لاليغا الاسبانية.. سيناريوهات تتويج ريال مدريد باللقب على حساب برشلونة    معرض تونس الدولي للكتاب: الناشرون العرب يشيدون بثقافة الجمهور التونسي رغم التحديات الاقتصادية    كأس تونس لكرة اليد : الترجي يُقصي الإفريقي ويتأهل للنهائي    الاتحاد المنستيري يضمن التأهل إلى المرحلة الختامية من بطولة BAL بعد فوزه على نادي مدينة داكار    بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    الأنور المرزوقي ينقل كلمة بودربالة في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي .. تنديد بجرائم الاحتلال ودعوة الى تحرّك عربي موحد    اليوم آخر أجل لخلاص معلوم الجولان    الإسناد اليمني لا يتخلّى عن فلسطين ... صاروخ بالستي يشلّ مطار بن غوريون    الرابطة الثانية (الجولة العاشرة إيابا)    البطولة العربية لألعاب القوى للأكابر والكبريات: 3 ذهبيات جديدة للمشاركة التونسية في اليوم الختامي    مع الشروق : كتبت لهم في المهد شهادة الأبطال !    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    حجز أجهزة إتصال تستعمل للغش في الإمتحانات بحوزة أجنبي حاول إجتياز الحدود البرية خلسة..    بايرن ميونيخ يتوج ببطولة المانيا بعد تعادل ليفركوزن مع فرايبورغ    متابعة للوضع الجوي لهذه الليلة: أمطار بهذه المناطق..#خبر_عاجل    عاجل/ بعد تداول صور تعرض سجين الى التعذيب: وزارة العدل تكشف وتوضح..    قطع زيارته لترامب.. نقل الرئيس الصربي لمستشفى عسكري    معرض تونس الدولي للكتاب يوضّح بخصوص إلزام الناشرين غير التونسيين بإرجاع الكتب عبر المسالك الديوانية    الملاسين وسيدي حسين.. إيقاف 3 مطلوبين في قضايا حق عام    إحباط هجوم بالمتفجرات على حفل ليدي غاغا'المليوني'    قابس.. حوالي 62 ألف رأس غنم لعيد الأضحى    حجز عملة أجنبية مدلسة بحوزة شخص ببن عروس    الكاف: انطلاق موسم حصاد الأعلاف مطلع الأسبوع القادم وسط توقّعات بتحقيق صابة وفيرة وذات جودة    نقيب الصحفيين : نسعى لوضع آليات جديدة لدعم قطاع الصحافة .. تحدد مشاكل الصحفيين وتقدم الحلول    نهاية عصر البن: قهوة اصطناعية تغزو الأسواق    أهم الأحداث الوطنية في تونس خلال شهر أفريل 2025    الصالون المتوسطي للبناء "ميديبات 2025": فرصة لدعم الشراكة والانفتاح على التكنولوجيات الحديثة والمستدامة    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    إلى أواخر أفريل 2025: رفع أكثر من 36 ألف مخالفة اقتصادية وحجز 1575 طنا من المواد الغذائية..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    مبادرة تشريعية تتعلق بإحداث صندوق رعاية كبار السن    تونس في معرض "سيال" كندا الدولي للإبتكار الغذائي: المنتوجات المحلية تغزو أمريكا الشمالية    إحباط عمليات تهريب بضاعة مجهولة المصدر قيمتها 120 ألف دينار في غار الماء وطبرقة.    تسجيل ثالث حالة وفاة لحادث عقارب    إذاعة المنستير تنعى الإذاعي الراحل البُخاري بن صالح    زلزالان بقوة 5.4 يضربان هذه المنطقة..#خبر_عاجل    النفيضة: حجز كميات من العلف الفاسد وإصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن    تنبيه/ انقطاع التيار الكهربائي اليوم بهذه الولايات..#خبر_عاجل    برنامج مباريات اليوم والنقل التلفزي    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    خطير/كانا يعتزمان تهريبها إلى دولة مجاورة: إيقاف امرأة وابنها بحوزتهما أدوية مدعمة..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    أريانة: القبض على تلميذين يسرقان الأسلاك النحاسية من مؤسسة تربوية    بطولة فرنسا - باريس يخسر من ستراسبورغ مع استمرار احتفالات تتويجه باللقب    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    بعد هجومه العنيف والمفاجئ على حكومتها وكيله لها اتهامات خطيرة.. قطر ترد بقوة على نتنياهو    ترامب ينشر صورة له وهو يرتدي زي البابا ..    كارول سماحة تنعي زوجها بكلمات مؤثرة    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني

