ماذا قال عباس؟ نُقِل كلام عباس عن (الشعب اليهودي) وحقه في (أرض إسرائيل) عبر وسائل الإعلام ومواقع شبكة الإنترنت بصيغ مختلفة،وكثير هي مواقع السقوط والهبوط،وبراهين وأدلة الخلل والوهن والكلل ،والمؤشرات الدالة عللى فساد منهج هذا الرجل،الذي استطاع اخفاء حقيقته،حتى توفرت الظروف التي نَجَمَ فيها ما كان يخفيه عندما كان محاطًا بالأبطال والقادة الرواد الذين ما كان ليجرؤ على التلفظ بحرف واحد يعبر به عن خيانته في حضورهم. وما كان هذيان عباس ليستحق التوقف عنده لولا خطورة المناسبة التي تفوه بها بهذا الكلام الهابط المعبر عن منهج دائم من الاستفزاز الثقافي والتناقض المبدئي مع ثوابت الشعب الفلسطيني. · فقد قاله بعد ارتكاب اليهود لجريمة المذبحة على متن أسطول الحرية المتجه إلى غزة،وقاله أمام قيادات الصهاينة اليهود في أمريكا. · وقاله بعد أن أعلن أوباما عن منحه أجرًا مقداره 400 مليون دولار،شرط ألا يصل حماس منها شىء. · وقاله بعد أن حاول أن يظهر حرصه على المصالحة في دعوته المخادعة إلى كلمة سواء،وهو يضمر غير ما يظهر،ويعلم تمام العلم أنه لو جلس إلى قيادات الشعب وحاول أن يعمل بما يحقق المصالحة فإنه لن يبقَ يومًا واحدًا في رام الله،"وسيذبحه الصهاينة من الوريد إلى الوريد "،بنص كلامه لرئيس وزراء قطر،فهو ليس إلا موظفًا أو عميلاً أو جاسوسًا يؤدي دورًا في سياق منهج الخيانة والذي اختاره ويطبقه هو ومن معه من السماسرة والجواسيس من ناقصي الأهلية. · قاله هناك في أمريكا التي سحبوه إليها ليتأكدوا من ثباته على عدائه للشعب الذي نصبته الجامعة العربية رئيسًا غير شرعي عليه،وليطمئنوا من ثباته على ضلاله وعمالته،على الرغم من الأجواء المتفجرة التي أعقبت الجريمة الصهيونية النكراء في المياه الدولية ،مما يخالف كل القوانين والشرائع الدولية والإنسانية. · قاله بعدما هبَّ (الشيطان الجديد) جورج ميتشيل لنجدته بعيد ارتكاب اليهود لجريمتهم ،ووقف إلى جواره ليذكره بالتزاماته الخيانية في حق شعبه الذي طعنه في مقتل،وشوه تاريخه،واستهتر بكرامته،وباع دماء شهدائه بثمن بخس،وعبث بثوات حياته.
فماذا قال عباس مما يؤذي ويتناقض مع قوانين الفطرة وحقائق الواقع،وسنن الوجود،ووقائع التاريخ الثابتة ؟ الصيغة الأولى 1. قال عباس:"إنه لن ينفي حق الشعب اليهودي على أرض (فلسطينالمحتلة)". وعبارة فلسطينالمحتلة وردت في صيغة نقل الرواية على موقع الإعلام الفلسطيني لأن حركة المقاومة الإسلامية حماس تترفع أن تذكر عبارة أرض إسرائيل في التعبير عن الوطن الفلسطيني،وهذا انسجامًا مع منهجها ومنطلقاتها الفكرية. ونص بيان الحركة كالتالي:"عبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن إدانتها الشديدة للتصريحات التي أدلى بها رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس في واشنطن، والتي جاء فيها أنه "لن ينفي حق الشعب اليهودي على أرض فلسطينالمحتلة".