13 قتيلا و354 مصابا في حوادث مختلفة خلال ال24 ساعة الماضية    سوسة: الاطاحة بمنحرف خطير من أجل ترويج المخدرات    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    وقفة احتجاجية ضد التطبيع الأكاديمي    بن عروس: انتفاع 57 شخصا ببرنامج التمكين الاقتصادي للأسر محدودة الدخل    العاصمة: وقفة احتجاجية لعدد من اصحاب "تاكسي موتور"    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    600 سائح يزورون تطاوين في ال24 ساعة الأخيرة    الوكالة الفنية للنقل البري تصدر بلاغ هام للمواطنين..    عاجل/ تحذير من أمطار وفيضانات ستجتاح هذه الدولة..    فريق عربي يحصد جائزة دولية للأمن السيبراني    الحكومة الإسبانية تسن قانونا جديدا باسم مبابي!    لاعب الترجي : صن داونز فريق قوي و مواجهته لن تكون سهلة    متابعة/ فاجعة البحارة في المهدية: تفاصيل جديدة وهذا ما كشفه أول الواصلين الى مكان الحادثة..    الإعداد لتركيز مكتب المجلس العربي للاختصاصات الصحّية بتونس، محور اجتماع بوزارة الصحة    هلاك كهل في حادث مرور مروع بسوسة..    فاجعة المهدية: الحصيلة النهائية للضحايا..#خبر_عاجل    تسجيل 13 حالة وفاة و 354 إصابة في حوادث مختلفة خلال 24 ساعة    صدور قرار يتعلق بتنظيم صيد التن الأحمر    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    حريق بشركة لتخزين وتعليب التمور بقبلي..وهذه التفاصيل..    عاجل/ منخفض جديد وعودة للتقلّبات الجويّة بداية من هذا التاريخ..    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي يواجه صن داونز .. من أجل تحقيق التأهل إلى المونديال    وزارة المرأة : 1780 إطارا استفادوا من الدّورات التّكوينيّة في الاسعافات الأولية    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    جندوبة : اندلاع حريق بمنزل و الحماية المدنية تتدخل    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    "ألفابت" تتجه لتجاوز تريليوني دولار بعد أرباح فاقت التوقعات    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    بطولة انقلترا : مانشستر سيتي يتخطى برايتون برباعية نظيفة    البطولة الايطالية : روما يعزز آماله بالتأهل لرابطة الأبطال الأوروبية    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب هذه المنطقة..    الإعلان عن نتائج بحث علمي حول تيبّس ثمار الدلاع .. التفاصيل    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    تواصل نقص الأدوية في الصيدليات التونسية    طقس الجمعة: سحب عابرة والحرارة تصل إلى 34 درجة    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    الاستثمارات المصرح بها في القطاع الصناعي تتراجع بنسبة 3ر17 بالمائة خلال الثلاثي الأول من سنة 2024    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    جندوبة.. المجلس الجهوي للسياحة يقر جملة من الإجراءات    قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    سعر "العلّوش" يصل الى 2000 دينار في هذه الولاية!!    قرابة مليون خبزة يقع تبذيرها يوميا في تونس!!    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    بطولة مدريد للماسترز: اليابانية أوساكا تحقق فوزها الأول على الملاعب الترابية منذ 2022    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الإعلامي و الأديب الفلسطيني مهند صلاحات بعد إطلاق سراحه
نشر في الفجر نيوز يوم 18 - 05 - 2010


حاوره : عبدالجليل ادريوش الفجرنيوز
كاتب وإعلامي فلسطيني، كتب القصة القصيرة، وقصيدة النثر، والمسرح، بالإضافة لكونه أيضاً كاتب سيناريو تلفزيوني، فقد شارك بكتابة مسلسلات درامية تلفزيونية عربية، كما وكتب عدداً من سيناريوهات الأفلام الوثائقية وأخرج بعضها وأعد بعضاً أخر منها.
كتب كذلك المقالة الساخرة والنقدية والسياسية، والنقدية الأدبية، وقدم دراسات في الشعر والقصة والرواية العربية، نشرت في عدد من المجلات والصحف العربية.
لا يجد فرقاً بين النص الأدبي المكتوب قصةً كان أو قصيدة وما بين المشهد التلفزيوني فلماً وثائقياً كان أو مسلسلاً درامياً، فكلاهما له قرائه أو مشاهديه، وكلاهما يخضع لرقابة الرقيب والناقد، لكنه يرى أن القارئ والمشاهد هم النقاد الحقيقيين والأكثر قدرة على إعطاء الأحكام التي يقبلها على نصه الأدبي وعلى عمله التلفزيوني من حكم الرقيب أو الناقد.
صدر له عام 2008 مجموعة قصصية بعنوان "وحيدان في الانتظار" عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن وهي المجموعة التي تمت ترجمتها في العام 2009 إلى اللغة الإيطالية، كما تم تحويلها لعمل مسرحي مع المخرج الأردني محمد بني هاني وعرضت في الثاني والعشرين من شهر آيار الحالي ضمن فعاليات مهرجان الربيع المسرحي الأردني في العاصمة الأردنية عمان، وهذا العام يصدر له مجموعة أخرى بعنوان "المخذولون" يتصدرها نصٌ نثريٌ طويل، ولكونه يحاول المزج الحداثي ما بين القصة القصيرة وقصيدة النثر على اعتبار إمكانية تحويلهما لجنس أدبي واحد. وله قيد الطبع كذلك مجموعة ثالثة بعنوان "سيرة غير ذاتية" هي الأخرى مزج ما بين القصة القصيرة والسيرة الذاتية، لكنها كما يقول صلاحات ليست سيرته الذاتية بقدر ما هي السيرة الذاتية للمكان والمجتمع يرويها هو عبر ذاكرة طفولته. كما له كتاب "إلى اربع نساء" والحائز عام 2008، على جائزة ناجي نعمان للإبداع في لبنان، وكذلك كتاب "جدلية المثقف والسلطة والفقيه" وهو قيد النشر.
قدم للشاشة التلفزيونية العربية عدداً من الأفلام الوثائقية، معداً أو مخرجاً، فكان له فلم "ذاكرة الصابون" وهو فلم وثائقي يروي تاريخ صناعة الصابون في مدينة نابلس عبر ألف ومائتي عام، وكذلك يعمل حالياً على فلم وثائقي من إعداده وإخراجه حول تاريخ الصحافة في مدينة القدس، كما قدم مع المخرج الفلسطيني بشار حمدان فلم "الحريق لا يزال مستمراً" وتم عرضه على فضائية الجزيرة الوثائقية بالذكرى الأربعين لحرق المسجد الأقصى، وأفلام أخرى مع مخرجين آخرين مثل فلم "السامريون: إسرائيليون في أرض كنعان"، "نابلس تحت الحصار"، "شجرة الزيتون"، وأفلام أخرى.
* مهند صلاحات كنت تعمل مراسلاً ثقافياً لصحيفة الحقائق الدولية في الأردن ...؟ و لازلت تعمل حتى الآن بالعدد من الصحف والمجلات العربية ... حدثنا قليلا عن هذه التجربة ؟
بالنسبة لعملي الصحفي فقد بدأ بوقت مبكر، فقد كتبت وقدمت عدداً من التغطيات الصحافية في عدد من الصحف العربية، ومن بعدها عملت مراسلاً لصحف ومجلات عربية من بينها الحقائق وكذلك العرب القطرية وديوان العرب وغيرها في الأردن في مجال الثقافة والفنون، وكما عملت في مجال الإعلام الدرامي، أي صناعة الأخبار المختصة بالدراما التلفزيونية العربية، فقد كنت منسقاً إعلامياً للمركز العربي للخدمات السمعية البصرية بالأردن ومن بعده مستشاراً إعلامياً لشركة طارق زعيتر وشركاه التي أنتجت عدداً من المسلسلات العربية الضخمة من بينها باب الحارة وكوم الحجر وزهرة النرجس وغيرها. في هذا المجال شعرت بنفسي أنطلق لعالم ساحر، فعلى الرغم من أن دراستي الجامعية أصلا كانت بتخصص الحقوق إلا أنني وجدت نفسي في الإعلام أكثر، وأحياناً اشعر أن الإعلام كافأني أكثر لجهدي، هي تجربة غنية وجميلة واشعر أنها قلبت حياتي ومضامينها رأساً على عقب باتجاه إيجابي طبعاً، وجعلتني أكثر تذوقاً للفن والأدب وأدخلتني رغماً عني تجربة النقد التي مارستها على نفسي وعلى نصوصي قبل أن أمارسها على نصوص وأعمال الأخرين الفنية والأدبية، ليس من باب الرقيب فأنا أكره فكرة الرقيب بل من باب النقد البناء الإيجابي الذي يسلط الضوء على مكان القوة والضعف في النص الأدبي أو العمل الفني.