ولد منصور : خطاب الأغلبية والمعارضة لا يساعد على الحوار البناء
قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية النائب محمد جميل ولد منصور إن حزبه ينظر بقدر كبير من القلق إلى أداء الحكومة الحالية،ويعتبر أن أداء الحكومة لم يكن على مستوى التحديات،داعيا الرئيس إلى تحمل مسؤولياته حتى لاتتحول المسلكيات الخاطئة إلى سلوك تستمرئه السلطة
لنبدء من حملة '' هوسماكم المسلمين'' التي أطلقها حزبكم هل تعتقدون أنكم استطعتم علاج مشكل الهوية الغائر بخطاب الحملة الذي يمكن وصفه بأنه خطاب وعظي عام؟
محمد جميل منصور : بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبيه الكريم، فبعد الشكر المستحق ليومية وموقع السراج والدعاء لهما بالتوفيق في مهمتهما الإعلامية.
أود أن أقول إن الحملة التي نظمها الحزب لتعزيز الوحدة الوطنية كانت رؤية رأى أصحابها بلدهم تتهدده من جديد دعوة العصبية،واستدعاء العامل العنصري والعرقي،وخفنا أن يتكرر ما تكرر في السابق،وأردنا – وقد من الله علينا بهذا الإطار الحزبي – أن نتحمل مسؤوليتنا،مخاطبة للجميع بأنه لا خير في كل ما يثير الفتنة والصراع العرقي،وأنه يجب أن نجمع أبناء هذا البلد على كلمة سواء وعلى ثوابت حددناها في رؤيتنا الفكرية وهي الإسلام واللغة العربية واللغات الوطنية الأخرى وهي البولارية والسوننكية والولفية ودعونا إلى محاربة كل ما يعرقل الوحدة الوطنية،ورفعنا هذا الشعار '' هو سماكم المسلمين'' معتقدين أن الإسلام هو الجامع والضامن لوحدة الشعب الموريتاني حصرا.

ونحن – أخي الفاضل –لا نمارس في هذا السياق خطابا وعظيا بقدر ما نؤسس لخطابنا الوحدوي بمرجعية إسلامية واضحة حددناها واخترناها في هذا الحزب.
نعتبر الحملة موفقة وناجحة وإن لم تكن كافية بالتأكيد،وهذا العمل مستمر والحملات متواصلة في هذا السياق،ونأمل أن يكون خطابنا قد وصل إلى الجميع وأن يبلغ الذين وصلهم الخطاب إلى من لم يصلهم،ونساهم بذلك في نشر الخير والتخفيف من حدة الاحتقان والاصطفاف العرقي.

اتهمتم باستغلال وضع الهوية ..من أجل كسب الأصوات،والتهيئة لحملة انتخابية سابقة لأوانها؟

محمد جميل ولد منصور : حج وتجارة ..نحن إذا قمنا بعمل يخدم وطننا ويحقق أهدافنا ونؤدي به واجباتنا السياسية والاجتماعية ويحقق بذلك بعض المقاصد السياسية أو يجلب بعض الأصوات فإن ذلك لايضيرنا ولا يؤثر سلبا علينا ونرجو أن لا يفسد نياتنا.
والحقيقة أن أملنا أن تكون الوحدة والمحافظة عليها لوازم في كل خطاب سياسي وإذا كانت مجلبة للأصوات والكسب الانتخابي فنرجو أن تتنافس الأحزاب في ذلك وتحقق – بكل صدق – أهدافها في ذلك.
السراج : تتهمون أنكم لم تكونوا متوازنين في حملتكم وأن تفهمكم لمخاوف الرافضين أو المتخوفين من التعريب،واكبته حدة تجاه الداعين للتعريب؟

محمد جميل ولد منصور : لا لا أبدا ..نحن لم ننتقد أحدا وحرصنا على أن يكون خطابنا هادئا وموحدا ودعونا الجميع إلى كلمة سواء،وتفهمنا مخاوف الجميع ومطالبهم واعتبرنا أن ترسيم اللغة العربية اللغة الرسمية للبلد،ولغة الإدارة والتعامل التي يجب أن تسود هو خيار لا رجعة فيه، مع الاهتمام والتطوير بلغاتنا الوطنية الأخرى،ولكننا نطرح ذلك في إطار وحدوي شامل لا يقصي الآخرين ولا يؤثر على مصالحهم ولا على مكانهم ومكانتهم في الوطن،سواء في إطار اكتمال الهوية باللغات الأخرى أو في اعتبار ما عليه الحال بالنسبة لكثير من الأطر المكونين في موريتانيا.

