غزة:اتفق المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) المنعقد منذ مساء الجمعة الماضية في دورة مفتوحة، وبعد نقاشٍ طويل، على تشكيل لجنة خاصة مهمتهما الأساسية وضع إستراتيجية لكيفية استعادة قطاع غزة إلى الشرعية.ومع تأكيد المجلس على أن عودة غزة ستكون عن طريق الحوار بشكل أساسي، فإنه كشف عن خطط أخرى -لم يتم الإعلان عنها- من شأنها استعادة غزة، وألا يبقى الحوار هو الطريقة الوحيدة. وتسيطر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة منذ منتصف يونيو 2007، بينما تفرض السلطة الفلسطينية سيطرتها على الضفة الغربيةالمحتلة، الأمر الذي أوجد حالة من الانقسام الداخلي وهددت فتح، بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكثر من مرة باستعادة غزة ولو بالقوة. وفي بيانٍ صحفي قال عضو المجلس الثوري لفتح جمال نزال: إن المجلس الثوري اتفق في جلسته المنعقدة أمس 18-1-2010، وبعد نقاش مستفيض، على تشكيل لجنة خاصة تكون مهمتها الأساسية استعادة غزة. وأضاف نزال أنه "كلما ابتعدت حماس عن ساحة الالتقاء مع فصائل منظمة التحرير على كلمة الوحدة الوطنية، تراجع عدد أنصار الحوار والمصالحة معها في صفوف فتح"، واتهم القيادي في فتح حركة حماس بأنها "لا تريد أن تضع يدها في يد أحد، وإنما تريد أن ترقص وحدها في الظلام". عقدة غزة وبحسب القيادي في فتح فإن هذه اللجنة ستتشكل من أعضاء في اللجنة المركزية والمجلس الثوري بفتح لتقدم تقريرا قبل حلول موعد الدورة القادمة للمجلس الثوري في أبريل المقبل، وأضاف أن قرارين قد اتخذا بهذا الخصوص، أحدهما يعنى بتوفير أسباب الصمود ووسائل الدعم لأبناء غزة، والآخر بوضع رؤية إستراتيجية لتجريد ما وصفه بسلطة "الانقلاب" من جميع أشكال "الفيتو" على المصالحة وعودة الشرعية إلى القطاع، على حد قوله. ولفت نزال إلى أن تمديد جلسات المجلس إلى الآن كان بسبب الإسهاب في مناقشة هذه القضية، "كما أنه سيجري اليوم نقاش مسائل تتعلق بالنظام الداخلي للحركة، ثم ينهي أعماله بصدور البيان الختامي مساء اليوم". الوضع المالي في سياقٍ آخر دار حديث في اجتماع المجلس الثوري عن شكوك بأن خزينة حركة فتح "خاوية"، وخاصة بعد إعلانات عن تجميد مخصصات أسر الشهداء من أعضاء الحركة في تونس، والتوقف عن سداد إيجار منازل العديد من كوادرها وقياداتها بتونس. وبين نزال أن "الوضع المالي للحركة لم يأخذ حيزا كبيرا في نقاشات المجلس الثوري كما هو مطلوب"، لكنه أكد أن المجلس سيبحث هذا الموضوع اليوم، وأكد أن فتح تعيش حالة حصار مالي وسياسي، ولا تتوفر لها مصادر مالية كانت متاحة لها في بداية تسعينيات القرن الماضي مثلا، فيما تزداد الأعباء عليها، خاصة مع وجود الآلاف من أسر الشهداء، والتي تتقاضى استحقاقات شهرية من الحركة. وبين نزال أن "الحركة تواجه صعوبات في الحصول على أموالها الموزعة في أكثر من دولة؛ نظرا لارتباط ذلك بأسباب سياسية مع بعض الدول"، وشدد على أن "هناك هامشا واسعا من أموال فتح يبقى سريا لأننا ما زلنا حركة تحرر وطني ومقاومة تحت الاحتلال". عقدة غزة تعقيبا على اجتماع ثوري فتح قال القيادي في حماس إسماعيل رضوان في تصريح ل"إسلام أون لاين.نت": إن "هذه الأفكار تدلل على المنهجية الخاصة بحركة فتح والرافضة للحوار والشراكة السياسية"، مشددا على أن "فتح تريد غزة لها ولسلطة رام الله.. لا تبحث عن شراكة ولا عن حوار.. وهي غير معنية بالمصالحة". وحذر رضوان فتح من "الاستعانة بالاحتلال أو أي جهات خارجية لتنفيذ ما لديهم من مخططات.. وأي محاولة ستبوء بالفشل.. ونحن نؤكد أن باب المصالحة والحوار هو الوحيد ولا يوجد سواه". واستهجن تخصيص الحركة لمثل هذه اللجان (من أجل غزة) وإغفالها القضايا المهمة والرئيسية، وتساءل مستنكرا: "لم لا يتم تشكيل لجان لبحث تهويد القدس والاستيطان في الضفة.. هل بقيت فقط أمام فتح عقدة غزة؟!". علا عطا الله الثلاثاء. يناير. 19, 2010