز، قال إن السعودية تشعر أن لديها الكثير الذي تخشى عليه في اليمن أكثر من مجرد التدخل الإيراني. وأوضح أن "السعودية تشعر دائما بأن لديها مصلحة خاصة تتعلق بالقبائل في المنطقة الشمالية الغربية، خصوصا وأن بعضها تنتشر على الحدود اليمنية السعودية". وأضاف أن "الأسلحة أيضا تأتي إلى السعودية من اليمن. والسعوديون يشعرون دائما بأنهم يجب أن يكونوا القوة المهيمنة في اليمن وتدخلوا بشكل مكثف لعقود في سياسات البلد الداخلية". وقال بايمان: "قارن أحد السياسيين الذين أعرفهم الهاجس لدى السعوديين بشأن اليمن بقلق الولاياتالمتحدة إزاء كوبا". وبدأت الحكومة اليمنية في أغسطس/آب حملة عسكرية ضد المتمردين الحوثيين، الذين تقول إنهم يتلقون دعما من إيران، في حين شن سلاح الجو السعودي منذ أوائل الشهر الجاري هجوما على مواقع للحوثيين في مناطق على الحدود السعودية اليمنية، بعدما اخترقتها عناصر تابعة للمتمردين الذين يتهمون المملكة بدعم حكومة صنعاء في حملتها ضدهم. وأعربت الولاياتالمتحدة عن دعمها لحق السعودية في الدفاع عن أرضها وحدودها ضد الحوثيين، كما حظي تحرك المملكة بدعم عربي ودولي، فيما حذرت إيران من تدخل أطراف مجاورة لليمن في الصراع.