مقترح قانون لتنقيح قانون الإبلاغ عن الفساد وحماية المبلّغين    وزير السياحة يؤدي زيارة إلى ولاية جندوبة    بطولة برلين للتنس: انس جابر تودع مسابقة الفردي بعد الهزيمة في ربع النهائي امام التشيكية ماركيتا فوندروسوفا 2-صفر    عاجل/ العامرة: إزالة خامس مخيّم للمهاجرين يضم 1500 شخصا    منصّة "نجدة" تساعد في انقاذ 5 مرضى من جلطات حادّة.. #خبر_عاجل    خبير يوضح: الأمطار تفرح الزياتين وتقلق الحصاد... هذا ما ينتظرنا في قادم الأيام    منتدى الحقوق الاقتصادية يطالب بإصلاح المنظومة القانونية وإيجاد بدائل إيواء آمنة تحفظ كرامة اللاجئين وطالبي اللجوء    بداية من 172 ألف دينار : Cupra Terramar أخيرا في تونس ....كل ما تريد معرفته    عاجل: القلق الإسرائيلي يتصاعد بسبب تأجيل القرار الأميركي بشأن الحرب على إيران    عاجل: اتحاد الشغل يطالب بفتح مفاوضات اجتماعية جديدة في القطاعين العام والوظيفة العمومية    البريمرليغ: "محمد صلاح" ضمن قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب    المنتخب التونسي للكرة الطائرة يختم تربصه بإيطاليا بهزيمة ضد المنتخب الايطالي الرديف 3-1    مواعيد كأس العالم للأندية اليوم بتوقيت تونس: مواجهات نارية وأمل كبير للترجي    وزير الإقتصاد في المنتدى الإقتصادى الدولي بسان بيترسبورغ.    الحماية المدنية: 552 تدخلا منها 98 لإطفاء حرائق خلال ال 24 ساعة الماضية    عودة التقلّبات الجوّية في تونس في ''عزّ الصيف'': الأسباب    ''مرة الصباح مرة ظهر''.. كيف يتغيّر توقيت اعلان نتيجة الباكالوريا عبر السنوات وما المنتظر في 2025؟    "ليني أفريكو" لمروان لبيب يفوز بجائزة أفضل إخراج ضمن الدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة    من مكة إلى المدينة... لماذا يحتفل التونسيون برأس السنة الهجرية؟    بلومبيرغ: إيران تخترق كاميرات المراقبة المنزلية للتجسّس داخل إسرائيل    كاس العالم للاندية : ريال مدريد يعلن خروج مبابي من المستشفى    روسيا تحذّر أمريكا: "لا تعبثوا بالنار النووية"    عامان سجناً لمعتمد سابق و15 سنة سجناً لنائب سابق بالبرلمان المنحل    عاجل/ عقوبة سجنية ثقيلة ضد الصّحبي عتيق في قضية غسيل أموال    صاروخ إيراني يضرب بئر السبع وفشل تام للقبة الحديدية...''شنو صار''؟    طقس اليوم: أمطار بهذه المناطق والحرارة في ارتفاع طفيف    ''التوانسة'' على موعد مع موجة حرّ جديدة في هذا التاريخ بعد أمطار جوان الغزيرة    عاجل/ طهران ترفض التفاوض مع واشنطن    كأس العالم للأندية: الترجي الرياضي يواجه الليلة لوس أنجلوس الأمريكي    ميسي يقود إنتر ميامي لفوز مثير على بورتو في كأس العالم للأندية    تقص الدلاع والبطيخ من غير ما تغسلو؟ هاو شنو ينجم يصير لجسمك    ما تستهينش ''بالذبانة''... أنواع تلدغ وتنقل جراثيم خطيرة    100 يوم توريد... احتياطي تونس من العملة الصعبة ( 19 جوان)    عاجل/ سعيّد يكشف: مسؤولون يعطلون تنفيذ عدد من المشاريع لتأجيج الأوضاع    خامنئي: "العدو الصهيوني يتلقى عقابه الآن"    استقبال شعبي كبير في شارع بورقيبة لقافلة الصمود    الأوركسترا السيمفوني التونسي يحتفي بالموسيقى بمناسبة العيد العالمي للموسيقى    بالفيديو: رئيس الجمهورية يشرف على اجتماع مجلس الوزراء...التفاصيل    إيران تطلق موجتين صاروخيتين جديدتين وارتفاع عدد المصابين بإسرائيل    كأس العالم للأندية: أتليتيكو مدريد يلتحق بكوكبة الصدارة..ترتيب المجموعة    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    ملف الأسبوع...ثَمَرَةٌ مِنْ ثَمَرَاتِ تَدَبُّرِ القُرْآنِ الْكَرِيِمِ...وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ    شارع القناص ...فسحة العين والأذن يؤمّنها الهادي السنوسي .. الثقافة وهواة اللقمة الباردة : دعم ومدعوم وما بينهما معدوم.. وأهل الجود والكرم غارقون في «سابع نوم»!    موسم الحبوب: تجميع4.572 مليون قنطار إلى غاية 18 جوان 2025    خطبة الجمعة... ذكر الله في السراء والضراء    وفاة أول مذيعة طقس في العالم عن عمر يناهز 76 عاما    الاستثمارات الاجنبية المباشرة تزيد ب21 بالمائة في 2024 في تونس (تقرير أممي)    أمطار أحيانا غزيرة ليل الخميس    إسناد المتحف العسكري الوطني بمنوبة علامة الجودة "مرحبا " لأول مرة في مجال المتاحف وقطاع الثقافة والتراث    بعد 9 سنوات.. شيرين تعود إلى لقاء جمهور "مهرجان موازين"    اطلاق بطاقات مسبقة الدفع بداية من 22 جوان 2025 لاستخلاص مآوي السيارات بمطار تونس قرطاج الدولي    وفاة 5 أعوان في حادث مرور: الحرس الوطني يكشف التفاصيل.. #خبر_عاجل    الخطوط التونسية: تطور مؤشرات النشاط التجاري خلال أفريل وماي 2025    لجنة الصحة تعقد جلسة استماع حول موضوع تسويق المنتجات الصحية عبر الانترنت    عاجل: أمل جديد لمرضى البروستات في تونس: علاج دون جراحة في مستشفى عمومي    بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة "قافلة الصمود"    قافلة الصمود تُشعل الجدل: لماذا طُلب ترحيل هند صبري من مصر؟    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني

ولد منصور : خطاب الأغلبية والمعارضة لا يساعد على الحوار البناء
قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية النائب محمد جميل ولد منصور إن حزبه ينظر بقدر كبير من القلق إلى أداء الحكومة الحالية،ويعتبر أن أداء الحكومة لم يكن على مستوى التحديات،داعيا الرئيس إلى تحمل مسؤولياته حتى لاتتحول المسلكيات الخاطئة إلى سلوك تستمرئه السلطة
لنبدء من حملة '' هوسماكم المسلمين'' التي أطلقها حزبكم هل تعتقدون أنكم استطعتم علاج مشكل الهوية الغائر بخطاب الحملة الذي يمكن وصفه بأنه خطاب وعظي عام؟
محمد جميل منصور : بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبيه الكريم، فبعد الشكر المستحق ليومية وموقع السراج والدعاء لهما بالتوفيق في مهمتهما الإعلامية.
أود أن أقول إن الحملة التي نظمها الحزب لتعزيز الوحدة الوطنية كانت رؤية رأى أصحابها بلدهم تتهدده من جديد دعوة العصبية،واستدعاء العامل العنصري والعرقي،وخفنا أن يتكرر ما تكرر في السابق،وأردنا – وقد من الله علينا بهذا الإطار الحزبي – أن نتحمل مسؤوليتنا،مخاطبة للجميع بأنه لا خير في كل ما يثير الفتنة والصراع العرقي،وأنه يجب أن نجمع أبناء هذا البلد على كلمة سواء وعلى ثوابت حددناها في رؤيتنا الفكرية وهي الإسلام واللغة العربية واللغات الوطنية الأخرى وهي البولارية والسوننكية والولفية ودعونا إلى محاربة كل ما يعرقل الوحدة الوطنية،ورفعنا هذا الشعار '' هو سماكم المسلمين'' معتقدين أن الإسلام هو الجامع والضامن لوحدة الشعب الموريتاني حصرا.

