التخبط في السياسة الفلسطينية ما زال سيد الموقف يا قادة شعبنا لا رؤية ولا استراتيجية ولا برنامج موحدة ولا حتى قواسم مشتركة وكل فصائل وتنظيمات شعبنا من أصغرها وحتى أكبرها المالك الحصري الوحيد للحقيقة المطلقة،بل وأبعد من ذلك هناك من يدعي بأنه ظل الله على الأرض،وهناك خشية بعد العودة للمفاوضات المباشرة وعمليات حماس في الضفة الغربية واعتقال عناصرها من قبل السلطة وتعميمها على عناصرها بمقاومة اعتقال اجهزة وعناصر السلطة لهم وعدم تسليم أنفسهم لها من أن تخيم أجواء من الاقتتال والتصفيات الداخلية في الضفة الغربية على غرار ما شهده القطاع،مما يصب في تعزيز وتكريس خانة الانقسام وطحن المشروع الوطني،كما ونشهد تصعيداً في لغة التهديد والوعيد والاتهام والاتهام المضاد بالتفريط والتخوين والتكفير والتنازل والارتباط بالخارج ..الخ، مما يجعل تحقيق المصالحة الوطنية وانهاء ظاهرة الانقسام بعيدتا المنال،وأيضاً الاعتقالات السياسية تزداد وتتوسع في الضفة والقطاع،كذلك حال قمع الحريات وحرية الرأي والتعبير والتجمع والتظاهر، وشواهدنا على ذلك ما حصل في قاعة البروتستانت في رام الله واعتصام الجبهة الشعبية في غزة على أزمة الكهرباء المسيسة. أما اذا ما سألتم عن الشهر الفضيل عندنا،فإذا قلت لكم أنه أصبح عادة وليس عبادة فسأجد عشرات الأقلام ورجال الدين وما يسمى بالفقهاء والعلماء ورجال الإفتاء سنة وشيعة يقولون بأن هذا كفر وإلحاد وزندقة وحتى لا نتهم بذلك فدعوني أقول لكم باختصار بأن هناك من حول هذا الشهر الى "بزنس" وجاه اجتماعي ومنفعة اقتصادية وفشخرة وتباهي اجتماعيين،حيث الدعوة الى الافطارات بالبطاقات ولأفراد محددين وفي أرقى المطاعم والفنادق وأشهى المأكولات والمشروبات والحلويات الغالب عليها الكثير من الإسراف والتبذير والمصاحب لها خطب وشعارات ودعاية لهذا الشخص أو تلك الجماعة أو المجموعة،وبالمناسبة هنا أدعو الأخوة في هيئة الأعمال الاماراتية والذين لهم الباع الطويل في عمل الخير في بلدنا، وخاصة الوجبات التي تقدم الى المصلين والمعتكفين ومحيي ليلة القدر في المسجد الاقصى الى إعادة النظر في هذه الطريقة وهذا الشكل من عمل الخير،حيث أن جزء كبير من هذه الوجبات لا تذهب لمستحقيها لا داخل المسجد الأقصى ولا خارجه،ومن يشاهد الاقتتال على هذه الوجبات في ساحات ورحاب المسجد الاقصى والتبذير والاسراف قادر على الاقتناع بأن هذا الشكل من عمل الخير بحاجة الى إعادة النظر فيه وتدويره بشكل آخر بما يحقق الغرض المرجو منه وهذا ليس تحريضاً بل تصويباً. وأما اذا سألتم عن ما تمثلانه وتقودانه في الساحة الفلسطينية بحكم أنكم تقودان وتنتميان الى أكبر فصليين في منظمة التحرير الفلسطينية،فأنا أقول لكم وبكل محبة وتقدير وللحق والتاريخ والإنصاف فإن فتح ولا الجبهة اللتان كانتا تمثلان طرفي المعادلة السياسية الفلسطينية،وكانتا صاحبتي الشأن والموقف والقرار لم تعودان كذلك فلم يعد هناك وحدة حال أو موقف وأبعد من ذلك فإن صورتهما في أذهان الجماهير تبدلت وتغيرت كثيراً ويا رفيق سعدات كانت هناك العديد من المقالات لكتاب لهم دورهم وتاريخهم النضالي المشرف من كتب داعياً الجبهة أن يكون لها موقف يرتقي الى مستوى المسؤولية فيما يخص استمرار التغطية على نهج المفاوضات في مؤسسات منظمة التحرير وربما هناك العديد ان لم يكن الكثيرون يقولون هذه ليست فتح ابو عمار وابو جهاد وأبو اياد وتلك