لننتقل إلى موقعكم السياسي..لايبدو واضحا جدا .أين أنتم الان بشكل محدد،بعد أن لم تشرككم الأغلبية،ولم تعودوا جزء من المعارضة؟

محمد جميل منصور : السياسة تسديد ومقاربة،ونحن رأينا أن بلدنا عاش مرحلة سياسية صعبة انتقل منها إلى مرحلة أخرى،وموقفنا السياسي الذي أسسناه بناء على قراءة موضوعية للواقع السياسي والمشهد الوطني يفرض علينا أن نساعد في تهدئة الأوضاع والانتقال الإيجابي.
وكررنا دائما أن البلد لاينبغي أن ينتقل من أزمة انقلاب إلى أزمة انتخاب،وقلنا إن الانتخابات التي جرت يوم 18 يوليو 2009 لم ترق خروقاتها إلى الطعن الكامل في مصداقيتها،ودعونا الجميع إلى تغليب الأجواء التوافقية والتواصلية على الخطاب والمشهد،وللأسف فللا الأغلبية ولا منسقية المعارضة – بإطلاق المواقف الحدية والاصطفاف السياسي – ساعدا في تهيئة الجو المناسب لذلك أو الدفع باتجاهه.

ألا ترون أن هذا يعود إلى قدرتكم أنتم على التأثير على الساحة بما يجعل الحوار الذي تطالبون به ممكنا ..وبالتالي يمكن اعتباركم تعيشون تيها سياسيا بعض الشيئ؟
محمد جميل ولد منصور : لا نتصور أن للسياسة قوالب جاهزة من لم يختر أحدها فهو في التيه،نحن حددنا موقعنا وقلنا نحن حزب سياسي ممثل في البرلمان وحزب سياسي معارض،نسمي معارضتنا المعارضة الناصحة،هي في سلوكها وممارستها السياسية ناصحة ومعتدلة،ولدينا مآخذ جمة على الأداء الحكومي،لدينا الشجاعة بأن نعترف إذا وقعت خطوات إيجابية فنذكرها ونشكرها..

بالنسبة للحكومة يجري الحديث عن أزمات سياسية واجتماعية كبيرة تسببت فيها الحكومة الحالية..كيف تقيمون أداءها؟

محمد جميل ولد منصور : بصراحة ننظر بقدر كبير من القلق إلى أداء الحكومة الحالية،ونعتبر أن أداء الحكومة لم يكن على مستوى التحديات،فالأزمات التي يعيشه المواطن،والمشكلات التي يعيشها الوطن من أزمات المياه وبعض الخدمات العامة وأزمة البطالة والتسيير غير الإيجابي لبعض الملفات الحساسة،وأن يكون أداء الحكومة على مستوى تطلعات الناس في الإدارة الرشيدة والسليمة،وكذا السلوك السياسي والتعبوي الذي صاحب تأسيس وانتساب الحزب الحاكم ، كل ذلك أمور مقلقة ورغم ذلك لانزال نملك النفس الذي يعطي مزيدا من الوقت ويدعو السلطات ورئيس الجمهورية إلى مراجعة الوضعية وإلى منع أن يتحول التعامل غير السليم إلى سلوك تستمرئه السلطات والقائمون على تنفيذ الشأن العام .
وقد دعونا إلى ذلك بشكل صريح في الوثيقة التي أصدرها الحزب بشأن الفساد.
وهي بالمناسبة كانت وثيقة عامة وغير مفصلة؟

محمد جميل ولد منصور: لا لا ..لم يكن الأمر كذلك إذا كنتم قد قرأتموها بعناية وبشكل مفصل..صحيح أنها قعدت على المستوى النظري ووضعت الأطر العامة الكفيلة بعلاج الفساد،لكنها في المقابل خلصت إلى رؤية الحزب المفصلة من الفساد،ونحن نفهم أن في الساحة كثيرين لايفهمون إلا الأبيض أو الأسود،والوقوف في الطرف ويجدون صعوبة في قراءة الألوان المختلطة،ونحن نعتقد أن موريتانيا بحاجة إلى أن نخلط سوادها وبياضها،لينتج ذلك لونا مختلفا،فهذه الصورة القاتمة التي يقدمها البعض وتلك الصورة الناصعة التي يقدمها البعض الآخر،لا تعبر عن الوضع العام في البلد.