ونحن – أخي الفاضل –لا نمارس في هذا السياق خطابا وعظيا بقدر ما نؤسس لخطابنا الوحدوي بمرجعية إسلامية واضحة حددناها واخترناها في هذا الحزب.
نعتبر الحملة موفقة وناجحة وإن لم تكن كافية بالتأكيد،وهذا العمل مستمر والحملات متواصلة في هذا السياق،ونأمل أن يكون خطابنا قد وصل إلى الجميع وأن يبلغ الذين وصلهم الخطاب إلى من لم يصلهم،ونساهم بذلك في نشر الخير والتخفيف من حدة الاحتقان والاصطفاف العرقي.

اتهمتم باستغلال وضع الهوية ..من أجل كسب الأصوات،والتهيئة لحملة انتخابية سابقة لأوانها؟

محمد جميل ولد منصور : حج وتجارة ..نحن إذا قمنا بعمل يخدم وطننا ويحقق أهدافنا ونؤدي به واجباتنا السياسية والاجتماعية ويحقق بذلك بعض المقاصد السياسية أو يجلب بعض الأصوات فإن ذلك لايضيرنا ولا يؤثر سلبا علينا ونرجو أن لا يفسد نياتنا.
والحقيقة أن أملنا أن تكون الوحدة والمحافظة عليها لوازم في كل خطاب سياسي وإذا كانت مجلبة للأصوات والكسب الانتخابي فنرجو أن تتنافس الأحزاب في ذلك وتحقق – بكل صدق – أهدافها في ذلك.
السراج : تتهمون أنكم لم تكونوا متوازنين في حملتكم وأن تفهمكم لمخاوف الرافضين أو المتخوفين من التعريب،واكبته حدة تجاه الداعين للتعريب؟

محمد جميل ولد منصور : لا لا أبدا ..نحن لم ننتقد أحدا وحرصنا على أن يكون خطابنا هادئا وموحدا ودعونا الجميع إلى كلمة سواء،وتفهمنا مخاوف الجميع ومطالبهم واعتبرنا أن ترسيم اللغة العربية اللغة الرسمية للبلد،ولغة الإدارة والتعامل التي يجب أن تسود هو خيار لا رجعة فيه، مع الاهتمام والتطوير بلغاتنا الوطنية الأخرى،ولكننا نطرح ذلك في إطار وحدوي شامل لا يقصي الآخرين ولا يؤثر على مصالحهم ولا على مكانهم ومكانتهم في الوطن،سواء في إطار اكتمال الهوية باللغات الأخرى أو في اعتبار ما عليه الحال بالنسبة لكثير من الأطر المكونين في موريتانيا.

لننتقل إلى موقعكم السياسي..لايبدو واضحا جدا .أين أنتم الان بشكل محدد،بعد أن لم تشرككم الأغلبية،ولم تعودوا جزء من المعارضة؟

محمد جميل منصور : السياسة تسديد ومقاربة،ونحن رأينا أن بلدنا عاش مرحلة سياسية صعبة انتقل منها إلى مرحلة أخرى،وموقفنا السياسي الذي أسسناه بناء على قراءة موضوعية للواقع السياسي والمشهد الوطني يفرض علينا أن نساعد في تهدئة الأوضاع والانتقال الإيجابي.
وكررنا دائما أن البلد لاينبغي أن ينتقل من أزمة انقلاب إلى أزمة انتخاب،وقلنا إن الانتخابات التي جرت يوم 18 يوليو 2009 لم ترق خروقاتها إلى الطعن الكامل في مصداقيتها،ودعونا الجميع إلى تغليب الأجواء التوافقية والتواصلية على الخطاب والمشهد،وللأسف فللا الأغلبية ولا منسقية المعارضة – بإطلاق المواقف الحدية والاصطفاف السياسي – ساعدا في تهيئة الجو المناسب لذلك أو الدفع باتجاهه.