ليست جبهة الحكيم وابو علي ووديع حداد. أنا أدرك طبيعة ظروفكم وعدم قدرتكم على التواصل مع تنظيماتكم وأبناء شعبكم بسبب ما تفرضه عليكم ادارات السجون من قيود واجراءات وتعقيدات وخصوصاً الرفيق القائد سعدات الذي يخضع لعزل مفتوح،ولكن رغم كل ذلك فشعبكم وتنظيماتكم تأمل منكم الشيء الكثير، فأنتم كنتم وما زلتم رموز وعناوين نضال شعبنا،كما أن لكم حضوراً عالياً بين جماهير شعبنا،فهي وانتم تعرفون بعضكم جيداً،معرفة كانت في الممارسة والفعل والتواصل والتواجد مع وبين الجماهير.وأنتم كنتم وما وزلتم قيادات موثوقة لتنظيماتكم ولشعبكم،فأنتم جبلتم في النضال وترعرعتم في ميادين الكفاح،وتعرفون الكثير من عناصر تنظيماتكم ليس بحكم الانتماء للتنظيم،بل من خلال العمل والمهام والمسؤوليات المشتركة. واليوم ونحن نشهد أن قضيتنا الوطنية تتعرض للذبح والتصفية،فعليكم الرهان فأنت يا مروان من قال بأن المفاوضات طبخة فاسدة وأنت يا سعدات من يؤكد على أن هذه المفاوضات تصفية وذبح للمشروع الوطني،فهذه المواقف يجب أن تجد لها ترجمات وفعل على أرض الواقع،فلا يجوز يا مروان الاستمرار بها،إذا كان حتى المقتنعين فيها يقولون أنها لن توصلنا بوصة واحدة نحو حقوقنا المشروعة،وأنت يا سعدات لا يجوز أن تسمح بأن يكون وجود الجبهة في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية التي أصبح دورها شكلي واستخدامي الى غطاء لتشريع تلك المفاوضات،فهي في قرارها الأخير بشأن العودة للمفاوضات المباشرة لم تكن لا شرعية ولا قانونية. القادة الكبار:- أنا لست في معرض أن أعرفكم وأبصركم بدوركم ومسؤولياتكم،فأنتم تعرفون وتدركون ذلك جيداً،ولكن بحكم الواقع الذي تعيشونه قد تحجب عنكم أو افتراض حسن النية لا تصلكم الكثير من المعلومات،ولكن في إطار تواصلكم ومتابعاتكم فأنتم في الصورة والصورة واضحة بدون رتوش ولا تحتاج الى تجميل. مشروع وطني يتعرض للذبح ومن أكثر من اتجاه،وفصائل يتراجع دورها وحضورها بين الجماهير،وإن كان هناك الكثير من الأسباب والظروف منها الذاتي والموضوعي،ولكن المسؤولية تبقى على القيادة ورأس الهرم،وأنتم وتنظيماتكم قدمتم وما زلتم تقدمون الشيء الكثير للوطن والشعب،فأعيدوا لتنظيماتكم الدور المأمول منها،ولتكن كم كانت رأس الحربة في حمل الراية وصيانة المشروع الوطني وحماية منجزات ومكتسبات شعبنا. أعرف أنني متعب وأصدعت لكما رأسيكما،ولكن بحكم العلاقة والمحبة والثقة وخطورة ودقة المرحلة،أرى من واجبي مخاطبتكما،فأنتما من أبرز رموز وعناوين نضال شعبنا،ولكما تاريخكما المشرف،وتحظيان بثقة عالية بين أوساط جماهير شعبنا ولكما بصماتكما الواضحة في سفر النضال الوطني الفلسطيني،وأنتما في الصف المقرر تنظيمياً وفلسطينياً،وحيث أن المرحلة على درجة عالية من الخطورة،مرحلة من شأنها أن تدمر كل منجزات ومكتسبات مشروعنا الوطني،وتدفع بالساحة الفلسطينية نحو التدمير الذاتي،بسبب تغليب المصالح الخاصة والأجندات الفئوية على المصالح العليا والوطنية للشعب الفلسطيني،مرحلة قد تحرق الأخضر واليابس بفعل السياسة الخاطئة والمضرة وعدم تغليب صوت العقل والحكمة. تحياتي لكما مجدداً،وأنا على ثقة ببزوغ فجر الحرية لكما ولكل أسرى شعبنا،وأيضاً على ثقة بأنكما ستساهمان بقيادة دفة السفينة الى بر الأمان،رغم ما يهب عليكما وعليها من أمواج ورياح عاتية داخلية وخارجية ودمتما ودام نضال شعبنا المكافح. القدس- فلسطين 9/9/2010