استاذ موارد مائية يحذر من زلزال إثيوبيا وتداعياته على ليبيا و السودان    الداخلية: "الإجراء" ضد أحد المحامين جاء بعد معاينة جريمة "هضم جانب موظف عمومي أثناء آدائه لمهامه"    مجلس وزاري مضيق حول مشروع قانون أساسي يتعلق بتنظيم الجمعيات    عاجل: الإذن بالاحتفاظ بالمحامي مهدي زقروبة    المعهد الوطني للاستهلاك: توجه الأسر 5 بالمائة من إنفاقها الشهري إلى أطعمة يقع هدرها    سيدي بوزيد: توقّعات بارتفاع صابة الحبوب بالجهة مقارنة بالموسم الماضي    اصدار بطاقة ايداع في حق سنية الدهماني    موقعا قتلى وجرحى.. "حزب الله" ينشر ملخص عملياته ضد الاحتلال يوم الاثنين    الصحة الفلسطينية: القصف الإسرائيلي على غزة يُخلّف 20 شهيدا    فرنسا.. 23 محاولة لتعطيل مسيرة الشعلة الأولمبية على مدى أربعة أيام    كاس تونس لكرة القدم : برنامج مباريات الدور ثمن النهائي    اتحاد تطاوين - سيف غزال مدربا جديدا    على خلفية حادثة حجب العلم الوطني بالمسبح الاولمبي برادس ... فتح بحث تحقيقي ضد 9 أشخاص    صفاقس: الإذن بفتح بحث تحقيقي في ملابسات وفاة شاب عُثر عليه ميّتا في منزله بطينة (الناطق باسم المحكمة الابتدائية صفاقس 2)    مصدر قضائي: الإذن بإيقاف شخصين من دول إفريقيا جنوب الصحراء من أجل شبهة القتل العمد مع سابقية القصد    مصالح الحرس الديواني تحجز خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2024 كميات من البضائع المهربة ووسائل النقل قيمتها الجملية 179 مليون دينار    تشكيات من تردي الوضعية البيئية بالبرج الأثري بقليبية ودعوات إلى تدخل السلط لتنظيفه وحمايته من الاعتداءات المتكرّرة    القصرين : عروض الفروسية والرماية بمهرجان الحصان البربري وأيام الإستثمار والتنمية بتالة تستقطب جمهورا غفيرا    وزارة الشؤون الثقافية: الإعداد للدّورة الرّابعة للمجلس الأعلى للتعاون بين الجمهورية التونسية والجمهورية الفرنسية    جراحة التجميل في تونس تستقطب سنويا أكثر من 30 ألف زائر أجنبي    سليانة: تقدم عملية مسح المسالك الفلاحية بنسبة 16 بالمائة    جراحو القلب والشرايين يطلعون على كل التقنيات المبتكرة في مؤتمرهم الدولي بتونس    في معرض الكتاب بالرباط.. احبها بلا ذاكرة تحقق اكبر المبيعات    كرة اليد.. تحديد موعد مباراتي نصف نهائي كأس تونس    وزارة الصحة تنتدب 3000 خطة جديدة خلال السداسي الثاني من 2024    طقس الليلة.. امطار متفرقة ورعدية بعدد من الجهات    ''قطاع التأمين: ''ندعم قانون المسؤولية الطبية.. فلا بد من تأطير قانوني    سعيّد: "أكثر من 2700 شهادة مدلّسة.. ومن دلّسها يتظاهر اليوم بالعفّة"    وزير الفلاحة: مؤشرات إيجابية لتجربة الزراعات الكبرى في الصحراء    سوسة: سائق سيارة تاكسي يعتدي بالفاحشة على قاصر    بنزرت: ضبط ومتابعة الاستعدادات المستوجبة لإنجاح موسم الحصاد    البنك التونسي ينفذ استراتيجيته وينتقل الى السرعة القصوى في المردودية    المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات: الشركة التونسية للبنك تدعم مقاربة الدولة للأمن الغذائي الشامل    معين الشعباني: سنذهب للقاهرة .. كي ندافع عن حظوظنا مثلما يجب    من هو وزير الدفاع الجديد المقرب من فلاديمير بوتين؟    عاجل : الكشف عن وفاق اجرامي يساعد الأجانب دخول البلاد بطرق غير قانونية    الكرم: القبض على افريقي من جنوب الصحراء يدعو إلى اعتناق المسيحية..وهذه التفاصيل..    مغني الراب سنفارا يكشف الستار : ما وراء تراجع الراب التونسي عالميا    نور شيبة يهاجم برنامج عبد الرزاق الشابي: ''برنامج فاشل لن أحضر كضيف''    5 جامعات تونسية تقتحم تصنيفا عالميا    تفاصيل جديدة بخصوص الكشف عن شكبة إجرامية دولية للاتجار بالمخدرات..#خبر_عاجل    مسؤولة بالستاغ : فاتورة الكهرباء مدعمة بنسبة 60 بالمئة    وفاة أول متلقٍ لكلية خنزير بعد شهرين من الجراحة    نائبة بالبرلمان : '' سيقع قريبا الكشف عن الذراع الإعلامي الضالع في ملف التآمر..''    راس الجدير: ضبط 8 أفارقة بصدد التسلل إلى تونس بمساعدة شخص ليبي..    بطولة ايطاليا: تعادل جوفنتوس مع ساليرنيتانا وخسارة روما أمام أتلانتا    المالوف التونسي في قلب باريس    دربي العاصمة 1 جوان : كل ما تريد أن تعريفه عن التذاكر    مصر: انهيار عقار مأهول بالسكان في الإسكندرية وإنقاذ 9 أشخاص    نتنياهو: نناقش "نفي قادة حماس.."    بين الإلغاء والتأجيل ... هذه الأسباب الحقيقة وراء عدم تنظيم «24 ساعة مسرح دون انقطاع»    دراسة تربط الوزن الزائد لدى الأطفال بالهاتف والتلفزيون..كيف؟    مئات الحرائق بغابات كندا.. وإجلاء آلاف السكان    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تونس .... والحريق القادم : لطفي زيتون