* قمت كذلك بمجموعة من المحاضرات في موضوعات مختلفة من بينها حقوق المرأة، حقوق الإنسان، حقوق الطفل وإعلام الطفل، الإعلام العربي وتغطية الحروب، الإعلام العربي وقدرته على مخاطبة الأخر ما السر في ذلك ؟
ربما لا يوجد سر بمفهوم سر، لكنني أنطلق هنا من مجال عملي ومن دوري كصحافي وإعلامي، فأنا أرصد ما يحدث وأحاول أن أحلله، بالعادة الحروب والكوارث، والشعب الفلسطيني طبعاً يعيش كارثة الاحتلال منذ ما يزيد على مائتي عام، فأنا أنطلق من رصد الواقع وتحليله والمحاضرة أو الندوة تفيد بأنها تضعنا بالعادة بمواجهة مباشرة مع المتلقي لمناقشة الأفكار التي نطرحها.
قضايا الطفل والمرأة وحقوق الإنسان هي المواضيع المهمة التي في العادة يتم تجاهلها في ظروف الحروب، وأنا مهمتي كحقوقي أولاً، وكصحافي ثانياً، وكعضو في جمعية حقوق إنسان ثالثاً، وكإنسان يرفض تجاهل ضحايا الحروب الأبرياء قبل كل شيء أرى أنه من واجبي طرح هذه القضايا التي يعتبرها الآخرون هامشية واراها أنا رأس الأولويات على طاولة الحوار وسماع رأي المتلقي العربي بها. هنا أعتقد يكمن الموضوع بجوهره.
* ما هي الأعمال التي شارك فيها مهند صلاحات .. ؟.وما هي الجوائز التي حاز عليها مهند صلاحات خلال مشواره الأدبي والإعلامي؟
شاركت بعديد من الأعمال الفنية على كافة المستويات، ففي مجال المسرح شاركت بكتابة عملين مسرحيين مع المخرج المبدع محمد بني هاني، إحداهما كان ضمن ما يسمى المسرح التفاعلي أو مسرح المضطهدين، وهي مسرحية إملأ الفراغ وعرضت أكثر من مرة في الأردن على أكثر من مسرح، والثانية التي تعرض حالياً في مهرجان الاردني المسرحي والذي أطلق عليه هذا العام مهرجان الربيع المسرحي الأردني وهي مسرحية مستوحاة بعض تفاصيلها وايقوناتها عن كتابي القصصي وحيدان في الانتظار وتحمل نفس عنوانه، أما على صعيد الأفلام الوثائقية فقد شاركت بإعداد مجموعة لا بأس بها من الأفلام التي عرض معظمها على شاشة الجزيرة الإخبارية والوثائقية مثل فلم "حصار نابلس" "المهجرون بالداخل" "ثنائية الشعر والموسيقى" والذي يتناول قصة الشاعر محمود درويش والموسيقي مرسيل خليفة، وقبل مدة انتهيت من تصوير فلم من إخراجي وإنتاج شركة الحرية في الأردن ويتناول حياة السيد المسيح في فلسطين والأردن، وحالياً أعكف على عمل فلمي الخاص من إعدادي إخراجي وهو عن تاريخ الصحافة المقدسية منذ عام 1878 وحتى اليوم ومراحل تطورها ورقياً وسمعياً وبصرياً.