لكنه في الحقيقة قال:(أرض إسرائيل).متابعة وانتصارًا وتوافقًا للتزييف اليهودي الصهيوني لحقائق الأديان ووقائع التاريخ،ونفاقًا وتزلفًا وضعفًا وجبنًا أقعده وأعجزه عن قول كلمة الحق المعبرة عن حقيقة هؤلاء اليهود الخزر الغزاة المجرمين في مجتمع الجريمة الشاملة. أول ما يجب أن نصححه من كلام هذا الجاسوس الدجال هو عبارة (أرض إسرائيل)،وهي عبارة مضللة اقتبسها عباس من تزوير الحقائق التي يحاول اليهود أن يوهموا أنهم وقد استولوا على فلسطين بأرخص وأبخس الأثمان وأقل التضحيات وأنها وطنهم الذي يعودون إليه،وهي فرية لا يصدقها حتى اليهود أنفسهم،ممن لهم القدرة على التفكير باستقلال وموضوعية،وأخطر وغرب ما نعيشه حاليًا هو تعميم كلمة (إسرائيل) للتعبير عن هذا الكيان اليهودي الغاصب في وسائل الإعلام وكلام الناس العاديين،وفي الخطاب الرسمي العربي صاحب المبادرة المشهورة للسلام. إن اليهود الغزاة الحاليين الذين اغتصبوا بلادنا يمثلون حالة فريدة في التاريخ الإنساني المعاصر هو ما يمكن أن نطلق عليه من منطلقات علم الجريمة(مجتمع الجريمة الشاملة)،وفي العادة فإن الجريمة ظاهرة إنسانية طبيعية،كما عبر عن ذلك عالم الاجتماع الفرنسي المشهور إميل دركهايم،وهي إحدى مباحث الانحراف الاجتماعي في النظرية الاجتماعية الحديثة،وقد بالغ دوركهايم في ذلك بأن اعتبرها ظاهرة ضرورية ؛لأنها تعمل على مراجعة أجهزة المعايير وقوانين الضبط الاجتماعي وتجدي القيم من منطلق وضعي،أما أن يكون الإجرام هو الخاصية الغالبة على ما يمكن تجاوزًا أن نطلق عليه مصطلح شعب،كما هو الحال في التجمع الصهيوني الحالي الذي دنَّس أرض الوطن،وتجاوز كل الحدود في الاستهتار بالحياة الإنسانية،فهو ما لا يمكن قبوله،ولم يحدث في التاريخ الإنساني،وها هو يتحقق في مجتمع الجريمة الشاملة في الكيان الصهيوني اليهودي الحالي،الذي لا يتورع السمسار الجاسوس عباس أن يصفه بالشعب اليهودي،وحقه في أرض إسرائيل،وحتى الأنبياء الكرام من بني إسرئيل ،على نبينا وعليهم جميعًا الصلاة والسلام لا يرون بذلك،فهم يعلنون أنهم مسلمون،وأخذ الله عليهم العهد أن يتبعوا أخاهم الذي يبعث في آخر الزمان بالهراوة في جبال فاران(مكة)عندما تشرق الشمس من سعير(الخليل)،ويتجلى سلطان الرب في (فاران)،فهذا الجاسوس الدعي لا يستحي من الله، ولا يخاف عقابه عندما يتماهى مع الفكر الصهيوني الإجرامي المنحرف الذي غير خصائص المكان،وشوه حقائق الزمان. الصيغة الثانية 2. وقال عباس:" لن أنفي حق اليهود على أرض إسرائيل." الصيغة الثانية تمثل تطورًا جنائيًا في فكر عباس،وليس الأمر مجرد كلام يلقى دون مراجعة أو محاسبة،فكلمة (لن)تدل على الإصرار على المضي في هذا المنهج الهدام المخالف لقواعد العقل والمنطق والفطرة،ويدل على أن هذا الجاسوس تجاهل كل حقائق الواقع،ويتناقض تناقضًا أوليًا مع مصالح الشعب الذي ابتلي به وبفريقه من السماسرة والجواسيس والعملاء،لأن (الحرف لن)يفيد التأبيد،والانسحاب على المستقبل،فهل هذا يمكن أن نعتبر الرجل قد خرَّف وخلَّط ،وضعف إلى الدرجة التي لم يعد قادرًا على وزن كلامه؟