نشر في الفجر نيوز يوم 14 - 04 - 2010

img align="left" أصلا!!="" فداء="" كبش="" عن="" للبحث="" الوقت="" توفر="" إذا="" هذا="" كلهم="" استئصلوا="" لانهم="" هناك="" يكون="" لن="" المرة="" وهذه="" الحكومة="" أو="" الدولة="" مؤسسات="" على="" فقط="" يأتي="" الذي="" القادم="" الحريق="" إرهاصات="" كلها="" بالمنزه="" الأولمبي="" الملعب="" أحداث="" وبعدها="" الرديف="" وقبلها="" تريمش="" السلام="" عبد="" الشاب="" حادثة="" بدورها.="" تستهدف="" الشعبي="" للغليان="" متنفسا="" وفرت="" التي="" الرياضة="" فرق="" هي="" وها="" مدني="" مجتمع="" ولا="" ثقافية="" جمعيات="" سياسية="" أحزاب="" من="" وسيط="" لا="" الموت.="" بقوارب="" منها="" المتعلق="" حتى="" السبل="" وجهه="" في="" سدت="" الغاضب="" الشباب="" شعب="" مع="" مباشرة="" مواجهة="" نفسها="" تجد="" هذه="" ها="" الحمقاء="" السياسة="" عشريتين="" وبعد="" سياسية.="" أم="" حقوقية="" نقابية="" رياضية="" طبيعتهم="" النظر="" بقطع="" الخصوم="" وقمع="" الأمام="" الى="" والهروب="" الأمني="" الحل="" غير="" لأزماتها="" حلول="" البحث="" يمنعها="" الغبي)="" المنستير="" بدلية="" موضف="" (مثل="" مزمن="" ألوان="" بعمى="" أصيبت="" قد="" الترجية،="" جمهور="" رأي="" الدولة،="" أن="" 1978)="" جانفي="" 26="" دامي="" آخر="" بخميس="" تحتفظ="" الشعبية="" (الذاكرة="" الدامي="" الخميس="" أثبتت="" لقد="" جديدة.="" ليست="" أيضا="" التهم="" الوطنية!!="" الروح="" بضعف="" بعدها="" نتهمه="" لمعاقبة="" وسيلة="" أهم="" وخليفته="" بورقيبة="" دولة="" عرف="" الوطنية="" الخدمة="" أصبحت="" تونس="" لأنه="" التجنيد="" إحالة="" تنكيل="" يصحبه="" ما="" سجن="" :="" المعالجات="" نفس="" الخطاب="" الجامعي="" المركب="" طلاب="" بمواجهة="" بمقابلة="" متعلق="" هو="" هل="" الأمر="" يختلط="" خاص.="" بمعهد="" ويدرس="" الرياضية="" العلوم="" الأستاذية="" متحصل="" الأحداث="" المتورطين="" أحد="" فإن="" وللعلم="" اعتداءاتهم.="" المنجرة="" السقوط="" نسب="" وتحديد="" معهم="" التحقيقات="" مواصلة="" انتظار="" بالسجن="" إيداع="" بطاقات="" حقهم="" التحقيق="" قاضي="" فأصدر="" بدني="" سقوط="" عنه="" نجم="" موظف="" الشديد="" بالعنف="" بالاعتداء="" تتعلق="" تهم="" الباقين="" للخمسة="" أضيفت="" فيما="" الجناحي="" المجلس="" ذمة="" فصدرت="" الحميدة="" الأخلاق="" والاعتداء="" بالحجارة="" الأشخاص="" ومهاجمة="" والخاصة="" العامة="" الغير="" بأملاك="" والاضرار="" بالملاعب="" أخلاقية="" شعارات="" بترديد="" منهم="" 22="" إلى="" ووجهت="" بتونس="" الابتدائية="" بالمحكمة="" العمومية="" النيابة="" أنظار="" أمس="" صباح="" آخرون="" 27="" وأحيل="" الآخر="" البعض="" بالنظر="" عهد="" التلاميذ="" وخاصة="" الافراج="" إثرها="" تقرّر="" الترجي="" جماهير="" شاب="" 200="" أكثر="" إيقاف="" وتمكنت="" المذكورة="" للأعمال="" للتصدي="" الأمنية="" الوحدات="" تحركت="" ذلك:="" مثالا="" السلطة)="" مقربة="" الصحف="" (وكل="" (الشروق)="" السلطة="" المقربة="" احدى="" أوردته="" ويمثل="" مختلطة="" الا="" الحقائق="" يرى="" أحول="" رسمي="" خطاب="" مقابل="" دارو="" يشد="" واحد="" كل="" و="" الجمعة="" دقيقة="" 90="" إلا="" ماهي="" روح="" نحبو="" كيما="" نفرحو="" نزهو="" خلونا="" اعتقونا="" قيلونا="" لذا="" مظلومين="" احنا="" اكهو="" الحاكم="" متاعو="" السبب="" المنزه="" صار="" الي="" فوضى="" تكسير="" هوليقنز="" عقلية="" ماهيش="" الألترا="" طريق="" نسيرو="" باش="" مالأخر="" الحاصل="" تي="" علاش,,,,,,="" أعلم="" الله="" خايبة="" صورة="" علينا="" يعطي="" الحكاية="" كبرها="" الإعلام="" فلام...