هذا الخلط الذي تسعون إليه،هو الذي أدى إلى ضبابية الموقف منكم وبالتالي الاتهام بعدم الوضوح لا في الرؤية ولا في الأداء؟

محمد جميل منصور : نحن لا نتحسس من الأحكام التي يطلقها البعض علينا،ونعتقد أن من ألف فقد استهدف وأن من تصدر للشأن العام فعليه أن يتحمل تعليقات الناس على أدائه وما يقوم به.
ويمكن أن تلاحظ أننا ساندنا وناصرنا الأخ الصحفي حنفي ولد الدهاه في محنة الاعتقال،وتوقفنا واعترضنا على الصيغة التي تعاملت بها السلطة مع ملف رجال الأعمال،وتحدثنا بوضوح عن بعض القضايا التي اهتم بها الموريتانيون وتؤثر في حياتهم وتعامل الحكومة مع هذه القضايا،وتحدثنا عن الارتجالية والانتقائية في ملف الفساد والتعامل مع المفسدين،فنحن نتقد بشكل واضح سلوك النظام وممارساته ولكن الطريقة التي نؤدي بها ذلك الانتقاد ونحن نتخير الأسلوب الذي نؤدي به هذا الانتقاد.و بالمقابل نرى في خطوات مثل قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ، و إنجاز بعض البنى التحتية ، و استرجاع أموال عامة سياسات تستحق المباركة.


هل ترون أن الوضعية المقلقة للبلد – حسب تشخصيكم – تتطلب تعديلا حكوميا؟

محمد جميل منصور : للأسف فإن البعض في بلدنا يعتقد أن سلوك الأحزاب ومطالباتها وأهدافها يجب أن تكون متعلقة بموضوع الحكومة،فمن دعا إلى الحوار يتهم بأنه يريد المشاركة،ومن ينتقد الحكومة دون الرئيس يتهم بأنه متشوف إلى دخول الحكومة وغير ذلك.
ليس هذا منطقنا – نحن نعتقد أن على رئيس الجمهورية أن يتحمل مسؤولياته في الوقت الراهن،فهنالك مؤشرات وقرائن على المستوى الاجتماعي السياسي والدبلوماسي تدعو إلى مراجعة الوضعية الحالية حتى لا تتعقد الأوضاع أكثر مما هو حاصل.

المعارضة تؤكد أن رحيل النظام هو الحل الوحيد للأزمة ..كيف تنظرون إلى هذا الموقف..خصوصا أن بعض قادتها يرحبون بالانقلاب العسكري إذا لم تكن هنالك وسيلة لسقوط النظام غير ذلك؟

محمد جميل منصور : أعتقد أن الأخوة في منسقية المعارضة عبروا عن هذا الموقف بأساليب مختلفة،وهم بالفعل من يوجه إليهم السؤال لتفسير هذا الموقف،وعموما أنا أعتقد بكل صراحة أن لا وسيلة لتغيير الأنظمة وفي ظل الأحزاب والديمقراطية غير الانتخابات،وبالتالي لا أفهم أن نظاما يمكن أن يزول قبل أن تدور الدورة الانتخابية،وكل مجموعة انتخبت بأغلبية في البرلمان والبلديات أو الرئاسة يجب أن تعطى فرصتها القانونية حتى الدورة الانتخابية ليتم إسقاطها انتخابيا أو إعادة تزكيتها.

ربما تختلفون في هذا ..فمنسقية المعارضة يشككون في الانتخابات من أصلها،ولايرون أن البلاد تعيش جوا ديمقراطيا؟

محمد جميل منصور : أنا أعتقد أن النظام شرعي ومنتخب ولدي انتقادات للانتخابات ولسلوك النظام لكنها لا تصل إلى التشكيك في شرعية الانتخابات ولا الدعوة إلى إسقاط النظام.

