أي حلم(بهيج)هذاالذي نوطن أنفسنا (نحن الغربيين)،على التعلق بتلابيب سراباته وخيباته إلى درجة صيانة أزماته ورعايتها،علًلها تٌخرجنا من الكابوس المرعب:السقوط التام،مثل سقوط برج بابل العظيم؟.. ومتى سنأخذ (نحن الغربيين) بعين الإعتبار،بأن ما يحدث اليوم،ليس فقط مجرد أزمة عابرة أوأزمات متعاقبة ...،بل إن هناك تحولا مهولا نرفض قبوله؟...وأنه ليس فقط تحولا عابرافي المجتمع الغربي...، ولكنه تحول عنيف (في العمق) لحضارة آفلة باكملها........؟ إننا( نحن الغربين) نساهم كلنا في مواجهة مرحلة (إنسانية ) جديدة حاسمة غيرمسبوقة وبدون تصورمسبق، مع عدم رضوخنا بقبول أن المراحل السابقة(لحضارتنا) قد ماتت...،مع عدم قدرتنا على تحمل مشاعربشاعة مراسيم دفنها،ولكننا مع ذلك،نستمر في تحنيطها مثل المومياء الأزلية..."... من كتاب " الفظاعة الإقتصادية" ل:فيفيان فورسترL'horreur économique ص:11 ولعل أكبر شعراء التمرد"أرثررامبو"Arthur Rimbaut"الفرنسي،قد أوضح الصورة الحقيقية–في إبداعاته الشعرية-للمشهد الغربي–لما بعد التنوير-المحكوم فيه على البشرية بالخضوع القسري لربوبيات السوق وعبادة المال،وتقديس صنمية القادة والمثقفين المزيفين،كمصادروحيدة ومطلقة "للإنتشاء"وتحقيق السعادة الإنسانية،والحلم المزهرالابدي للبشرية، حيث يقول في كتابه الشعري"Les Illuminations الإشراقات: "....حتى في بعض الأمسيات اللازوردية الحالمة ...،عندما نحاول الإعتزال–هادئين-لننسحب نائين عن فظاعات قذاراتنا المادية والإقتصادية اليومية..، تنتابنا،مع ذلك ،رعشات الهلع لدى سماعنا رهج مطاردات القنص الوحشي للطرائد(البشرية)،... وتعالي أصداء مرج الحشود البربرية للقناصين المهوسين :الفلاسفة ،المنظرون، الإقتصاديون ،المبدعون(المزيفون) ،والعسكريون القضية: لا مراء في أنه قد آن الأوان للبشرية وضع علامات استفهام جذرية حول فسفة الغرب وحضارته ومعتقداته ومسلماته،(وهو نفس المنهج الذي تبناه الغرب في مساره الحضاري الطويل تجاه كل الثقافات والحضارات"خارج السياج السقراطي–التوراتي- الكانطي-الديكارتي"الداعي إلى ما يسمى ب":أسطورة"وحدة تناغمية العالم"...حيث يُلزم مثقفوالعوالم الثالثية أوالرابعية،بالقيام بمساءلة مفكري الغرب ومثقفيه ومبدعيه،ليفسروالنا مسوغات مساهماتهم في إنعاش الدورالتدميري الذي تقوم به الحضارة الغربية تجاه الحضارات الأخرى،باسم التفوق العقلاني للغرب : تلك العقلانيةالمتسربلة بمسوح"الأنوار"أوالتنوير"أو"الحداثة"،والإستمرار في الترويج لها بالخطابات والأطروحات والتنظيرات والرؤى المتجددةعبرالأسلحة والأدوات،والآليات الحديثة،عبرالأنبياء والمرتزقة والتجارالمبشرين الجدد –والمضمون واحد- بعد فشل الحداثة الذريع، في مجالات تطبيق أطروحات الرفاه الإنساني ،وطرح "الأحسن"بدون اللجوء إلى الإجتتاث،والإستاصال والإقصاءعبرأكذوبات (التجديد والتغييروالدمقرطة) بالترهيب والترويع والقتل والتدمير،وغيرها من المفاهيم البراقة الملفقة التي تتجدد كلما تهددت مصالح الغرب وأهداف أهله وشيعه،ويستمر في