وفي مجال التفزيون فكما أشرت سابقاً أنني عملت في مجال الدراما أكثر على صعيد الإعلام ولكنني أيضاً ساهمت بكتابة أطول عمل درامي عربي كان يتكون من 240 حلقة تلفزيونية أي سوب أوبرا، وحالياً أعكف على كتابة عمل تلفزيوني من 30 حلقة بعنوان أبناء الحرب.
أما عن الجوائز فيهمني الحديث عن درع ديوان العرب كافضل مراسل صحفي للعام 2007، وكذلك جائزة ناجي نعمان للإبداع في العام 2008.
* مهند صلاحات كيف ترى الأدب والإعلام المغربي ...؟ والانتجات السينمائية المغربية ... ؟
الإعلام المغربي اليوم حقق نقلة نوعية على كافة الأصعدة الإلكترونية والورقية والمرئية والمسموعة، وتحديداً في مجال الصورة والترجمة، فهو استفاد من قربه من مراكز الحضارة الغربية ومزجها بثقافته واستطاع الخروج بإعلام يحمل هوية مغربية ناضجة وواعية، وأنا أعتقد أننا في المشرق العربي علينا الإطلاع ودراسة هذه التجربة للاستفادة منها، فالإعلام في المشرق لا يزال رهين سياسات وأحزاب وشركات، ولم يستطع أن يكسر هذه الحواجز كما فعل الإعلام المغربي وخلق هويته الناضجة.
أما عن السينما المغربية للأسف قليل جداً منها ما يصلنا للمشرق
*من هو قدوة مهند صلاحات في العمل الأدبي ...السينمائي ..الإعلامي ؟
أنا شخصياً لا اؤمن بفكرة القدوة، فأنا اشعرها نوع من الوصاية البطرياركية في العمل الأدبي والفني، لكني اشعر أنني أتأثر كثيراً بالعديد من الشخصيات المؤثرة، أحيانا أتأثر بوجهة نظر عامل فني أو مصور يعمل معي في أحد الأفلام وأحيانا برؤية وطريقة إخراج مخرج عالمي مثل جان لوك جودار أو الفلسطيني إليا سليمان، أو فلم الرقص مع الذئاب لكيفن كوسنر، أو فلم شاهدته أو كتاب قرأته، ففي مجال الأدب لا أحب تكريس أسماء بل أحب قراءة أي شيء تقع عليه يدي وبذلك اشعر أنني أطلع على المشهد الأدبي العالمي والعربي وإن كان بشكل عشوائي لكنني أشعر أنني أقرأ الرديء أحياناً لارى مواطن ضعفه واقرأ الجيد لأستفيد من مواطن قوته وبكلاهما أعتبر أنني أستفيد من التجربة، وهذا الأمر ينطبق كذلك في الإعلام، أشعر أحياناً أنني لا أنتمي لمدرسة معينة في الإعلام وفي الإنتاج التلفزيوني، لكنني في الأدب أشعر بقربي أكثر من الحداثية وأنفر بعض الشيء من المدرسة الكلاسيكية.
* ما هي المشاكل التي يواجهها مهند صلاحات في مسيرته الأدبية والإعلامية؟
أهم ما أعنيه ونعانيه كإعلاميين وكأدباء عرب هي سقف الحرية، ولا أعتقد أنها مشكلة أو أزمة بسيطة، بالإضافة لأزمة وعي يعانيها المشهد العربي بشكل عام، فالحرية في عالمنا العربي ديكور مثل أي ديكور في المنزل، للاسف هكذا يتم التعامل معها، وعلى أرض الواقع نصطدم بمليون عائق يحول دون وصولنا لنقول أو نفعل ما يجب أن نفعله، فالحرية تهمة قد تودي بصاحبها للهلاك، النقد الحقيقي ممنوع، والمتلقي متأثر بتابوهات الدين والمجتمع والسياسة بالتالي نجد أحياناً ككتاب وكإعلاميين بأننا نصطدم مع المتلقي أكثر مما نصطدم مع السلطة بحد ذاتها واقصد هنا السلطة الدينية أو الاجتماعية أو السياسية.
