من الطبيعي ان تكون الصحف البريطانية الصادرة في لندن قد خصصت الجزء الاكبر من محتواها للانتخابات البريطانية وما نتج عنها، اي برلمان لا يحصل اي من الحزبين الرئيسيين على الاكثرية التي تخوله الحكم لوحده ما يجعل البلاد تدخل حالة غير مألوفة ونادرة من الاحقان السياسي تقضي بضرورة تحالف احد الحزبين الكبيرين ان المحافظين والعمال مع الحزب الثالث الاقلي وهو حزب الديمقراطيين الاحرار من اجل تشكيل ائتلاف حكومي. ولكن الصفحات الدولية وعلى الرغم من تناولها مواضيع الشرق الاوسط والعالم الاسلامي والعربي بشكل مقتضب، الا انها لم تخل من بعض التقارير والاخبار التي تثير اهتمام ملاحقي الشؤون العربية والشرق اوسطية. وفي صحيفة الاندبندنت، كتب روبرت فيسك مقالا في صفحة الرأي بعنوان: "للعرب ايضا معسكرات اعتقال". ويقول فيسك في مقاله ان كلاما كثيرا يدور حول معتقل جوانتانامو وسجون ومعتقلات الاستخبارات والجيش الامريكي، ولكن "حان الوقت لرفع الستارة عن الجهة المقابلة اذ هناك في العالم الاسلامي جملة من السجون المشابهة لجوانتانامو لا نكترث لها". ويسأل فيسك "من من قراء الاندبندنت يستطيع تسمية سجن واحد في العالم الاسلامي؟ ومن منهم يعرف ان في سجن طرة في مصر يجبر السجناء على اغتصاب بعضهم البعض؟". ويتابع فيسك بالحديث عن المعتقل في سورية بهاء مصطفى جوغل، ويعطي حتى رقم هويته وهوية معتقل آخر للمزيد من الصدقية. ويقول فيسك ان جوغل من اصل سوري كان يعيش ويعمل في باكستان مع اسرته، لكن في عام 2002، داهمت الشرطة الباكستانية منزله بأمر من الجيش الامريكي واعتقلته ونقلته الى سورية حيث اعتقل هناك. ويتابع برواية عدة قصص مماثلة عن سجون سرية وغير سرية يجري فيها الاعتقال والتعذيب ان في سورية او في غيرها من بعض البلدان العربية. اما عائلات هؤلاء السجناء فقد قبلوا بالتكلم الى الصحيفة، ولا يخفون حسرتهم لدى كلامهم عن هذه المواضيع، لكن في يعض الاحيان "نحن نسمع عن هذه السجون وغيرها ولكن اسر هؤلاء المعذبين لديهم ثقة بالامم المتحدة والمؤسسات الكبيرة التي تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان، ويقول الاهل ان لعمل هذه الجمعيات مصداقية عالية، واصفا اياهم بالشجعان لملاحقة قضاياهم"، ليختم بالقول: "ولكن نحن، هل نأبه فعلا لوجود او عدم وجود سجون من هذا النوع في العالم الاسلامي؟ امام اليو تيوب على صعيد آخر، خصصت صحيفة الجارديان صفحة كاملة لموضوع ما يسمى بالارهاب في تقرير لمراسل الصحيفة في واشنطن ايان بلاك، ومن العاصمة اليمنية شاركه في الكتابة مراسل الصحيفة كلو ماك لود. وجاء التقرير بعنوان: اسلامي يو تيوب: كيف تحول امام امريكي الى صلة وصل القاعدة بالارهاب المحلي. وتشير الصحيفة الى ان رجل الدين الاسلامي انور العولقي اصبح "صلة الوصل بين تنظيم القاعدة والارهابيين الاسلاميين المحليين في الولاياتالمتحدة من بينهم فيصل شاه زاد الذي اعترف بنيته تفجير سيارة الاسبوع الماضي وسط تايمز سكوير في نيويورك والذي قال انه من من اتباع العولقي والمتأثرين به". كما افاد التقرير بأن العولقي البالغ من العمر 39 عاما "كان ايضا على صلة بالميجور في الجيش الامريكي نضال حسن الذي قام باطلاق النار على زملاء له في قاعدة فورتهود العسكرية في تكساس فقتل 13 شخصا". فيصل شاه زاد شاه زاد قال انه متأثر بامام اسلامي متطرف يدعى العولكي وكان اسم العولقي وهو يمني الاصل وحامل شهادتي هندسة وتربية من الجامعات الامريكية قد ظهر ايضا في محاولة تفجير الطائرة التي احبطت في الولاياتالمتحدة يوم 25 دسيمبر/ كانون الاول 2009 والتي كان ينوي تنفيذها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب. كما تتطرق الجارديان الى مراحل حياة العولقي الذي سافر ايضا الى بريطانيا حيث عاش في مدينة ليستر قبل نقله الى اليمن لسجنه. بالاضافة الى ذلك ذكرت الصحيفة ان السلطات الامريكية ترغب باعتقال العولقي الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الاسلاميين على الانترنت كما ان لديه اكثر من الفي فيديو مسجل على موقع يوتيوب، كما ان كل خطبه يمكن تمحميلها بالصوت او كتابة بواسطة برنامج وورد الذي يتضمن كل خطبه بلغة انجليزية ممتازة. الامير هاري الى افغانستان ويختم التقرير بالقول انه من المرجح ان يكون العولقي مختبئا في اقليم شبوة جنوبي اليمن. وعلى الصفحة نفسها في الجارديان قال سكوت اتران الاستاذ في عدة جامعات فرنسية وامريكية ان "الارهاب لا علاقة له بالمثالية بل هو نتيجة احباط، وان شعور معاداة الولاياتالمتحدة العالم نابع من الاحباط الذي يدفع الى التطرف". وتناولت صحيفة الفاينانشيل تايمز قضية فيصل شاه زاد في تحليل لآنا فيفيلد تقول فيه ان الولاياتالمتحدة لا تزال تطرح سؤالا في محاولة لفهم كيف "يقوم رجل ناجح وميسور ماديا بالتحول الى "اسلامي، راديكالي" . وورد موضوع "الارهاب في عدة صحف بريطانية منها صحيفة الاندبندت التي ركزت على ان شاه زاد حمل العولقي مسؤولية تحوله الى "ارهابي". وفي سياق متصل نشرت كل من صحيفتي الجارديان والديلي تلجراف خبر طلب الرئيس الافغاني حامد كرزاي من الامريكيين ملايين الدولارات من اجل "القضاء على حركة طالبان". وفي النهاية، نشرت كل من صحيفتي الجارديان والاندبندت خبرا تعلم الامير هاري، الابن الاصغر لولي العهد البريطاني الالمير تشارلز يتدرب على قيادة مروحية اباتشي القتالية وسيقوم في شهر يوليو/ المقبل ما يشير الى انه قد يذهب الى افغانستان وتحديدا الى مناطق الجبهات حيث تعمل هذه المروحيات.