الدفع بتخفيض الحضارات الأخرى،وتحجيم ثقافاتها وتقاليدها إلى مستويات أدنى من الحثالة،حيث لم يتوقف الغرب من تكرارمقولة "شعب الله المختار"التي ابتكرها الأغارقة الذين نصبوا أنفسهم كمعلمة"الحضارة الأولى للبشرية وعبقريتها الأوحد"وتلقفها عنهم كهنة "التوراتية"عبر"سجع الإبادات المقدسة للأغيار"،وتناقلتها–بالتواتر الحضارةالرومانية لتحط ترحالها،عبر الهجومية المصادمة الجديدة للفكر الغربي المعاصر،ليعيد الغرب بذلك عقارب ساعة التاريخ إلى الوراء، لينعش من جديد،ذلك التصورالمتغطرس والمتعالي:(الإغريقي-اليهودي) الذي بلغ أوجه، وتعالى شأوه مع الوليدين الشرعيين الجديدين للحضارة المعاصرة: الولاياتالمتحدةالأمريكية والكيان الإسرائلي،ليختتم الغرب بهما فرض منقبات أطروحاته الجديدة منذ بداية السبعينات: "إنهاءالتاريخ"ووأد الميتافيزيقا ومحو الإيديولوجيا،بهدف الوصول إلى إلغاء ومسح كل ما تتميزبه الخلائق البشرية وثقافاتها من تمايز،ورفض ما لها من حق الخلاف والإختلاف والتميز والتمايز،أو حق التمثيل أو التماثل...معرضان بذلك الإنسانية برمتها إلى الدمارالشامل أو"النهاية' بمعناها التوراتي من التدليس إلى الفظاعات: هذا واذا كان التفسيرالإقتصادىأوالمادى الصرف للتاريخ–الذي لايزال يعد لدىالكثيرمن أكادميينا وعباقرتنا،-ركناركينا فى استيعاب الميكانيزمات في قيام الحضارات وأفولها-..فإن التغاضىعن الجوانب الروحية والثقافية والنفسية والقيمية المتداخلة في عوامل السقوط والإنحدار للمجتمعات والحضارات،لهو بحق منقصة معرفية،وثلمة فكرية تفضي بكثير من المشتغلين بعلوم الأناسة : التاريخ والاجتماع والاقتصاد والسياسة والقانون والأخلاق،إلى استنتاجات مبتورة أومغرضة، بخصوص الشان الحضاري،والإجتماعي والثقافي للحضارات ومن هذه الزاوية، فقد درج الإعلامُ الغربي الرسمي-اليوم-،ونخبُه ومثقفوه اليمينيون واليساريون المزيفون المتكاثرون بعد الأزمة المالية الخانقة-يمارس كل مناهج "التخفيض" والإختزال"و"التبعيض" Reductionisme والتجزئ،مستعينا بكل معاول التنقيب المضني في أركيولوجيات"الانتقائيات" التشويشية–التلفيقية Éclectismالمذهبيةالتاريخية الغربية،والمهاترات"الثقافوية" والمضاربات الفلسفية المزيفة للقرن التاسع عشر(ذلك القرن الأكثربهرجة في التاريخ الفلسفي–حسب مؤرح تاريخ الفلسفة الألماني"هنري إيكن"-وعبر مذاهبه الإقتصادية البتراء،التي أُسست على معطيات(سوسيو-ثقافو-سياسية) للقرن التاسع عشر،التي خدمت أهداف"لصوصيات"الإمبرياليات والكولونياليات البشعة لإنعاش وتبرير"وثوقية"و"ديمومة" مشاريع هيمنة الإمبراطوريات الإمبرياليةالتي لا تغرب عنها الشمس، واليوم ؟...: فبعدأن وصل الغرب إلى الطريق المسدود،فلم يتبق له للحفاظ على بقائه، سوى ممارسة ما يلي: -الإيغال في النهج الذي ثبتت فعاليته منذ أزمنة القرن الثامن عشر،أي :الإصرارعلىالمزيد من الإستثمارفي منهج"التدليس الباسكالي"والدفع به إلى مداه الأقصى،عبرالترويج لمهزلة مقولة:أن الأزمة الدولية الخانقة "مجردعارض إقتصادي طارئ وزائل–كماعودنا الغرب في تاريخه المعاصرمنذ أزمة عام1927 الإقتصادية الكبرى– وذلك باشاعةالأطروحات الجديدة التالية: - التسويق الإعلامي للخرافة الأمريكيةالجديدة المسماة بمعجزة"التغييرالناعم الأوبامي"بعد مأساة التغييرالبوشي الصادم،لتغطية لصوصية القرن المسماة بالأزمة العقارية–لعام 2008،المسببة للإنتكاسة المالية الدولية،بتبني ما يسمى ب" البراغماتية الجديدة المتعددة الأوجه والأطراف"( كما فصلت ذلك في مبحث خاص) وإرغام البشرية على الاقتناع بتدليساتها "وربي كبير"- كما يقول المثل المغربي الدارج- أي رغم أنف البرية أجمعين -الترويج لمقولات"أكاديمية"عجيبةغيرمسبوقة في تاريخ الأزمات المالية والإقتصادية من طرف(الباحثين-المتخصصين- التكنوقرطيين-حسب تعبير"رئيس تحرير"المجلةالدولية الأسبوعية" (فيليبثورو-دانغان") ذلك الفتح الإقتصادي الجديد الذي أسموه :مشروع "إنقاذ الأبناك" والمؤسسات المالية الغربية،بدل إنقادالبشرمن المجاعات والاوبئة والأمراض المستعصية الفتاكة، والكوارث البئية الطبيعية،والبطالة والإقصاء والعنصرية - اختلاق مناخات الفوبيات والمخاوف الباثولوجية اللاعقلانية،بالترهيب والترويع المنظم،إمعانا في نشرأجواء الإرتعاب النفسي الجماعي،تمهيدا لتمريرالقوانين"الأوربية والأمريكية المستقبلية الإحترازية"المشبوهة ضدالبشرية،عن طريق التلويح بتهديد أمن العالم بالنووي الإيراني،وتخويف الدول العربية من المد الشيعي،والتحذيرمن عودة"ديكتاتوريةالعثمنة"التركية المهددة"لديموقراطيات المنطقة وأمنها ورخاء شعوبها،"والتخويف من الإرهاب الإسلامي(سنيا كان أم شيعيا)،وربط هذه "الفوبيات"في الأذهان-سيكولوجيا-بالفاشيات الأوروبيةالتي أنتجها الفكرالغربي نفسه منذ بدايات العشرينات،بالضخ عبركل وسائل النصب الإعلامي الغربي الجديد و(العربي الرسمي)بنشرأطروحات مشاريع الحروب الكبرىالمدمرة،وتضخيم التهديدالآتي من أماكن الفوضى المسماة ب"أمبراطوريات الشرالشرقية والجنوبية"التي أُسندت إليها-غربيا- صفات ومهام تخريب"القيم الإنسانية العليا"المهددة لزوال"التنوير"وقيمه الحضارية والأخلاقية العصرية والحداثية،التي تمثلها إسرائيل و"مجموعة بروكسيل" والولاياتالمتحدة، المُجمعة كلها على حماية الكيان الإسرائيلي"الحامل للقيم الغربية" في واحة الشروالهمجية المشرقية ، -استنباث مشاريع الحروب الصغرى الإقليمية المذهبية والطائفية إستلهاما من أبحاث(الأنثروبولوجيا-السياسية) المسماة ب"نظرية الثلاجة المغلقة"،حيث تم إعداد وانتاج لكل عرق ودين وثقافة وطائفة وبلدومنطقة وإقليم في(العالم العربي-الاسلامي)،تنظيرات ومناهج تدعم تليد"الخصوصيات الفولكورية المحلية"قصد أشعال وتأجيج الصراعات والخلافات،...