وهي ملاحظة حقيقية تظهر في تردده وضياعه وتوهانه في البحث عن الكلمات التي يحاول بها أن يخفي بها ما يعتمل في حقيقة نفسه،ويحتمي أحيانًا وراء شطحات كلامية عامية من تصنع الظرف والفكاهة فتأتي هذه الشطحات لتظهر نشوزه عن السياق الثقافي للشعب الفلسطيني الذي يمتلك عمقًا يفتقر إليه عباس وأمثاله من الأدعياء المتحذلقين المتصنعين . الصيغة الثالثة 3. وقال عباس: "لن أنفي أبدًا "حق الشعب اليهودي" على أرض (إسرائيل)". الصيغة الثالثة هي النص الحرفي الحقيقي لكلام محمود رضا عباس مرزا،وفيها تطوير للأذى،وإصرار على الجريمة،فقد تأكد النفي الذي ضمنه عبارته بكلمتين هما (لن ) ثم (أبدًا) ومعنى ذلك أن هذ الذاسوس ماضٍ في مشوار الخيانة،ولديه تصميم على أنه لم يصل بعد إلى نهاية مشروعه في القضاء على المقاومة،وفي تزييف تاريخه. وهذا ما يوجب التحذير منه،فعلى الشعب الفلسطيني أن ينبذ هذا الجاسوس وينتبه إلى خطورة وجوده وأن يتخلص منه ومن زمرته من الساقطين بكل الوسائل الشرعية الممكنة،وأولها عدم الانسياق الانفعالي في إمكانية التوصل معه ومع زمرته إلى أي شكل من أشكال الاتفاق أو المصالحة،التي نرى فيها رموز التجبر والاستحذاء العربي الذين سكتوا على ذبح الشعب في غزة يتذكرون ما كان أن يفعلوه منذ سنوات،وأعني مباشرة زيارة الأمين العام للجامعة العربية (البهلوان)وزيارة الجاسوس منيب المصري،وما خفي أعظم.ولقد أعذر من أنذر.إياكم والضعف والدنية في شرع الله وفي فضح المنافقين. الوضع الحالي يمثل حالة مثالية لعباس وأمثاله وشلته وفريق أوسلو من الخونة والجواسيس والعملاء والسماسرة،ولأجل هذا الوضع دمرت غزة،وحوصر شعبها وحكومتها،وشددت على الأبطال هناك الإجراءات والقيود ممن يحتضنون عباس وشلته،ويحنطونهم ويستنسخونهم ويستنسخون لهم الجواسيس والاتباع والعملاء في انتظار تضعف مقاومة الشعب الفلسطيني ،وتيأس قواه التي تتصدى للأدوار الخيانية لعباس وفريقه. وعباس هذا الذي انكشف وافتضح أمره أمام الشعب الفلسطيني الذي يمتلك أعظم جهاز تصفية وفرز فكري وسلوكي أسسته التجارب المريرة،وطورته المآسي والآلام،وميزه هذا الجهاز على كل شعوب الأرض فجعله أشجع شعب،وأقوى جماعة بشرية على وجه البسيطة،أطفاله رجال،وزهراته ونساؤه مؤسسات عبقرية لإنتاج الأبطال،وصلابته أقوى وأشد من الطبيعة ذاتها،كلما أمعن اليهود ومن هاودهم والنصارى ومن ناصرهم،والعملاء والجواسيس والسماسرة ومن جندهم،كلما أمعنوا في حصاره وتعذيبه ،كلما هداه الله إلى الوسائل العبقرية التي تمده بأسباب الحياة،وتزيده صلابة وعنادًا وقدرة على الحركة التي يسبق بها أعداءه