*مهند صلاحات أنت مواطن فلسطيني حدثنا قليلا عن معاناة الشعب الفلسطيني الحبيب في ظل العدوان الصهيوني والحصار؟
أزمة الشعب الفلسطيني باختصار شديد هي جزء من أزمة عربية وإنسانية، لا يمكن فصل القضية الفلسطينية عن سياقها العربي والإنساني وكان من أكبر المشكلات التي وقعت بها القضية الفلسطينية أن تم فصلها بعد اتفاق أوسلو عن سياقها العربي وعمقها العربي والإنساني فتحولت لقضية مصالح شخصية راح ضحيتها الشعب الفلسطيني نفسه وفقد الكثير من مناصري قضيته من عرب وغيرهم، واستطاعت بعض الأنظمة السياسية العربية التنصل من القضية الفلسطينية بحجة أن الفلسطينيين أنفسم وافقوا على توقيع اتفاق يعترف بعدوهم كجزء من الوطن وله حق في هذه الأرض مثلما لهم وهنا كانت الكارثة التي أدت لما هو أخطر من الحصار والاحتلال ، ألا وهو الانقسام الحاصل حاليا.
*تم اعتقالك مهند صلاحات مؤخرا من طرف مخابرات السلطة الفلسطينية ومنعك من مغادرة فلسطين بعدما كنت تقيم بالا درن ما هو السبب في ذلك ؟
للأسف تم اعتقالي واحتجزاي لثلاث مرات خلال أقل من شهر واحد، ففي المرة الأولى تم اعتقالي من قبل جهاز المخابرات الفلسطينية لمدة أسبوعين أثناء عودتي من الأردن في نهاية شهر آذار لأسباب لا أستطيع وصفها إلا بأنها تعبر عن عدم الوعي لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تتعامل مع قضايانا الثقافية كملفات أمنية، وهي أيضاً تجسد بشكل أكبر طبيعة الصراع الحقيقي الحاصل ما بين المثقف العربي والسلطة السياسية القائمة، وفي المرة الثانية تم منعي من السفر والذي لا يزال حتى اللحظة، وتم احتجازي أثناء محاولتي السفر للأردن، وفي المرة الثالثة تم اعتقالي عشرة أيام في بداية شهر آيار الحالي. فأهم أسباب اعتقالي كان بالنسبة لدى المخابرات أنني كتبت مقالات تنتقد حالة الانقسام الحاصل بالشارع الفلسطيني ورفض حالة الانقاسم بكل أشكاله، وكذلك عملي في أفلام وثائقية عن القضية الفلسطينية اعتبرها جهاز الأمن تحريضاً على العنف ضد الاحتلال. هذا يحدث ليس في فلسطين فقط بل بكثير من الدول العربية التي تعتبر أن اتفاقيات السلام أو هكذا يسمونها التي وقعوها مع الاحتلال واعترفوا بشرعيته يجب أن يتم الموافقة عليها شعبياً والتبجيل لها وهذا باعتقادي أكبر الكوارث في قمع حرية الشعب في أن يقول كلمته، لست نادماً على ما كتبته أو ما فعلته في مجال الأفلام فالاحتلال سيبقى غير شرعيٍ على أرض وطني المحتل.