="" يطرشقو="" عندهم="" عادي="" كيفاش="" بحذانا="" الدزاير="" الكل="" العالم="" بلدان="" تشوفو="" نحبكم="" منعتوه...="" الفلام="" حكاية="" طيرهلنا="" الشيخة="" فزدها="" لكن="" نغنو="" جينا="" عنا...="" خاطر="" الربح="" الخسارة="" مشكلة="" عنا="" الجماهير="" شخصية="" عندو="" خليفة="" صابر="" خلف="" تضرب="" الأنف="" حمام="" شافت="" الناس="" فريقها="" وإلا="" جمهورها="" وما="" واحنا="" الهزيمة...="" يقبلوش="" المكشخين="" تحكو="" اخر="" سبب="" فما="" متاع="" الزايد="" مالتعسف="" ظلم="" اجنابهم="" نطقو="" الماء...="" شئ="" تطيحو="" انتوما="" تجو="" معروفين="" ولينا="" بروح="" والدخلات="" عالم="" كبير="" شوط="" قطعنا="" مبعد="" ربي...="" عباد="" يا="" مالأوراق="" مصنوعة="" الدخلة="" نحيتولنا="" علاش="" بربي="" بالحاكم...="" يسركلوك="" فوق="" يدخل="" معادش="" رادس="" الطمبور="" الأعلام="" التوندارات="" الكاسكات="" الكاشكول="" الجروبات="" مروال="" البوندرول="" نحولنا="" عاد="" الحال...="" عجبهوش="" سي="" اما="" اكهو...="" جروب="" جمعية="" مريول="" سروال="" لابس="" خوكم="" انا="" مخبيه="" كلاشنكوف="" بزوكا="" عندي="" عليا="" تقولش="" مراة="" 7="" قريب="" لحد...="" حد="" قال="" التفتيش="" بوه="" قتلتو="" تقول="" يسخسخك="" يدزك="" شيرة="" يجيك="" متاعهم="" الحلو="" الكلام="" دورة="" براجات="" زيد="" ثنية...="" تلقاهم="" حومتك="" تخرج="" دوب="" البوليسية="" حاجة="" اول="" امريكي...="" مطار="" متعدي="" عربي="" عليه="" العراق="" ينتخب="" ماشي="" للمنزه="" يمشي="" كي="" الواحد="" وهو="" لسبب="" وثارو="" انتفضو="" للحادث...="" الرئيسي="" الضو="" يطفو="" قاعدين="" إلي="" إعلاميي="" لكل="" المولدي="" لفتحي="" رسالة="" alt="في بداية شهر مارس الماضي وبعد محاولات كثيرة قام بها الشاب عبد السلام تريمش لانقاذ عربته المتجولة التي تمثل مورد رزقه الوحيد وعائلته من الحجز الذي قررته البلدية تعسفا في حقه، توجه الى مقر بلدية المنستير حاملا معه اناء مليئا بالبنزين مهددا بإضرام النار في نفسه إن لم تتم الاستجابة لطلباته هو الفقير المعتمد في معيشته على هذه العربة المتواضعة. الأقدار وضعت عبد السلام تريمش أمام أحد مسؤولي البلدية الأغبياء الذي لم يكتف بعدم التفاعل مع طلبات الشاب بل نهره امام الموطنين متحديا إياه أن يقدم على حرق نفسه. لم يكن هذا المسؤول الأبله عديم الإحساس واعيا بحالة الياس والغضب والخوف من المستقبل والعجز أمام سطوة الدولة الظالمة التي تمكنت من نفسية ذلك الشاب في ذلك الصباح فتعامل معه بعقلية المسؤول التقليدية في الإدارة التونسية المتصفة بالعنجهية واحتقار المواطن والتعامل مع مشاكله بروح الثار والتنكيل والتعطيل. أخرج الضحية ولّاعة وأضرم النار في الوقود الذي سكبه سلفا على جسده. وقد أصابت الحروق جسد عبد السلام وقلوب زوجته وأبنائه معه ثم تضاعفت حرقتهم ولوعتهم بالاعلان عن وفاته وقد شهدت جنازته حضورا شعبيا غير مسبوق رفعت فيها الشعارات الدينية والسياسية المهاجمة للدولة ورموزها وخاصة البلدية التي كسر الشباب الغاضب واجهتها. ما وقع في ملعب المنزه الخميس الماضي اثر مباراة كرة القدم بين الترجي الرياضي ونادي حمام الأنف لا يختلف كثيرا. المقابلة كانت عادية جدا والترجي الرياضي لم يكن مهددا في مرتبته الأولى في البطولة القومية حتى ولو انهزم ناهيك انه تحصل على التعادل بينما انهزم ملاحقوه. بعد انتهاء المقابلة التي كان الحضور فيها مكثفا من قبل الجمهور ومن قبل رجال البوليس (تونس تعد أكثر من 140 الف رجل شرطة فوجب تشغيلهم) انطلق مراهق صغير من المدرجات الى داخل الملعب وهو مشهد يحدث في كل ملاعب العالم وياخذه الناس مأخذ الهزل وتنتهي الملاحقة عادة في أجواء مرحة رغم ان الشخص قد يحال أما القضاء بتهم خفيفة في العادة وفي أجواء تحفظ كرامته من اي اعتداء من البوليس. في حالتنا هذه انتهت مطاردة المراهق التونسي بالاعتداء عليه بالعنف الشديد من قبل البوليس أمام ملعب مليء بجماهير في حالة شديدة من الغليان. ليس فقط الغليان بسبب المقابلة