دمشق:كشفت مصادر سورية موثوقة ل 'القدس العربي' أن القبطان السوري الذي كان على متن السفينة البنمية DanyF2 التي غرقت قبالة شواطئ طرابلس اللبنانية قد دُفن في الأراضي التركية وتحديداً في منطقة 'أضنة' منذ ما يقرب الخمسة أشهر. وفي التفاصيل التي تكشفت ل'القدس العربي' فإن معلومات تلقاها ذوو القبطان السوري سامر صالح البالغ من العمر 27 عاماً منذ عدة أشهر تفيد بوجود ثلاث جثث لأشخاص في تركيا كانوا على متن السفينة ذاتها. وردت هذه المعلومات من الشركة صاحبة السفينة وأنه ووفق الوصف الذي ورد لأهل البحار السوري فإن إحدى الجثث تتوافق في وصفها مع مواصفات ابنهم الشكلية، وأن هذه الجثة موجودة في البراد منذ الأيام الأولى للعام الحالي لكن تحليل ال DNA الذي أجرته السلطات التركية حينها أظهر أن الجثث الثلاث هي لأشخاص في الخمسينات من عمرهم، وبعد ثلاثة أشهر أقدمت السلطات التركية على دفن الجثث لكنها أخذت عينة جديدة منها قبل الدفن لإجراء فحوص ال DNA مرة ثانية وبالمقابل أرسلت عائلة البحار السوري نتائج تحاليل ال DNA لابنهم بهدف مطابقتها واستغرقت العملية برمتها ثلاثة أشهر أخرى (حتى حزيران الفائت) انتهت بأن إحدى الجثث تعود للبحار السوري سامر صالح وبنسبة تطابق بلغت 99.99' بين تحليل الأهل والتحليل التركي. واستناداً لذلك طلب أهل البحار سامر استعادة رفات ابنهم من الأراضي التركية عبر وزارة النقل السورية التي خاطبت وزارة الداخلية التركية من خلال وزارة الخارجية السورية وأن السلطات التركية وافقت على الطلب وستنقل رفات البحار بصندوق خشبي ليدفن في مسقط رأسه بمدينة اللاذقية في سورية. وكان أهل البحار وأصدقاؤه قد بذلوا جهود مضنية بالتعاون السلطات السورية بحثاً عن طرف خيط يقودهم لمعرفة مصير ابنهم الشاب، وكانت السفينة DanyF2 رست على عمق أكثر من 1000 متر تحت سطح الماء بعد غرقها قبالة شواطئ طرابلس اللبنانية منتصف كانون الثاني من العام 2009، وكان قبطان السفينة DanyF2 البريطاني الجنسية والذي تمتد خبرته لأكثر من ثماني سنوات أمر بجعل السفينة تميل بمقدار 6 درجات عن وضع التوازن الشاقولي بغرض القيام بأعمال تنظيف سيما وأنها كانت تحمل على متنها الآلاف من رؤوس الأغنام، لكن ما حدث أنه ومع حلول الساعة الرابعة عصرا من يوم الحادثة كانت السفينة قد وصلت في مَيلانها الى 30 درجة وباتت في وضع خطير للغاية لتغرق بعد ذلك ويحدث ما حدث ويفقد العشرات ممن كانوا على ظهر السفينة حياتهم. وبذلك تكون شكوك عائلة البحار قد تبددت تماماً بأن جهة خارجية ما عثرت على ابنهم واختطفته خاصة وأن العائلة كانت تستند إلى تأكيدات زملاء للبحار سامر بأنهم شاهدوه حياً بعد غرق السفينة يرتدي سترة النجاة وهو على أحد زوارق النجاة بجانب السفينة.