ماهي معالم الحوار أو الشروط الموضوعية التي يجب توفرها للخروج من الأزمة الحالية حسب تصوركم؟

محمد جميل منصور : كان بودنا حقيقة أن نحول الدعوة التي عبرنا في خطابنا السياسي إلى ممارسة عملية في الساحة،وهو ما لم تتوفر له الظروف لحد الآن،أملنا أن نجد ذلك في أي وقت،وإذا وجدنا الفرصة سانحة فلن نتردد في تهيئة الأجواء للحوار.
وأنا اتصور أننا إذ خرجنا من الجدل الدائر حول شرعية النظام، وهو خروج مطلوب وإذا خرجنا من العقلية التقليدية التي حكمت الأنظمة السياسية لهذا البلد خصوصا خلال الفترات الاستثنئاية،وعلمنا أن البلد لا يحتمل أن يظل دائما في أزمات سياسية،وأردنا السعي إلى تسيير خلافنا السياسي تسييرا حضاريا وديمقراطيا..فتلك أجواء مناسبة للحوار..والخطاب موجه بشكل أساسي إلى النظام باعتباره صاحب المبادرة ..ثم إلى الأحزاب وخصوصا أحزاب منسقية المعارضة.


يتعرض التيار الإسلامي لانتقادات لاذعة في الفترة الأخيرة ..انتقادات حول الموقف من العربية ..إشكالات الوسطية ..الموقف السياسي..كيف تعاملتم مع هذه الحملة ضدكم؟

محمد جميل ولد منصور : لست من الذين ينظرون بحساسية إلى الانتقاد فما تكتبه الصحافة ويقوله الساسة حول تواصل يجب أن ننظر إليه بكثير من الإنصاف والتقبل،فسنجد فيه كثيرا مما يفيدنا وإن جاء من غير ناصح وغير منصف وقد نجد فيه أيضا مستوى من التحامل..وخصوصا من بعض الأطراف التي يدفعها الصراع السياسي إلى مستوى من التحامل.
وبالجملة فهي دعوة إلى إخواننا في الصحافة والإعلام والسياسة إلى التريث – طلبا للدقة والموضوعية – في كل ما يكتبونه وينشرونه من معطيات.

هنالك سؤال موضوعي عن الشيخ الددو – وهو زكاتكم على المجتمع كما تقولون – ألا ترون أن نصيب النظام من هذه الزكاة أصبح أكبر من نصيب المجتمع والقوى المعارضة للنظام؟

محمد جميل ولد منصور : الشيخ محمد الحسن ولد الددو عالم من علماء هذا البلد ووجه إسلامي معروف ويمارس دورا مهما لصالح موريتانيا دعوة وإرشادا وتعليما وتوجيها ويمثل هذا البلد تمثيلا راقيا في الخارج يحتاجه إلى تحسين بعض الصور التي علقت بالبلاد.
ونحن نقدر له هذا الموقف ونعتز بكل نصائحه وتوجيهاته التي تفيدنا دائما،لكن الشيخ محمد الحسن ولد الددو ليس رجلا حزبيا،هو أكبر من الانتماء الحزبي وجهوده أوسع من جهود العمل السياسي بمعناه الضيق.
وأعتقد أن الأدوار التي اضطلع بها والجهود التي أداها كانت شهادة حسنة له وللتيار الإسلامي الوسطي في هذا البلد.
ونحن نختلف في الحكم على جهود الشيخ باختلاف الزاوية التي ننظر بها إلى هذه الجهود..الشيخ الددو سعى إلى معالجة ملف التطرف ومشكل نزلاء السجن المدني معالجة حضارية إقناعية،أن يترتب على ذلك الحوار شيئ عملي فتلك مسؤولية السلطة ونحن نعتقد أنه يجب تدارك ذلك الحوار بجهد عملي إيجابي لصالح إنهاء هذه الأزمة وتجاوز هذا الملف.
ننظر إلى جهد الشيخ محمد الحسن ولد الددو في حل أزمة رجال الأعمال – وهي ازمة كانت مستعصية جدا – بإكبار وتقدير،وكان دور الشيخ محمد الحسن خروجا من أزمة ملتبسة وعصيبة،وبالتالي نعتقد بوطنية ومحورية مثل هذا الجهود التي أداها الشيخ الددو لصالح المجتمع.