التي اوشك فيها الترجي على تلقي هزيمة ثقيلة ولكن امام آلاف من الشباب الذي يعاني من مزيج متفجر من الغضب من الاضطهاد الذي يتعرض له خارج الملعب على يد دولة ديكتاتورية غاشمة والإهانة اليومية التي يمارسها البوليس على الشباب خاصة واليأس من المستقبل في ظل ارتفاع معدلات البطالة الى مستويات غير مسبوقة في تونس وانخراط الدولة بعد تلكؤ طويل في مشاريع الاتحاد الأوروبي في منع الهجرة السرية في مقابل التغاضي عن ملفها الأسود في مجال حقوق الانسان والحقد الذي بدأ يتنامى في صفوف الترجيين على الدولة بعد ان انكشف ميل العائلة الحاكمة في تونس إلى غريميه النجم الساحلي بالنسبة لعائلة الرئيس والنادي الافريقي بالنسبة لعائلة زوجة الرئيس. لم يتحمل جمهور الترجي الذي كان يملأ المدرجات مشهد المراهق وهو يقع فريسة للركل والصفع من قبل كتيبة من عضاريط البوليس فانفجر في ما يشبه الانتفاضة داخل الملعب تحطيما لكل ما يقع تحت ايديهم لترمى به قوات البوليس داخل الملعب ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في صفوفها وهذه القوات هي التي بادرت بدورها برمي الجمهور بالحجارة ما أسفر أيضا عن مقتل طفل صغير في التاسعة من عمره وإصابة العشرات من المشجعين بجروح بليغة ودفع الجمهور الى كسر الحائط الفاصل بين المدارج المغطاة والمدارج الخلفية للهروب من وابل الحجارة كما قام المشرفون على الملعب بإطفاء الأضواء الكاشفة لمنع الجمهور من تصوير مشاهد العنف الذي مارسه البوليس. ما حدث في الملعب ورغم خطورته لم يخرج عن المتوقع في أجواء نهاية بطولة خاصة وقد شهدت الملاعب التونسية أشد منه أو أقل حسب اهمية المقابلة وليست أحداث باجة في أواسط التسعينات والتي سقط فيها عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى في اواسط التسعينات ببعيدة. وقد حذر الكثير من المهتمين بالشأن التونسي من سياسة السلطة في الاعتماد على رياضة كرة القدم مكونا أساسيا من مكونات سياسة الدولة في ترويض المجتمع والسيطرة عليه من خلال إحلال الكرة محل السياسة في لا وعي التونسي. فاستدعيت الامكانات الضخمة على الطريقة الاوروبية أو ما يسمى (الالتراس) في تشجيع الفرق وأصبحت أهم البرامج في وسائل الإعلام الرسمية (والإعلام في تونس كله رسمي) تخصص للكرة وهي في الغالب برامج ذات سقف عال من الحرية في نقد الفرق والهيئات المديرة والمدربين يحضر فيها الرأي والرأي الآخر. الخط الأحمر في هذه البرامج كان دائما وزارة الرياضة والرئاسة التي هي طبعا ذات الفضل في اي انتصار يحققه اي فريق مهما صغر شانه بينما الهزائم يتحمل مسؤوليتها الأدنى فالأدنى. تحولت الفرق الرياضية شيئا فشيئا إلى أحزاب سياسية ولكن ذات جماهير. كان الترجي فيما مضى يمثل حزب أو فريق الحكومة خاصة أن بورقيبة لم يعرف عنه غراما بفريق معين وفريق بلدته المنستير لم يكن من المنافسين الكبار على الألقاب. وجود رئيس من سوسة مهد النجم الساحلي أحد أهم الفرق التونسية وأصهاره من أنصار النادي الافريقي أدخل قسطا غير قليل من التوتر في صفوف جماهير فريق العاصمة التي بدأت تنظر لفريقها باعتباره أهم قوة معارضة (رياضية) في البلد. وفي أجواء تونس حيث تغيب أو تغيّب أي معارضة من أي نوع آخر تصبح المعارضة الرياضية هي المعارضة باختصار. وتكفي جولة سريعة في لقطات الفيديو التي ينشرها جمهور الترجي على اليويوب وصفحات الانترنت الخاصة بهم وتحليل الأناشيد التي يتغنى بها الجمهور في مقابلات النادي العاصمي إضافة الى اتخاذ صورة تشي غيفارا شعارا لجماهير الفيراج (المدارج خلف المرمى) (وهي الجماهير الأشد فقرا في العادة والأكثر حماسا) حتى نعلم أننا أمام حالة من الغليان والتمرد كانت تنتظر عود ثقاب لتشتعل. وقد مثل تعامل البوليس يوم الخميس عود الثقاب ذاك. ما حدث خارج الملعب بعد ذلك فاق كل تصور. تعاملت وسائل الاعلام الرسمية (والإعلام كله رسمي في تونس) مع الحدث باعتباره حدثا سياسيا بامتياز وليس رياضيا. بلاغ رسمي في مفتتح نشرة الأخبار ومشاهد آثار العنف في الملعب وخارجه مع تلك الموسيقى الجنائزية التي استدعت إلى الأذهان بسرعة مشاهد ما صورته السلطة في الثمانينات وبداية التسعينات آثارا للعنف الذي تزعم أن معارضيها يمارسونه سواء