ألا ترون أن هذا يعود إلى قدرتكم أنتم على التأثير على الساحة بما يجعل الحوار الذي تطالبون به ممكنا ..وبالتالي يمكن اعتباركم تعيشون تيها سياسيا بعض الشيئ؟
محمد جميل ولد منصور : لا نتصور أن للسياسة قوالب جاهزة من لم يختر أحدها فهو في التيه،نحن حددنا موقعنا وقلنا نحن حزب سياسي ممثل في البرلمان وحزب سياسي معارض،نسمي معارضتنا المعارضة الناصحة،هي في سلوكها وممارستها السياسية ناصحة ومعتدلة،ولدينا مآخذ جمة على الأداء الحكومي،لدينا الشجاعة بأن نعترف إذا وقعت خطوات إيجابية فنذكرها ونشكرها..

بالنسبة للحكومة يجري الحديث عن أزمات سياسية واجتماعية كبيرة تسببت فيها الحكومة الحالية..كيف تقيمون أداءها؟

محمد جميل ولد منصور : بصراحة ننظر بقدر كبير من القلق إلى أداء الحكومة الحالية،ونعتبر أن أداء الحكومة لم يكن على مستوى التحديات،فالأزمات التي يعيشه المواطن،والمشكلات التي يعيشها الوطن من أزمات المياه وبعض الخدمات العامة وأزمة البطالة والتسيير غير الإيجابي لبعض الملفات الحساسة،وأن يكون أداء الحكومة على مستوى تطلعات الناس في الإدارة الرشيدة والسليمة،وكذا السلوك السياسي والتعبوي الذي صاحب تأسيس وانتساب الحزب الحاكم ، كل ذلك أمور مقلقة ورغم ذلك لانزال نملك النفس الذي يعطي مزيدا من الوقت ويدعو السلطات ورئيس الجمهورية إلى مراجعة الوضعية وإلى منع أن يتحول التعامل غير السليم إلى سلوك تستمرئه السلطات والقائمون على تنفيذ الشأن العام .
وقد دعونا إلى ذلك بشكل صريح في الوثيقة التي أصدرها الحزب بشأن الفساد.
وهي بالمناسبة كانت وثيقة عامة وغير مفصلة؟

محمد جميل ولد منصور: لا لا ..لم يكن الأمر كذلك إذا كنتم قد قرأتموها بعناية وبشكل مفصل..صحيح أنها قعدت على المستوى النظري ووضعت الأطر العامة الكفيلة بعلاج الفساد،لكنها في المقابل خلصت إلى رؤية الحزب المفصلة من الفساد،ونحن نفهم أن في الساحة كثيرين لايفهمون إلا الأبيض أو الأسود،والوقوف في الطرف ويجدون صعوبة في قراءة الألوان المختلطة،ونحن نعتقد أن موريتانيا بحاجة إلى أن نخلط سوادها وبياضها،لينتج ذلك لونا مختلفا،فهذه الصورة القاتمة التي يقدمها البعض وتلك الصورة الناصعة التي يقدمها البعض الآخر،لا تعبر عن الوضع العام في البلد.

