يتعرض الجزائريون من طالبي التأشيرة للسفر إلى مصر، إلى ''إهانة'' مستمرة من طرف القائمين على السفارة في الجزائر العاصمة. ويعامل هؤلاء، على قلتهم، بطريقة تحمل الكثير من ''الاستهزاء'' وعدم الاحترام. فيما ساومت السفارة ''الخبر'' بالاعتذار من أجل الحصول على التأشيرة.توجهنا، أمس، إلى مقر السفارة المصرية ببلدية حيدرة، من أجل الوقوف على الظروف التي تحيط بالجزائريين من طالبي التأشيرة. كانت الساعة تشير إلى الواحدة إلا 35 دقيقة، لا أثر للجزائريين أمام بوابة السفارة المحاطة بحواجز الشرطة، وفجأة لمحنا أحدهم يحمل ملفات في يده، ويتصل عبر جهاز الكلام عن بعد في البوابة. وما إن اقتربنا منه حتى علق قائلا ''إنهم فراعنة فعلا''، كان هذا الأخير يتصبب عرقا تحت أشعة الشمس اللافحة، ومع سؤاله عن ضرورة دخوله لإيداع الملفات وجوازات السفر، أخبره الحاجب عن طريق جهاز الاتصال الهاتفي بأن ''الوقت متأخر وقد أغلقت السفارة''، يسأل ثانية إن كانت السيدة (س) موجودة، فتم إخباره بأنها غادرت مكتبها. ويؤكد المتحدث وهو ممثل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بأن نفس السيدة اتصلت به لتخبره بأن بإمكانه أن يحضر جوازات السفر، من أجل التأشير عليها، ويتعلق الأمر بإيفاد طالبين من دار الإمام بالمحمدية، من أجل المشاركة في مسابقة القرآن الكريم في مصر. وقال المتحدث ''الأمر مستعجل لأن المسابقة الدولية ستنطلق يوم 29 أوت، ولم يبق أمامنا سوى يوم غد''. وأضاف ''الطالبان المشاركان هما من غرداية وسطيف، وهما متخوفان من الأجواء في مصر، خصوصا أن وصولها يوم السبت سيتزامن مع مقابلة شبيبة القبائل مع الأهلي المصري في إستاد القاهرة''. وغادر المتحدث نحو مقر الوزارة، وهو في حالة غضب، خصوصا أن الدعوة جاءت من السلطات المصرية، فما بالك بمن يطلب التأشيرة في إطار التوجه إلى العمرة أو غيرها.في سياق منفصل، رفضت السفارة المصرية منح التأشيرة لعدد من الصحفيين الجزائريين، بمن فيهم صحفيا جريدة ''الخبر'' و''الخبر الرياضي''، من أجل تغطية مجريات مباراة شبيبة القبائل ضد الأهلي المصري. وأخبر ممثل ''الخبر'' الذي تنقل إلى مقر السفارة، بأنه لا يمكن منح التأشيرة إلا بعد أن يتصل رئيس التحرير أو المدير العام مسؤول النشر، من أجل تقديم اعتذار على ما كتبته ''الخبر'' بخصوص موضوع الإجراءات التعجيزية للحصول على التأشيرة. الغريب في الأمر أن جوازي السفر أرجعا، من دون أن يتم إعادة الملفات على أنها مرفوضة. ويؤكد متابعون لإجراء تسليم التأشيرة للجزائريين، بأن أعدادهم تراجعت بنسبة 99 بالمائة، عقب الإساءة للجزائر في أعقاب مباراة ''الخضر'' ب''الفراعنة'' وأصبح طالبو التأشيرة من السفارة من المتوجهين للمشاركة في الملتقيات العلمية أو التظاهرات الرسمية ليس إلا. ولا يتم فتح البوابة للجزائريين في غالب الأحيان، ويتم الحديث معهم عبر الهاتف لإهانتهم أكثر، وكثيرا ما يتم تأخير موعد استلام أو الحصول على التأشيرة.