كانوا نقابيين أو إسلاميين. الديوان السياسي للحزب الحاكم لم يغب عن الأحداث فأصدر بيانا شديد اللهجة يذكر بما كان يصدره في مناسبات المواجهات الكبرى مع قوى المعارضة السياسية وخاصة حركة النهضة فدعا في بيانه إلى مزيد الحزم والصرامة في التصدي لمثل هذه الأعمال !!!. ولتكتمل الصورة انخرطت بعض الفضائيات التونسية في حملة شديدة على فريق الترجي مسيرين ولاعبين وجمهورا وبلغ المشهد أقصى حالات الدراما أو الكوميديا السوداء باستدعاء الصحفي بوبكر الصغير الذي دأب على لعب دور الناطق شبه الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في الرد والهجوم على المعارضة السياسية وخاصة الإسلامية منها. استدعاء هذا الشخص في قناة حنبعل ليقول أن المشكل سياسي وليهاجم الترجي فريقا وجمهورا وهيئة مديرة وليحملها مسؤولية انتشار العنف، كشف عن حقيقة أن آلة القمع الجبارة (140 بوليس) قد وضعت الترجي على قائمة الاستئصال بعد أن فرغت من الخصوم السياسيين. يبدو ان الوضع الامني والسياسي المتوتر أصلا لم يعد يسمح بهامش الحرية الذي تمتعت به الجماهير الرياضية ثمنا لسكوتها على ضرب الجماهير السياسية. ويبدو ان السلطة تسلك نفس المنهج الذي سلكته سابقا: فللقضاء على هامش الحرية السياسية اختارت أكبر ثيران الساحة السياسية وقتها (النهضة) وذبحته قبل ان تمر لتذبح بقية الثيران ولسان حالها يقول: أكلت يوم أكل الثور الأبيض. نفس السيناريو يتكرر رياضيا هذه المرة مع أكبر الفرق التونسية. بنفس الآلات وبنفس الأساليب والوجوه حتى. ولكم أن تطلعوا على تعليقات جمهور الترجي على تدخل بوبكر الصغير لتتأكدوا ان المقارنة ليست اعتباطية. يجب البحث عن العبقري الذي اهتدى لاستدعاء بوبكر الصغير للهجوم على جمهور الترجي!!! الفارق أن المعركة هذه المرة ستكون مكلفة جدا سياسيا وشعبيا للسلطة فمباشرة بعد الأحداث ارتفع عدد المنخرطين في المواقع التابعة لجمهور الترجي في موقع الفايس بوك الذي يرتاده أكثر من مليون ونصف المليون تونسي إلى عشرات الآلاف فجأة وتمحضت هذه المواقع للرد على دعاية ما يسمونه الحكومة (الدولة في مصطلحات هؤلاء هي الترجي) وانتشرت انتشار النار في الهشيم مقاطع الفيديو التي التقطتها جوالات الشباب الحاضر في الملعب لتبين بالصوت والصورة وهي المرة الأولى التي يمتلك فيها خصوم السلطة إمكانية تقديم نصيبهم من الحقيقة أو روايتهم للأحداث أن ما حدث لم يكن شغبا من قبل الجمهور قابله الامن بصدور عارية كما أراد بوبكر الصغير تسويقه على عادته في قلب الحقائق بل كان معركة بين رجال بوليس مدججين قاموا برمي كميات كبيرة من الأحجار على الجمهور دون تمييز وشباب غاضب من الاعتداءات المتكررة وهاهو أحدهم يروي سبب الغضب على احدى صفحات الانترنت ولاحظوا الجرعة السياسية الكبيرة في كلامه: " style="width: 133px; height: 146px;" src="http://www.alfajrnews.net/images/iupload/lotfizitoun2009.jpg" /في بداية شهر مارس الماضي وبعد محاولات كثيرة قام بها الشاب عبد السلام تريمش لانقاذ عربته المتجولة التي تمثل مورد رزقه الوحيد وعائلته من الحجز الذي قررته البلدية تعسفا في حقه، توجه الى مقر بلدية المنستير حاملا معه اناء مليئا بالبنزين مهددا بإضرام النار في نفسه إن لم تتم الاستجابة لطلباته هو الفقير المعتمد في معيشته على هذه العربة المتواضعة. الأقدار وضعت عبد السلام تريمش أمام أحد مسؤولي البلدية الأغبياء الذي لم يكتف بعدم التفاعل مع طلبات الشاب بل نهره امام الموطنين متحديا إياه أن يقدم على حرق نفسه.
لم يكن هذا المسؤول الأبله عديم الإحساس واعيا بحالة الياس والغضب والخوف من المستقبل والعجز أمام سطوة الدولة الظالمة التي تمكنت من نفسية ذلك الشاب في ذلك الصباح فتعامل معه بعقلية المسؤول التقليدية في الإدارة التونسية المتصفة بالعنجهية واحتقار المواطن والتعامل مع مشاكله بروح الثار والتنكيل والتعطيل.
أخرج الضحية ولّاعة وأضرم النار في الوقود الذي سكبه سلفا على جسده. وقد أصابت الحروق جسد عبد السلام وقلوب زوجته وأبنائه معه ثم تضاعفت حرقتهم ولوعتهم بالاعلان عن وفاته وقد شهدت جنازته حضورا شعبيا غير مسبوق رفعت فيها الشعارات الدينية والسياسية المهاجمة للدولة ورموزها وخاصة البلدية التي كسر الشباب الغاضب واجهتها.