هذا الخلط الذي تسعون إليه،هو الذي أدى إلى ضبابية الموقف منكم وبالتالي الاتهام بعدم الوضوح لا في الرؤية ولا في الأداء؟

محمد جميل منصور : نحن لا نتحسس من الأحكام التي يطلقها البعض علينا،ونعتقد أن من ألف فقد استهدف وأن من تصدر للشأن العام فعليه أن يتحمل تعليقات الناس على أدائه وما يقوم به.
ويمكن أن تلاحظ أننا ساندنا وناصرنا الأخ الصحفي حنفي ولد الدهاه في محنة الاعتقال،وتوقفنا واعترضنا على الصيغة التي تعاملت بها السلطة مع ملف رجال الأعمال،وتحدثنا بوضوح عن بعض القضايا التي اهتم بها الموريتانيون وتؤثر في حياتهم وتعامل الحكومة مع هذه القضايا،وتحدثنا عن الارتجالية والانتقائية في ملف الفساد والتعامل مع المفسدين،فنحن نتقد بشكل واضح سلوك النظام وممارساته ولكن الطريقة التي نؤدي بها ذلك الانتقاد ونحن نتخير الأسلوب الذي نؤدي به هذا الانتقاد.و بالمقابل نرى في خطوات مثل قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ، و إنجاز بعض البنى التحتية ، و استرجاع أموال عامة سياسات تستحق المباركة.


هل ترون أن الوضعية المقلقة للبلد – حسب تشخصيكم – تتطلب تعديلا حكوميا؟

محمد جميل منصور : للأسف فإن البعض في بلدنا يعتقد أن سلوك الأحزاب ومطالباتها وأهدافها يجب أن تكون متعلقة بموضوع الحكومة،فمن دعا إلى الحوار يتهم بأنه يريد المشاركة،ومن ينتقد الحكومة دون الرئيس يتهم بأنه متشوف إلى دخول الحكومة وغير ذلك.
ليس هذا منطقنا – نحن نعتقد أن على رئيس الجمهورية أن يتحمل مسؤولياته في الوقت الراهن،فهنالك مؤشرات وقرائن على المستوى الاجتماعي السياسي والدبلوماسي تدعو إلى مراجعة الوضعية الحالية حتى لا تتعقد الأوضاع أكثر مما هو حاصل.

المعارضة تؤكد أن رحيل النظام هو الحل الوحيد للأزمة ..كيف تنظرون إلى هذا الموقف..خصوصا أن بعض قادتها يرحبون بالانقلاب العسكري إذا لم تكن هنالك وسيلة لسقوط النظام غير ذلك؟

محمد جميل منصور : أعتقد أن الأخوة في منسقية المعارضة عبروا عن هذا الموقف بأساليب مختلفة،وهم بالفعل من يوجه إليهم السؤال لتفسير هذا الموقف،وعموما أنا أعتقد بكل صراحة أن لا وسيلة لتغيير الأنظمة وفي ظل الأحزاب والديمقراطية غير الانتخابات،وبالتالي لا أفهم أن نظاما يمكن أن يزول قبل أن تدور الدورة الانتخابية،وكل مجموعة انتخبت بأغلبية في البرلمان والبلديات أو الرئاسة يجب أن تعطى فرصتها القانونية حتى الدورة الانتخابية ليتم إسقاطها انتخابيا أو إعادة تزكيتها.

ربما تختلفون في هذا ..فمنسقية المعارضة يشككون في الانتخابات من أصلها،ولايرون أن البلاد تعيش جوا ديمقراطيا؟

محمد جميل منصور : أنا أعتقد أن النظام شرعي ومنتخب ولدي انتقادات للانتخابات ولسلوك النظام لكنها لا تصل إلى التشكيك في شرعية الانتخابات ولا الدعوة إلى إسقاط النظام.

ماهي معالم الحوار أو الشروط الموضوعية التي يجب توفرها للخروج من الأزمة الحالية حسب تصوركم؟

محمد جميل منصور : كان بودنا حقيقة أن نحول الدعوة التي عبرنا في خطابنا السياسي إلى ممارسة عملية في الساحة،وهو ما لم تتوفر له الظروف لحد الآن،أملنا أن نجد ذلك في أي وقت،وإذا وجدنا الفرصة سانحة فلن نتردد في تهيئة الأجواء للحوار.
وأنا اتصور أننا إذ خرجنا من الجدل الدائر حول شرعية النظام، وهو خروج مطلوب وإذا خرجنا من العقلية التقليدية التي حكمت الأنظمة السياسية لهذا البلد خصوصا خلال الفترات الاستثنئاية،وعلمنا أن البلد لا يحتمل أن يظل دائما في أزمات سياسية،وأردنا السعي إلى تسيير خلافنا السياسي تسييرا حضاريا وديمقراطيا..فتلك أجواء مناسبة للحوار..والخطاب موجه بشكل أساسي إلى النظام باعتباره صاحب المبادرة ..ثم إلى الأحزاب وخصوصا أحزاب منسقية المعارضة.