ولكل صراع واختلاف منظروه ومناهجُه وأساليبُه وعدتُه ورجالُه وأوصياِؤه وطوابيره المحليين العلنيين والمتسترين -محاولة إقناع قطيع البشرالمدجن في أووربا وكندا والولاياتالمتحدة واليابان، وقطعان الأعراب الجدد،بأن أولوية أولاياتهم،هي دعم مشاريع"أوباما الكونية" والأبناك الدولية، بالمزيد من"التضحيات"،وقبول المزيد من الضرائب وغلاء المعيشة والصمت عن الفضائح والإختلاسات المالية،لتتحول العقول البلهاء،والبطون الفارغة،والعضلات المرهقة المسترخَصة،للعمل ليل نهارلملء جيوب النخب والسادة والحكام،وحماية مصالح "رجال المال" و"الاستثمار،والحفاظ"على خلود"وحدانية وربوبية"الليبرالية الجديدة"،بهدف الرضوخ في نهاية المطاف إلى قبول"حكومة العالم الجديدة"أوالطوفان...-كما رشح عن تجمع الكبارالأخير- بشهر جوان2010 بكندا-المشبوه- الذي تمخض عن قرارات"أدباتية-تلبيسية"، للتسترالمريب على حقيقة أسباب الأزمة الدولية الخانقة،التي افتعلتها أطراف مجهولة في دوائر"وول ستريت"لعام 2008-2009،حيث كرس هذا الللقاء الدولي المشبوه-بكندا- لإستمرارية الاجتماعات المريبة،مع إشراك دول خليجية غنية في "اللعبة"، تلخصها لنا هذه الفقرة للخبير الاقتصادي الكندي الكبير"شودوفسكي " La débâcle des marchés financiers en 2008-2009 est née d'une fraude institutionnalisée et de la manipulation financière. Les "sauvetages bancaires" ont été mis en œuvre sous les instructions de Wall Street et ont mené au plus important transfert de richesse monétaire de l'histoire jamais enregistré, tout en créant simultanément une dette publique insurmontable. ،التي يكشف فيها عن مهزلة وأكذوبة أكبر حشد سوق مالي مسبب لأكبر احتيال مالي في التاريخ،تحت تعليمات أطراف"مجهولة ومشبوهة" في وول ستريت خلقت ديونا ومديونية- منسقة أوركستراليا–الن يكشف الإعلام الغربي الرسمي عنها-على الأقلعلى المدى المنظور–والكشف عن "مايستروهات"هذه القرصنة المنطمة،التي أفقرت الأبناك والمؤسسات المالية الدولية،وأطاحت بكل آمال الإنسانية، وأفقدتها إيمانها المعقودة منذ "الأنوارالغربية"الداعية إلى "الخير الأسمى (السقراطي- الكانطي- الهيغلي) ولعل فترة ما بين الحربين :من 1918 إلى 1936 لتعتبر فترة انزياح الستائرعن"التدليس الغربي" حيث تعالت أصوات كل متعجرفي دعاة"التفوقية الحضارية الغربية"من مواليد بدايات نهايات القرن التاسع عشروبدايات القرن الماضي الذين أعلنوا مبكراإفلاس حضارتهم–بدون طرح أية بدائل خارج الأنظومة الغربية،وكأن التصورالغربي الكوني بتدليساته،قدر البشريةالأوحد،فتحولوا إلى"غاضبين" و"رافضين" ومتمردين"و"عبثيين"و"لامنتمين"و"قلقين" و"متأزمين"و"منهزمين" ومرتعبين" ومأساويين" ومنذري الهلاك و"رجعيين" الخ،أمثال: وردزورت،كوليردج،شيلي،كيتس،جويس،لورنس،جيد،بيكاسو،أزرابوند،إليوت،جورج براك،و فرويدوغيرهم من الذين ولًدوا أجيالا إبداعية مهترئة ومرعوبة لا حقا،الذين اعتبروا"الحداثة الغربية"ذلك الإبن الشرعي المنتج لفقدان الثقة في صلابة العصرالجديد،وانهيارمنظومة القيم والأخلاق الإنسانية العليا بالمفهوم الحداثي الغربي متسائلين: " أي تبريرفي نشرالرعب والفظاعات التي راح ضحيتها الملايين من البشر في فترة زمنية قصيرة فقد معها الإنسان الغربي ثقته في وجود مثل وقيم عليا ؟ ثم .... وماذا بعد؟ للبحث صلة