ماذا تعنى لك القصة القصيرة؟

القصة القصيرة تعني لي طريقة الكتابة ووسيلة التعبير التي أجيدها، إنها الناطق الرسمي عني وعن أفكاري، ولماذا أكتب القصة القصيرة؟ أو لماذا أكتب أصلاً؟ ربما لأنني لا أجيد شيئاً آخر غير ذلك، لكن بكل الأحوال أحب القصة كونها الأكثر قدرة على اختزال الفكرة والأسرع في إيصالها دون تعقيدات الأنواع الأدبية الأخرى كالرواية أو المسرحية. وهذا طبعاً لا يعني أنني لا أحب المسرح ولا أكتبه، فقد كانت لي تجربتان ناجحتان خرجتا على خشبة المسرح.
كيف تختار عناوين أعمالك القصصية؟
أنا لا أختار عناوينَ لقصصي، هي تختار نفسها أو لنفسها عناوين، أحياناً أشعر أن النص يختار عنوانه، وأحياناً أحاول أن لا يكون العنوان مباشراً، بل أن يكون مستكملاً للنص أكثر مما هو دال عليه، بالتالي فإن مضامين القصة يستكملها أحياناً العنوان أو يكون أحد أفكارها، وكذلك الأمر بالنسبة لعناوين الكتب، ففي كتابي وحيدان في الانتظار مثلاً اخترت العنوان قبل دقائق من إرساله للإجازة من دائرة المطبوعات والنشر، اكتشفت لاحقاً أي بعد صدور الكتاب أنني كنت موفقاً فيه، بل وأحببته أكثر.
• ماذا يميز شخصيات قصصك، وهي تستوحيها من واقعك؟
لا اعتقد بوجود شيء مشترك في شخصيات قصصي، أنا في المحصلة لا أكتب سيرة ذاتية، ولا أبحث عن شخوص في قصصي تشبهني، ولا أحلم أو أتمنى من خلال تلك الشخوص، بالعكس شخوص قصصي معظمهم من واقعي، وأنا لا أسعى من خلال كتابة القصة لأن أكتب على طريقة التفريغ، بل قد تكون كتابة القصة أقرب للاستعراض والبحث عن محاولة كتابة، أكثر منها محاولة لتفريغ ما بداخلي. ولو أردت الأخيرة لكتبت سيرة ذاتية أو خواطر أو غيرها.
*هل من طموح مهند صلاحات يريد أن يحققه ما هو وماذا قطعت منه حتى الآن ؟
لا أعرف لطموحي ولا لأحلامي حدوداً، هكذا قال الثائر الأرجنتيني تشي جيفارا يوماً، والذي دفع حياته ثمناً لأحلامه، وأنا نفسي ليس لأحلامي ولا لطموحي أيضاً حدود يمكن أن أتحدث عنها أو أحصرها في سطور صغيرة بحوار، لكنني أحلم وهو من ضمن مشروعات مستقبلية مؤجلة بعمل فلم سينمائي يستعرض معاناة شعبنا الفلسطيني مع الاحتلال ودربه المعبدة بالألم والشوك والدم، مسترشداً بدرب الآلام التي سار بها السيد يسوع المسيح في طريقه للصلب، فشعبي مصلوب على مليون صليب، ودمه كما المسيح ينزف منذ أن نزف ابن العذراء أول قطرة دم على هذه الأرض.
*ماذا تعني هذه الأسماء... لمهند صلاحات؟
- المغرب : المغرب العربي منارة الحداثة العربية في الأدب والفن
- إسرائيل : كيان استيطاني غير شرعي
* ما هي أخر أعمال مهند صلاحات... ؟ وما هي أعمالك المستقبلية... ؟
أخر أعمالي كما قلت سابقاً عمل مسرحي مع المخرج محمد بني هاني بالإضافة لكتابي الذي سيصدر حديثاً بعنوان المخذولون، وكذلك أحضر لما بعد فلم تاريخ الصحافة بالقدس لفلم وثاقي أخر عن حكايات البحر والبحارين في مدينة عكا التاريخية المحتلة، أما المستقبلية فهي مرتبطة بالطموح الذي لا ينتهي أبداً، ويبدأ من الفكرة التي تكبر معي. هنالك الكثير سأكشف عنه بوقته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.