ما وقع في ملعب المنزه الخميس الماضي اثر مباراة كرة القدم بين الترجي الرياضي ونادي حمام الأنف لا يختلف كثيرا. المقابلة كانت عادية جدا والترجي الرياضي لم يكن مهددا في مرتبته الأولى في البطولة القومية حتى ولو انهزم ناهيك انه تحصل على التعادل بينما انهزم ملاحقوه. بعد انتهاء المقابلة التي كان الحضور فيها مكثفا من قبل الجمهور ومن قبل رجال البوليس (تونس تعد أكثر من 140 الف رجل شرطة فوجب تشغيلهم) انطلق مراهق صغير من المدرجات الى داخل الملعب وهو مشهد يحدث في كل ملاعب العالم وياخذه الناس مأخذ الهزل وتنتهي الملاحقة عادة في أجواء مرحة رغم ان الشخص قد يحال أما القضاء بتهم خفيفة في العادة وفي أجواء تحفظ كرامته من اي اعتداء من البوليس.
في حالتنا هذه انتهت مطاردة المراهق التونسي بالاعتداء عليه بالعنف الشديد من قبل البوليس أمام ملعب مليء بجماهير في حالة شديدة من الغليان. ليس فقط الغليان بسبب المقابلة التي اوشك فيها الترجي على تلقي هزيمة ثقيلة ولكن امام آلاف من الشباب الذي يعاني من مزيج متفجر من الغضب من الاضطهاد الذي يتعرض له خارج الملعب على يد دولة ديكتاتورية غاشمة والإهانة اليومية التي يمارسها البوليس على الشباب خاصة واليأس من المستقبل في ظل ارتفاع معدلات البطالة الى مستويات غير مسبوقة في تونس وانخراط الدولة بعد تلكؤ طويل في مشاريع الاتحاد الأوروبي في منع الهجرة السرية في مقابل التغاضي عن ملفها الأسود في مجال حقوق الانسان والحقد الذي بدأ يتنامى في صفوف الترجيين على الدولة بعد ان انكشف ميل العائلة الحاكمة في تونس إلى غريميه النجم الساحلي بالنسبة لعائلة الرئيس والنادي الافريقي بالنسبة لعائلة زوجة الرئيس.
لم يتحمل جمهور الترجي الذي كان يملأ المدرجات مشهد المراهق وهو يقع فريسة للركل والصفع من قبل كتيبة من عضاريط البوليس فانفجر في ما يشبه الانتفاضة داخل الملعب تحطيما لكل ما يقع تحت ايديهم لترمى به قوات البوليس داخل الملعب ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في صفوفها وهذه القوات هي التي بادرت بدورها برمي الجمهور بالحجارة ما أسفر أيضا عن مقتل طفل صغير في التاسعة من عمره وإصابة العشرات من المشجعين بجروح بليغة ودفع الجمهور الى كسر الحائط الفاصل بين المدارج المغطاة والمدارج الخلفية للهروب من وابل الحجارة كما قام المشرفون على الملعب بإطفاء الأضواء الكاشفة لمنع الجمهور من تصوير مشاهد العنف الذي مارسه البوليس.
ما حدث في الملعب ورغم خطورته لم يخرج عن المتوقع في أجواء نهاية بطولة خاصة وقد شهدت الملاعب التونسية أشد منه أو أقل حسب اهمية المقابلة وليست أحداث باجة في أواسط التسعينات والتي سقط فيها عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى في اواسط التسعينات ببعيدة. وقد حذر الكثير من المهتمين بالشأن التونسي من سياسة السلطة في الاعتماد على رياضة كرة القدم مكونا أساسيا من مكونات سياسة الدولة في ترويض المجتمع والسيطرة عليه من خلال إحلال الكرة محل السياسة في لا وعي التونسي. فاستدعيت الامكانات الضخمة على الطريقة الاوروبية أو ما يسمى (الالتراس) في تشجيع الفرق وأصبحت أهم البرامج في وسائل الإعلام الرسمية (والإعلام في تونس كله رسمي) تخصص للكرة وهي في الغالب برامج ذات سقف عال من الحرية في نقد الفرق والهيئات المديرة والمدربين يحضر فيها الرأي والرأي الآخر. الخط الأحمر في هذه البرامج كان دائما وزارة الرياضة والرئاسة التي هي طبعا ذات الفضل في اي انتصار يحققه اي فريق مهما صغر شانه بينما الهزائم يتحمل مسؤوليتها الأدنى فالأدنى. تحولت الفرق الرياضية شيئا فشيئا إلى أحزاب سياسية ولكن ذات جماهير. كان الترجي فيما مضى يمثل حزب أو فريق الحكومة خاصة أن بورقيبة لم يعرف عنه غراما بفريق معين وفريق بلدته المنستير لم يكن من المنافسين الكبار على الألقاب. وجود رئيس من سوسة مهد النجم الساحلي أحد أهم الفرق التونسية وأصهاره من أنصار النادي الافريقي أدخل قسطا غير قليل من التوتر في صفوف جماهير فريق العاصمة التي بدأت تنظر لفريقها باعتباره أهم قوة معارضة (رياضية) في البلد. وفي أجواء تونس حيث تغيب أو تغيّب أي معارضة من أي نوع آخر تصبح المعارضة الرياضية هي المعارضة باختصار. وتكفي جولة سريعة في لقطات الفيديو التي ينشرها جمهور الترجي على اليويوب وصفحات الانترنت الخاصة بهم وتحليل الأناشيد التي يتغنى بها الجمهور في مقابلات النادي العاصمي إضافة الى اتخاذ صورة تشي غيفارا شعارا لجماهير الفيراج (المدارج خلف المرمى) (وهي الجماهير الأشد فقرا في العادة والأكثر حماسا) حتى نعلم أننا أمام حالة من الغليان والتمرد كانت تنتظر عود ثقاب لتشتعل. وقد مثل تعامل البوليس يوم الخميس عود الثقاب ذاك.