من كل الأشكال والألوان والمسميات. لذلك فعندما يتكلم عباس وأمثاله في واشنطن أو أي مكان آخر،في حضور عتاة اليهود أو مع باراك حسين أوباما أمام كاميرات أجهزة الإعلام،ليقول كلامًا لقنوه إياه فيردده كالببغاء،أو يستعيده كآلة التسجيل فيتحول إلى آلة جامدة بلا روح،نقول عندما يتكلم هذا الرئيس منتهي الولاية ناقص الشرعية الدخيل على المجتمع الفلسطيني فلا ينتظر أن يصدقه أحد،ولا عدو الأمر من وجهة نظر مستمعيه من قيادات الصهاينة وحلفائهم أنه مجرد مكابرة ،وهم يعلمون قبل غيرهم ضعف المنطلق الذي يمثله،وإنما يستخدمونه كنوع من الحرب النفسية،ويمنون عليه بالملايين لكي يواصل دوره التخرريبي الذي وضعته الأنظمة العربية الرسمية فيه تكريسًا للانقسام،وانتظارًا لحل تاتي به الأيام. ولو كانت الظروف التي يحياها الشعب الفلسطيني طبيعية أو قريبة من الطبيعية،بمعنى لو كان الفلسطينيون مجتمعين على قطعة أرض واحدة،ولهم سلطة منتخبة من جميع الشعب المشتت في كل منافيه،وليس فقط في الضفة والقطاع،ويمارس سلطته على أرضه بحرية كباقي شعوب الأرض،حتى ولو كانت حرية نسبية،وله مؤسساته الشرعية القانونية والقضائية والتنفيذية التي تمتلك القدرة على تنفيذ القرارات من منطلق وطني،ويمتلك أجهزة لمحاسبة كل من يقترف جرمًا أو مخالفة وطنية،أو يفوه بكلمة مما نطق به عباس أمام اللوبي اليهودي ،لو كان ذلك موجودًا لعلمنا مصير محمود رضا عباس مرزا الذي استورده اليهود ونصبوه رئيسًا على جواسيس وسماسرة أوسلو من ناقصي الأهلية الوطنية والعقلية والأخلاقية بمقاييس الشعب الفلسطيني في الجرح والتعديل وتصنيف الرجال،ومعاملة الخونة من حثالات من يقبعون هناك في رام الله تحت أحذية اليهود وحلفائهم الأمريكان. أما وقد تشتت إجماع الشعب،وعبث فيه الخونة والعملاء في عصر انقلاب الموازين،وتناقض المعايير،وغياب المقاييس الحقيقية في تقدير ووزن الرجال،وفي وجود حالة الوهن،وغياب يد الشعب الطويلة التي لا تسكت على عباس وأمثاله من الجواسيس والسماسرة فقد أضحى الميدان مستباحًا له ولحثالات رام الله،وبقايا المتمسحين بفتح وذكريات جبال الأمجاد،والبكاء على الأطلال،والترويج للندب واللطم على القبر الرمز،والكوفية التي يلولحون بها في مهرجانات الرقص على مسرح رام الله وبعض مناطق الضفة،حيث يتم تدبيج المعلقات وموشحات المديح،وعبارات الدجل والتزييف على الشعب بحجة أنهم رجال دولة،أو ناطقون باسم مؤسسات وطنية. فكلام عباس والمناسبة التي رتبها لصهاينة ليعلنه فيها ليس بالكلام الذي يمضي بلا محاسبة،وأقل ما يستتبعه هو الحذر الحذر منه ومن منهجه ومنهج السماسرة والعملاء الخونة الهابطين القابعين هناك في رام الله تحت أحذية الصهاينة والأمريكان،ينتظرون دولة وهمية هلامية كعقولهم وأفهامهم وضمائرهم الخربة. (... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.)(يوسف 21)