يتعرض التيار الإسلامي لانتقادات لاذعة في الفترة الأخيرة ..انتقادات حول الموقف من العربية ..إشكالات الوسطية ..الموقف السياسي..كيف تعاملتم مع هذه الحملة ضدكم؟

محمد جميل ولد منصور : لست من الذين ينظرون بحساسية إلى الانتقاد فما تكتبه الصحافة ويقوله الساسة حول تواصل يجب أن ننظر إليه بكثير من الإنصاف والتقبل،فسنجد فيه كثيرا مما يفيدنا وإن جاء من غير ناصح وغير منصف وقد نجد فيه أيضا مستوى من التحامل..وخصوصا من بعض الأطراف التي يدفعها الصراع السياسي إلى مستوى من التحامل.
وبالجملة فهي دعوة إلى إخواننا في الصحافة والإعلام والسياسة إلى التريث – طلبا للدقة والموضوعية – في كل ما يكتبونه وينشرونه من معطيات.

هنالك سؤال موضوعي عن الشيخ الددو – وهو زكاتكم على المجتمع كما تقولون – ألا ترون أن نصيب النظام من هذه الزكاة أصبح أكبر من نصيب المجتمع والقوى المعارضة للنظام؟

محمد جميل ولد منصور : الشيخ محمد الحسن ولد الددو عالم من علماء هذا البلد ووجه إسلامي معروف ويمارس دورا مهما لصالح موريتانيا دعوة وإرشادا وتعليما وتوجيها ويمثل هذا البلد تمثيلا راقيا في الخارج يحتاجه إلى تحسين بعض الصور التي علقت بالبلاد.
ونحن نقدر له هذا الموقف ونعتز بكل نصائحه وتوجيهاته التي تفيدنا دائما،لكن الشيخ محمد الحسن ولد الددو ليس رجلا حزبيا،هو أكبر من الانتماء الحزبي وجهوده أوسع من جهود العمل السياسي بمعناه الضيق.
وأعتقد أن الأدوار التي اضطلع بها والجهود التي أداها كانت شهادة حسنة له وللتيار الإسلامي الوسطي في هذا البلد.
ونحن نختلف في الحكم على جهود الشيخ باختلاف الزاوية التي ننظر بها إلى هذه الجهود..الشيخ الددو سعى إلى معالجة ملف التطرف ومشكل نزلاء السجن المدني معالجة حضارية إقناعية،أن يترتب على ذلك الحوار شيئ عملي فتلك مسؤولية السلطة ونحن نعتقد أنه يجب تدارك ذلك الحوار بجهد عملي إيجابي لصالح إنهاء هذه الأزمة وتجاوز هذا الملف.
ننظر إلى جهد الشيخ محمد الحسن ولد الددو في حل أزمة رجال الأعمال – وهي ازمة كانت مستعصية جدا – بإكبار وتقدير،وكان دور الشيخ محمد الحسن خروجا من أزمة ملتبسة وعصيبة،وبالتالي نعتقد بوطنية ومحورية مثل هذا الجهود التي أداها الشيخ الددو لصالح المجتمع.