ما حدث خارج الملعب بعد ذلك فاق كل تصور. تعاملت وسائل الاعلام الرسمية (والإعلام كله رسمي في تونس) مع الحدث باعتباره حدثا سياسيا بامتياز وليس رياضيا. بلاغ رسمي في مفتتح نشرة الأخبار ومشاهد آثار العنف في الملعب وخارجه مع تلك الموسيقى الجنائزية التي استدعت إلى الأذهان بسرعة مشاهد ما صورته السلطة في الثمانينات وبداية التسعينات آثارا للعنف الذي تزعم أن معارضيها يمارسونه سواء كانوا نقابيين أو إسلاميين. الديوان السياسي للحزب الحاكم لم يغب عن الأحداث فأصدر بيانا شديد اللهجة يذكر بما كان يصدره في مناسبات المواجهات الكبرى مع قوى المعارضة السياسية وخاصة حركة النهضة فدعا في بيانه إلى مزيد الحزم والصرامة في التصدي لمثل هذه الأعمال !!!. ولتكتمل الصورة انخرطت بعض الفضائيات التونسية في حملة شديدة على فريق الترجي مسيرين ولاعبين وجمهورا وبلغ المشهد أقصى حالات الدراما أو الكوميديا السوداء باستدعاء الصحفي بوبكر الصغير الذي دأب على لعب دور الناطق شبه الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في الرد والهجوم على المعارضة السياسية وخاصة الإسلامية منها. استدعاء هذا الشخص في قناة حنبعل ليقول أن المشكل سياسي وليهاجم الترجي فريقا وجمهورا وهيئة مديرة وليحملها مسؤولية انتشار العنف، كشف عن حقيقة أن آلة القمع الجبارة (140 بوليس) قد وضعت الترجي على قائمة الاستئصال بعد أن فرغت من الخصوم السياسيين.
يبدو ان الوضع الامني والسياسي المتوتر أصلا لم يعد يسمح بهامش الحرية الذي تمتعت به الجماهير الرياضية ثمنا لسكوتها على ضرب الجماهير السياسية. ويبدو ان السلطة تسلك نفس المنهج الذي سلكته سابقا: فللقضاء على هامش الحرية السياسية اختارت أكبر ثيران الساحة السياسية وقتها (النهضة) وذبحته قبل ان تمر لتذبح بقية الثيران ولسان حالها يقول: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
نفس السيناريو يتكرر رياضيا هذه المرة مع أكبر الفرق التونسية. بنفس الآلات وبنفس الأساليب والوجوه حتى. ولكم أن تطلعوا على تعليقات جمهور الترجي على تدخل بوبكر الصغير لتتأكدوا ان المقارنة ليست اعتباطية. يجب البحث عن العبقري الذي اهتدى لاستدعاء بوبكر الصغير للهجوم على جمهور الترجي!!!.
الفارق أن المعركة هذه المرة ستكون مكلفة جدا سياسيا وشعبيا للسلطة فمباشرة بعد الأحداث ارتفع عدد المنخرطين في المواقع التابعة لجمهور الترجي في موقع الفايس بوك الذي يرتاده أكثر من مليون ونصف المليون تونسي إلى عشرات الآلاف فجأة وتمحضت هذه المواقع للرد على دعاية ما يسمونه الحكومة (الدولة في مصطلحات هؤلاء هي الترجي) وانتشرت انتشار النار في الهشيم مقاطع الفيديو التي التقطتها جوالات الشباب الحاضر في الملعب لتبين بالصوت والصورة وهي المرة الأولى التي يمتلك فيها خصوم السلطة إمكانية تقديم نصيبهم من الحقيقة أو روايتهم للأحداث أن ما حدث لم يكن شغبا من قبل الجمهور قابله الامن بصدور عارية كما أراد بوبكر الصغير تسويقه على عادته في قلب الحقائق بل كان معركة بين رجال بوليس مدججين قاموا برمي كميات كبيرة من الأحجار على الجمهور دون تمييز وشباب غاضب من الاعتداءات المتكررة وهاهو أحدهم يروي سبب الغضب على احدى صفحات الانترنت ولاحظوا الجرعة السياسية الكبيرة في كلامه:

"رسالة لفتحي المولدي و لكل إعلاميي تونس إلي قاعدين يطفو في الضو على السبب الرئيسي للحادث... المكشخين انتفضو وثارو لسبب واحد وهو ظلم الحاكم على خاطر الواحد كي يمشي للمنزه و إلا رادس تقولش عليه ماشي باش ينتخب في العراق و إلا تقولش عليه عربي متعدي في مطار امريكي... اول حاجة البوليسية دوب ما تخرج من حومتك تلقاهم في كل ثنية... و زيد براجات في كل دورة و الكلام الحلو متاعهم يجيك من كل شيرة و يدزك و يسخسخك تقول قتلتو بوه و التفتيش عاد ما قال حد لحد... قريب 7 مراة و إلا أكثر تقولش عليا عندي بزوكا و إلا كلاشنكوف مخبيه و انا خوكم لابس سروال و مريول جمعية و إلا متاع جروب اكهو... اما سي الحاكم ما عجبهوش الحال... عاد نحولنا البوندرول و مروال الجروبات و الكاشكول و الكاسكات