ليت الزمان بضاعة أو سلعة فأبيع في سوق الزمان زماني أنا لست بعرضه متعمنتاً بل سوف أقبل أبخس الأثمان وابيعه فوراً لأول عابر لأول عابر بالنقد لالتقسيط بالمجان
ولسوف أرثي بعدها للمشتري فهو الذي قد باء بالخسران انا لست مخذولاً... ولا متشائماً
فلقد وضعت بخالقي إيماني لكن قلبي من زماني متعب قد هدمت أثقاله أركاني زمن ترى فيه المكارم عطلت وكأنها عار على الفتيان وترى معاني المفردات تحورت وتطورت بتطور الإنسان فالخير والأخلاق عملة مفلس والبغي أضحى شيمة الشجعان والمنكرات أليفة مألوفة والدين ماوى العاجز الكسلان عادوا لعصر الجاهلية ....في رضى مستأنفين عبادة الأوثان عبدوا الدراهم والمناصب خشعاً وتنكروا لمدبر الأكوان هجروا الحلال إلى الحرام جهالة مثل الفراش هوى إلى النيران فالمال ثم المال أكبر همهم ولتذهب الأخلاق للشيطان يتسابقون لنيله ولجمعه بالزور بالتزوير بالبهتان لا تعجبوا فالمال فيهم سلطة من حازها هو صاحب السلطان فابو فلان إن تبين ظله ازجى له الترحيب كل لسان كل المكاتب شرعت أبوابها في وجهه حتى بلا إستئذان ويهب من فيها على أقدامهم كي يأخذوا المحروس بالأحضان شرفتنا كلفت نفسك جهدها أنت الذي يؤتى إليه بالعنوان طلبات سيدنا أوامر فغسترح وينال ما يبغي ببضع ثوان
والبآس الطفران يندب حظه من أين ياتي الحظ للطفران يمشي فتدفعه الأكف بغلظة وكأنه بلوى بني الإنسان وتصك أبواب المكاتب وجهه فيطاطئ المسكين في إذعان عد في غد في أخر الصف إنتظر أولست تبصر زحمة الديوان وتطول وقفته بغير تذمر حتى إذا قد فاز بالرضوان وإذا الموظف وحده وجريدة والقهوة السمراء في الفنجان وعن التفاخر والتكاثر لا تسل حدث بلا ريث ولا إمعان قد أغدق المولى عليه نعيمه والله قد يعطي بلا حسبان لكنه ما هان نعمة ربه بل كافأ الإحسان بالكفران فتراه يمشي تائهاً متمختراً يختال كالطاووس في البستان قد ثبت المخشير فوق حزامه والكف تمسك علبة الدخان وتصيخ سمعك في مكالمة له وإذا كلام نصفه بهتان عفواً فإن الخال يعقد صفقة فجنابة شخص عظيم الشآن أما الضمير ففي نوم عميق والمتاحف قابع قد حنطوه ولف بالأكفان وكأنه لآثار تاريخ مضى أو تحفة من عابر الأزمان والغش وأزانه في ايامنا هو رأس مال التاجر الفهمان يلقى الزبائن ضاحكاً متحلقاً في ملمس بنعومة الثعبان وبريق مسبحة يلوح بكفه وعلى الخزانة مصحف عثمان لكن يجهز للزبون مصائداً بالسعر أو بالكيل والميزان وتراه يحلف بالطلاق مؤكداً أن البضاعة أصلها طلياني فبنى العمارة من طعام فاسد متنكراً للدين والأديان هذا زماني هذه أوصافه من غير ما لف ولا دوران هل من مشتري لبضاعتي فليأتطفاً إلى الأعوان الإسم : أي مواطن من أمتي أو منسوب إلى عنواني أما المكان :فكل قطر مسلم من قلب جاكرتا إلى تطوان أما الزمان : فعصر كل ضلالة أو بدعة والوصف امريكاني