منسقية العمل القومي الإسلامي أو ما يعرف بأحزاب البيعة في موريتانيا إطار سياسي جديد لا ظهور لكم فيه..هل قصرتم في الانتساب إليها ..أم لم يتصلوا بكم..وهل تخشون من سلبكم اسم التيار الإسلامي؟

محمد جميل ولد منصور : منسقية العمل القومي في موريتانيا هي مبادرة جديدة في الساحة تعبر عن أصحابها بعض خطابها ليس خطابنا وبعض توجهاتها ليست توجهاتنا،نحترمها ولا نزيد على هذا باعتبارها جزء من المشهد السياسي الذي قد نتفق مع بعضه أو نختلف مع بعضه.

قد تسلبكم اسم التيار الإسلامي؟

محمد جميل منصور : اسمنا التجمع الوطني للإصلاح والتنمية.

أقصد الفضاء العام لتواصل ..فضاء التيار الإسلامي الذي تنتمون إليه؟

محمد جميل ولد منصور : الذي يمثل تاريخيا التيار الإسلامي بنضاله وتراكم جهوده معروف والذي كان ثمرة من ثمار هذا النضال معروف ..اسأل عنه المراقبين أو الصحافيين فسيجيبونك.

هنالك أزمة الحمالين ..كيف تنظرون إليها؟

محمد جميل ولد منصور : هي أزمة يجب حلها بسرعة والحمالون كغيرهم يستحقون الإكرام ومعالجة الأوضاع،مع الابتعاد التام عن تسييس هذه الحراك النقابي من هذا الطرف أو ذلك.



الحديث عن قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ..حديث متجدد في الساحة ..والكل يدعي اليوم دورا في قطع تلك العلاقة ..كيف تنظرون إلى هذه العلاقة وإلى المسار الذي أخذته حتى أعلن عن قطعها.
محمد جميل بن منصور : الحقيقة أن العلاقات مع الكيان الصهيوني بدأت منذ نهاية النصف الأول من التسعينات ، و لم تبدأ في المرحلة الانتقالية و لا بعدها ، و معروفة هي الشخصيات و القوى التي عارضت هذه العلاقات و سجنت و حوربت بسببها ، و معروف هو العالم الذي صدع بفتواه ضد هذه العلاقة و معروفة تلك القوى التي سيرت المظاهرات المأذونة و غير المأذونة ضدها ، و معروفة تلك القوى و الشخصيات التي عارضت هذا العلاقات عندما أصبحت معارضتها ناعمة و كلفتها محدودة و عموما شكرا لكل الذين عارضوا هذه العلاقات من قبل و من بعد و ساهموا في تهيئة الأجواء لقطعها و شكرا بطبيعة الحال للسلطة و للرئيس الذي ملك الجرأة و الشجاعة على ذلك .

هنالك مخاوف من أن تكون إعادة فتح ملف الفساد واستدعاء الوزير الأول السابق يحيى ولد أحمد الوقف محاكمة سياسية لعقاب المعارضة ..كيف تنظرون إلى هذا التطور الأخير؟
محمد جميل بن منصور : لا ننظر بارتياح لهذه الخطوة ، و هذا الملف أغلقناه مع اتفاق داكار ... و الساحة أحوج لالتقاء القوى السياسية المختلفة بدل هذا النوع من الأساليب الذي يفتقد المصداقية في شكله و وقته.

لنختم بكلمة موجهة إلى قادة المعارضة الذين لا تلتقونهم كثيرا
محمد جميل ولد منصور : لا أفهم لماذا تريد كلمة خاصة بزعماء منسقية المعارضة و أنني لا ألتقيهم فأنا ألتقيهم و ليست هناك مشكلة .
وليست لدينا كلمة موجهة إلى طرف مخصص بعينه،فدعوتنا إلى الجميع أغلبية ومعارضة،للسلطة أولا باعتبارها صاحبة المبادرة ولمنسقية المعارضة باعتبارها أكبر تجمع للقوى السياسية الوطنية ولكل القوى السياسية الأخرى ونحن منها أن شد الحبل والطرفية والشدة فيها والتوتير يؤدي إلى مزيد من التعقيد.
وما نحتاجه اليوم هو جو من الحوار البناء الذي يخرج البلاد من الأزمة السياسية وينهي جو التوتر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.