و التوندارات و الأعلام و الطمبور في رادس معادش يدخل و فوق هذا الكل يسركلوك بالحاكم... علاش هذا الكل بربي علاش نحيتولنا الدخلة الي مصنوعة مالأوراق يا عباد ربي... مبعد ما قطعنا شوط كبير في عالم الألترا والدخلات و بروح رياضية ولينا معروفين في العالم تجو انتوما تطيحو كل شئ في الماء... المكشخين نطقو من اجنابهم من ظلم الحاكم و مالتعسف الزايد متاع الحاكم وما فما حتى سبب اخر لذا من غير ما تحكو الي المكشخين ما يقبلوش الهزيمة... واحنا نحبو حمام الأنف وما عنا حتى مشكلة مع جمهورها وإلا فريقها و الناس الكل شافت الي حتى واحد من حمام الأنف ما تضرب خلف صابر خليفة الي عندو مشكلة شخصية
احنا الجماهير ما عنا حتى مشكلة مع الخسارة و إلا الربح على خاطر عادي عنا... احنا جينا باش نزهو و نغنو لكن الحاكم فزدها الشيخة و طيرهلنا و على حكاية الفلام الي منعتوه.... نحبكم تشوفو بلدان العالم الكل حتى في الدزاير بحذانا كيفاش عادي عندهم يطرشقو فلام... الإعلام كبرها الحكاية و يعطي علينا صورة خايبة الله أعلم علاش,,,,,, تي الحاصل مالأخر احنا باش نسيرو في طريق عقلية الألترا و ماهيش عقلية هوليقنز و تكسير و فوضى
الي صار في المنزه السبب متاعو الحاكم اكهو و احنا مظلومين لذا قيلونا و اعتقونا و خلونا نزهو و نفرحو كيما نحبو و في روح رياضية و ماهي إلا 90 دقيقة في الجمعة و كل واحد يشد دارو"
في مقابل هذا الخطاب هناك خطاب رسمي أحول لا يرى الحقائق الا مختلطة ويمثل ما أوردته احدى الصحف المقربة من السلطة (الشروق) (وكل الصحف في تونس مقربة من السلطة) مثالا على ذلك:
تحركت الوحدات الأمنية للتصدي للأعمال المذكورة وتمكنت من إيقاف أكثر من 200 شاب من جماهير الترجي تقرّر إثرها الافراج عن البعض وخاصة التلاميذ في ما عهد بالنظر إلى البعض الآخر إلى الخدمة الوطنية وأحيل 27 آخرون صباح أمس على أنظار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس ووجهت إلى 22 منهم تهم تتعلق بترديد شعارات غير أخلاقية بالملاعب الرياضية والاضرار بأملاك الغير العامة والخاصة ومهاجمة الأشخاص بالحجارة والاعتداء على الأخلاق الحميدة فصدرت في حقهم بطاقات إيداع على ذمة المجلس الجناحي فيما أضيفت للخمسة الباقين تهم تتعلق بالاعتداء بالعنف الشديد على موظف نجم عنه سقوط بدني فأصدر قاضي التحقيق في حقهم بطاقات إيداع بالسجن في انتظار مواصلة التحقيقات معهم وتحديد نسب السقوط المنجرة عن اعتداءاتهم.
وللعلم فإن أحد المتورطين في هذه الأحداث متحصل على الأستاذية في العلوم الرياضية ويدرس بمعهد خاص.
يختلط الأمر هل هو متعلق بمقابلة رياضية أم بمواجهة مع طلاب المركب الجامعي نفس الخطاب نفس المعالجات : سجن مع ما يصحبه من تنكيل أو إحالة على التجنيد لأنه في تونس أصبحت الخدمة الوطنية في عرف دولة بورقيبة وخليفته هي أهم وسيلة لمعاقبة الشباب الذي نتهمه بعدها بضعف الروح الوطنية!! التهم أيضا ليست جديدة.
لقد أثبتت أحداث الخميس الدامي (الذاكرة الشعبية تحتفظ بخميس آخر دامي 26 جانفي 1978) أن الدولة، أو الحكومة على رأي جمهور الدولة الترجية، قد أصيبت بعمى ألوان مزمن (مثل موضف بدلية المنستير الغبي) يمنعها من البحث عن حلول لأزماتها غير الحل الأمني والهروب الى الأمام وقمع الخصوم بقطع النظر عن طبيعتهم جمعيات رياضية أم نقابية أم حقوقية أم سياسية.
وبعد عشريتين من هذه السياسة الحمقاء ها هي هذه الحكومة تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع شعب من الشباب الغاضب سدت في وجهه السبل حتى المتعلق منها بقوارب الموت. لا وسيط من أحزاب سياسية ولا جمعيات ثقافية ولا مجتمع مدني وها هي فرق الرياضة التي وفرت متنفسا للغليان الشعبي تستهدف بدورها.
حادثة الشاب عبد السلام تريمش وقبلها أحداث الرديف وبعدها أحداث الملعب الأولمبي بالمنزه كلها إرهاصات على الحريق القادم الذي لن يأتي فقط على مؤسسات الدولة أو الحكومة وهذه المرة لن يكون هناك كبش فداء لانهم استئصلوا كلهم هذا إذا توفر الوقت للبحث عن كبش فداء أصلا!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.