منسقية العمل القومي الإسلامي أو ما يعرف بأحزاب البيعة في موريتانيا إطار سياسي جديد لا ظهور لكم فيه..هل قصرتم في الانتساب إليها ..أم لم يتصلوا بكم..وهل تخشون من سلبكم اسم التيار الإسلامي؟

محمد جميل ولد منصور : منسقية العمل القومي في موريتانيا هي مبادرة جديدة في الساحة تعبر عن أصحابها بعض خطابها ليس خطابنا وبعض توجهاتها ليست توجهاتنا،نحترمها ولا نزيد على هذا باعتبارها جزء من المشهد السياسي الذي قد نتفق مع بعضه أو نختلف مع بعضه.

قد تسلبكم اسم التيار الإسلامي؟

محمد جميل منصور : اسمنا التجمع الوطني للإصلاح والتنمية.

أقصد الفضاء العام لتواصل ..فضاء التيار الإسلامي الذي تنتمون إليه؟

محمد جميل ولد منصور : الذي يمثل تاريخيا التيار الإسلامي بنضاله وتراكم جهوده معروف والذي كان ثمرة من ثمار هذا النضال معروف ..اسأل عنه المراقبين أو الصحافيين فسيجيبونك.

هنالك أزمة الحمالين ..كيف تنظرون إليها؟

محمد جميل ولد منصور : هي أزمة يجب حلها بسرعة والحمالون كغيرهم يستحقون الإكرام ومعالجة الأوضاع،مع الابتعاد التام عن تسييس هذه الحراك النقابي من هذا الطرف أو ذلك.



الحديث عن قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ..حديث متجدد في الساحة ..والكل يدعي اليوم دورا في قطع تلك العلاقة ..كيف تنظرون إلى هذه العلاقة وإلى المسار الذي أخذته حتى أعلن عن قطعها.
محمد جميل بن منصور : الحقيقة أن العلاقات مع الكيان الصهيوني بدأت منذ نهاية النصف الأول من التسعينات ، و لم تبدأ في المرحلة الانتقالية و لا بعدها ، و معروفة هي الشخصيات و القوى التي عارضت هذه العلاقات و سجنت و حوربت بسببها ، و معروف هو العالم الذي صدع بفتواه ضد هذه العلاقة و معروفة تلك القوى التي سيرت المظاهرات المأذونة و غير المأذونة ضدها ، و معروفة تلك القوى و الشخصيات التي عارضت هذا العلاقات عندما أصبحت معارضتها ناعمة و كلفتها محدودة و عموما شكرا لكل الذين عارضوا هذه العلاقات من قبل و من بعد و ساهموا في تهيئة الأجواء لقطعها و شكرا بطبيعة الحال للسلطة و للرئيس الذي ملك الجرأة و الشجاعة على ذلك .

هنالك مخاوف من أن تكون إعادة فتح ملف الفساد واستدعاء الوزير الأول السابق يحيى ولد أحمد الوقف محاكمة سياسية لعقاب المعارضة ..كيف تنظرون إلى هذا التطور الأخير؟
محمد جميل بن منصور : لا ننظر بارتياح لهذه الخطوة ، و هذا الملف أغلقناه مع اتفاق داكار ... و الساحة أحوج لالتقاء القوى السياسية المختلفة بدل هذا النوع من الأساليب الذي يفتقد المصداقية في شكله و وقته.

لنختم بكلمة موجهة إلى قادة المعارضة الذين لا تلتقونهم كثيرا
محمد جميل ولد منصور : لا أفهم لماذا تريد كلمة خاصة بزعماء منسقية المعارضة و أنني لا ألتقيهم فأنا ألتقيهم و ليست هناك مشكلة .
وليست لدينا كلمة موجهة إلى طرف مخصص بعينه،فدعوتنا إلى الجميع أغلبية ومعارضة،للسلطة أولا باعتبارها صاحبة المبادرة ولمنسقية المعارضة باعتبارها أكبر تجمع للقوى السياسية الوطنية ولكل القوى السياسية الأخرى ونحن منها أن شد الحبل والطرفية والشدة فيها والتوتير يؤدي إلى مزيد من التعقيد.
وما نحتاجه اليوم هو جو من الحوار البناء الذي يخرج البلاد من الأزمة السياسية وينهي جو التوتر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.