تونس:يضم اتحاد الكتاب التونسيين زهاء 600 عضو من شعراء وروائيين.ويعاني أكثر من 20 في المئة منهم من البطالة كما يعيش نحو ستين في المئة منهم أيضا في فقر وأوضاع معيشية سيئة.وعقدت مجموعة من الشعراء والروائيين التونسيين المنشقين على الاتحاد في الاونة الاخيرة مؤتمرا تأسيسيا لنقابة جديدة للكتاب التونسيين.وتطالب نقابة الكتاب التونسيين بتحسين أوضاع الادباء والشعراء المهنية والاجتماعية والاعتراف رسميا بالكاتب كمهنة مستقلة بذاتها في تونس.واجتذبت نقابة الكتاب التونسيين الحديثة التأسيس أكثر من 100 منتسب حتى الان. وقال لسعد بالحسين الامين العام لنقابة الكتاب التونسيين "لا يجب أن ننكر أن لدينا كتابا يعانون البطالة.. لدينا كتابا يعيشون الخصاصة.. لدينا كتابا ليس لديهم دفتر علاج.. لدينا كتابا ليس لهم سكن. بالتالي وفي ظل غياب الامكانية للنظر في هذه المسائل قمنا بتأسيس نقابة كتاب تدافع عن هذه المسائل تحت اشراف الاتحاد العام التونسي للشغل." وتدعم الحكومة التونسية أكثر من 60 في المئة من كميات الورق المخصصة لطباعة الكتب. وتتحمل الحكومة نفقات 75 في المئة من مبيعات الكتب حيث ارتفع حجم شراء انتاج الكتاب التونسيين من 510 ألف دينار (364 ألف دولار ) عام 2000 الى 1.219 مليون دينار (870 ألف دولار) عام 2008. كما ارتفع عدد العناوين الصادرة من 426 عنوانا عام 2000 الى 1058 عنوانا سنة 2008. ويقول كثير من الكتاب التونسيين انهم يعانون من سوء استغلال الدعم الحكومي من بعض أصحاب دور النشر التي ارتفع عددها من 80 سنة 2000 الى 171 دارا للنشر سنة 2008. وقالالشاعر التونسي منير بن يونس "دعم وزارة الثقافة وسلطة الاشراف موجود سواء على مستوى دعم الورق أو على مستوى لجنة الشراءات. لكن أين مشكلة الناشر الذي يستلم هذا الورق؟ اما أن يحوله الى طباعة بطاقة أفراح أو أن يبيع ذلك الورق ولا تصدر كتب. ولدي تجربة في هذا المجال. هناك ناشر منذ سنتين استلم الدعم لعمل روائي مني ولم يقم بنشره منذ سنتين." واتحاد الكتاب التونسيين جمعية ثقافية لا تعنى بالاوضاع الاجتماعية للكتاب. وأكدت جميلة الماجري رئيسة الاتحاد الكتاب انه لا يوجد في تونس كاتب يعيش وضعا صعبا على الصعيد المهني أو الاجتماعي. وقالت جميلة "ليس هناك كاتب في تونس يعيش وضعية مزرية. تعني بالمزرية عاطل عن العمل.. ها هو.. اشتغل. تعني بها غير قادر على طبع كتابه.. الكاتب في تونس يطبع أكثر من كتاب بعنوانين وثلاث عناوين في السنة. اتحاد الكتاب التونسيين لوحده اشترى من أعضاءه.. وهذا حق لكل عضو في الاتحاد.. ما بين سنتي 2009 و2010 بما قدره 18 ألف دينار شراءات كتب." وذكر الروائي التونسي كمال ألرياحي الفائز بجائزة أفضل عمل روائي عربي عام 2010 عن رواية "المشرط" في بيروت أنه يعيش منذ عشر سنوات على الكتابة في الصحف والمجلات الاجنبية فقط. وأعرب عن اعتقاده في وجود طبقة وسطى بين الحكومة والكاتب وأنها مسؤولة عن تردي أوضاع الكتاب. وقال الرياحي "أنا شخصيا أعيش مما أكتبه في بعض الصحف الاجنبية والمجلات.. أحيانا وليس دائما. لنعتبر أن ليس لدي قلم في هذا الاتجاه.. مما سأعيش أنا وعائلتي. أنا متزوج ولدي طفل عمره سنتين. السؤال يطرح هنا.. سياسة الدولة في تونس تقول انها مع المبدع ومع تحسين وضعية المبدع. من يعرقل هذا؟ أعتقد أن هناك فئة وسطى بين السلطة والمبدع هي التي شوهت صورة الكاتب في تونس وخلقت هذه الوضعية." ويأمل أعضاء نقابة الكتاب التونسيين والمنتسبون اليها من المثقفين أن تجد مطالبهم الاهتمام والدعم من الحكومة.